أخبار البلد -
الاسطوانة
بعض الأخبار من الأفضل عدم نشرها ، لا لشيء بل لأنها أحيانا تكون موجعة ومؤلمة ، ورصيدنا من الوجع كافي ولا يحتمل أي زيادة فقد فاض.
أحيانا أخرى تكون الأخبار مخجلة .
مثلا ... في خبر منشور أمس في جريدة الرأي عنوانه :
" اسطوانة غاز تؤجل تشغيل مختبر أسنان في الطيبة "
جاء فيه " أجل عدم توفير اسطوانة غاز في مختبر أسنان مركز صحي الطيبة الشامل تشغيله وتقديم خدمات الرعاية السنية للمراجعين منذ أشهر وفقا لعدد من أبناء بلدة الطيبة .
وأقر مدير صحة محافظة اربد الدكتور علي السعد بذلك لكنه أكد أن توفير اسطوانة غاز للمختبر أصبحت قاب قوسين وأدنى وأن هناك اتصالات مع الوزارة لتوفير اسطوانات تكفي حاجة المديرية ، وقالت عضو لجنة بلدية الطيبة الجديدة نهاية العزام أنها راجعت العيادة السنية في المركز الصحي ولم تتمكن من الحصول على العلاج اللازم بسبب عدم وجود اسطوانة غاز في المختبر تستخدم لأغراض لوجستية طبية في خدمات الأسنان وأنها لاحظت تذمرا من المراجعين غير مسبوق جراء هذا الواقع المؤلم والمستغرب من وزارة الصحة
..... واعتبر مراجعون أن وجود مختبر أسنان غير مكتمل التجيهزات يضر ولا ينفع لا سيما أن خدمات العيادة السنية تتوقف عليها – أي اسطوانة الغاز - ..... إلا أن مدير عام صحة المحافظة الدكتور علي السعد ، برر هذا التأخير بالروتين في طرح المناقصات رغم سهولة شرائها من السوق المحلي، مشيرا إلى اتمام عملية شراء (10) اسطوانات غاز مؤخرا من قبل الوزارة لحساب مديرية صحة اربد وسوف يتم توزيعها على المراكز الصحية ومنها مختبر أسنان الطيبة الأسبوع القادم " .
إلى هنا انتهى الاقتباس ..
برأيي .. هل تحتاج اسطوانة غاز لكل هذا الروتين الحكومي وهذا الانتظار البائس ؟
وهل تحتاج الاسطوانة إلى اتصالات وزارية للاطمئنان عن صحة "الجرة" ووصولها بالسلامة ؟
هل تحتاج اسطوانة سعرها لا يتعدى الخمسين دينار إلى تحميل الدولة تكلفة الاتصالات والمراجعات والأعمال الورقية وتعينات لأعضاء ولجان المناقصة ومياومات ورواتب وبدلات تنقل ومصاريف أخرى تفوق في مجملها سعر الاسطوانة؟
حكومتنا الرشيدة ... عجز الميزانية بعشرات الملايين ، وديوننا عشرات المليارات
والمثل يقول " الذابح جمل مش عجزان عن ملحه" .
فما المانع إذن لو اشترينا من السوق المحلي مباشرة ومن البداية " اسطوانة غاز " مهما كان سعرها ؟.
بالمختصر .... نحن نهتم بالملاليم أكثر من الملايين . لذا فلتتحمل أيها المواطن ألم أنيابك الموجوعة .
المحامي خلدون محمد الرواشدة
Khaldon00f@yahoo.com