أخبار البلد -
اخبار البلد
تعرضت بالأمس لقصة المواطن السعودي الذي أقدم على تطليق زوجته على الهواء مباشرة بناء على فتوى من الداعية و»المصلح الأسري!» الشيخ غازي الشمري، أثناء قيام المواطن السعودي بإجراء اتصال هاتفي بالداعية خلال برنامج «خفايا زوجية» على إحدى الإذاعات!.
هذه القصة شغلت كثيرين قبل فترة، وكانت مادة دسمة للحوارات والمناظرات، وفتحت شهية بعض المدافعين عن حقوق المرأة باعتبارها تعسفا ذكوريا في ممارسا حق معين أعطاه الإسلام للرجل..
لست هنا في صدد الدخول في جدل فقهي، فانا لست أهلا له، ولكن مما توافر لي من إطلاع على مشكلات كثير من البيوت، ألمس أن الرجال يتعسفون فعلا في ممارسة هذا الحق على نحو مقرف، ولدي شواهد كثيرة على رجال بدأوا حياتهم مع زوجات صابرات مستورات، فبنوا بعض المصالح المشتركة سويا، وصبرا على شظف العيش وعسره، حتى إذا فتح الله على الأسرة، ولا اقول على الزوج فقط، أبواب الخير والثراء، عمد الزوج الأربعيني أو الخمسيني للارتباط بفتاة شابة، ورمى بورقة الطلاق في وجه رفيقة عمره، وحرمها من الذي بنياه معا، هذا الشكل من الطلاق أصبح سائدا في مجتمعنا على نحو كبير، ولكم سمعت شخصيا من قصص من هذا النوع، مع بعض الخلاف في التفاصيل، فقد تتوافر في الزوج بعض الشهامة، فيصرف لزوجته «مكافأة نهاية الخدمة» وقد لا تكون متسقة مع ما بذلته من تعب وجهد في تربية الأبناء وربما في بناء بيت أو شراء شقة، وأعرف شخصيا قصة دامية لزوجة طلقها زوجها، وليس لها بيت أو أهل أو أقارب أو مهنة، ولم تجد بدا من السكن في غرفة في بيت كان بيتها، مع طليقها وأولادها،لأنها ببساطة شديدة لا مأوى لها ولا ملاذا!.
وعود على إلى قصة صاحبنا، الذي طلق زوجته في بث مباشر على الهواء، حيث أشعر أن في هذا الفعل استهانة وخفة بالرباط المقدس، وتعسفا في الشكل والمضمون ايضا، ولا أظن أن مثل هذا السلوك يتفق وروح الإسلام الذي انزل المرأة منزلة لا تدانيها منزلة في أي شريعة أو قانون، ويبدو أن الأمر بحاجة لبعض النظر في حقوق الزوجة المطلقة، بحيث يُحفظ لها حقها فيما بنته هي وزوجها على مدار السنين، كأن تقتسم معه ثروته إن أراد طلاقها، ولا أظن أن في الشرع ما يمنع مثل هذا الأمر، خاصة وإنه يحقق عدالة غائبة، ويمنع المتعسفين باستعمال حقهم في الطلاق من ممارسته على نحو ينطوي على ظلم فادح، لا يرضاه شرع أو قانون أو عرف!.