* نمر سيارت مجلس النواب في ساحات الجامعة ومقايضة بالعلامات للطلاب المشاركين في نشاطات الحزب الداخلية والخارجية
خاص - ما زال طريق وصول طلبة الجامعات إلى القناعة والايمان بالحزب كمنهج وبرنامج طويل جدا ، فالسكة التي يقودها أعمدة الاحزاب وقادتها غير موصلة للحياة الحزبية، ولا تصلح لأن تقود هذه المرحلة التي تتطلب وعيا كافيا بالنهضة الحزبية ودورها القادم والذي أرسى قواعدها وهيأها للنهوض جلالة الملك من خلال لجنة تحديث المنظومة السياسية التي ضمن مخرجاتها وسبل تقدمها.. فغياب الخبرة والاعتماد على المال والنفوذ القائم والتخبط وحب المناصب يفقد الحزب دوره وفعاليته الحقيقية.
أسوق هذه المقدمة وأتحدث عن حزب أردني حديث سطع نجمه قبيل انتخابات الدورة البرلمانية الماضية يتسارع نشاطه بكثرة في جامعة خاصة بل ويحتكر ساحاتها وقاعاتها بوضوح، بعد أن شرعن وأعطى ضوءاً أخضراً له مسؤول في الجامعة .
هذا الحزب دربه خضرة في هذه الجامعة فالمسؤول الكبير يعرف من أين تؤكل الكتف، استطاع أستقطاب بعض أعضاء مجلس وحتى عقد اجتماع لأحد لجانه في الجامعة فالضلع القوي له في المجلس قادر على فرض رأيه، فجعل نمر سيارات مجلس النواب حاضرة باستمرار، خدمة للجامعة وللحزب المحظوظ بانتماء المسؤول له.
وردت " اخبار البلد " معلومات عديدة تؤكد تقديم حوافز بزيادة العلامات للطلبة الذين يشاركون في نشاطات الحزب التي تقوم في الجامعة، وهنا يجدر القول والسؤال هل يحق للجامعة أن تمارس سياسة قصرية ابتزازية على الطلاب بحيث تقدم عروضا بزيادة العلامات على حساب العملية الأكاديمية البحتة، فمن غير المقبول أن تكون المقايضة بالعلامات للطلاب الذين يشاركون في اي فعالية لهذا الحزب المحظوظ في الجامعة. وما يجري على الطلاب كما وردنا يجري على الكوادر التعليمية من أساتذة ومعلمين وفنيين وإداريين فالمستقبل والاستقرار الوظيفي اساس عملية المقايضة.
فنشاطات الحزب مستمرة ولا يسمح لأحزاب أخرى دخول حرم الجامعة او ممارسة دورها، ونظام المقايضة يضعف القناعة بالاحزاب ويسقطها، وتصبح مهمة استقطاب القيادات والطلبة وبث الانتماء الحقيقي للعملية السياسية في خبر كان.. ونتاج ذلك يهرب شبابنا من اي انخراط اخر بعد انتهاء مرحلة التخرج، فما يربط الطالب المبتز في الجامعة عهد يعتمد على ابراء الذمة المالية وتسديد مستحقاتها ليأخذ الطالب شهادته ويمضي.
مرة أخرى يجب على الأحزاب العمل على إقناع الطلاب والمواطنين بأن يكونوا شركاء في العملية السياسية، باظهار برنامج يليق باسم الحزب قابل للتطبيق غير مستنسخ، كما وجب عليه اختيار قادة لديهم فهم عميق بدورهم وحجتهم يتمتعون بسمعة طيبة وسيرة حسنة وقدرة على القيادة والتنظيم وتطوير برامج شاملة لمختلف القضايا، وغير ذلك فالفشل الذريع والوصول بالمركب إلى الهاوية هي النتيجة المنتظرة.
وعلى الجامعات الاردنية أن تأخذ دورها الحقيقي فهي ليست مجرد مؤسسات تعليمية، بل هي مراكز للتنمية وخدمة المجتمع وبناء القيادات، لا الضحك عليهم والتسبب في ضياعهم ففي النتيجة الطالب لا يخجل أن يذكر مكان دراسته ونقطة بداية نجاحه.