إلى كل شابٍ طموح، يرى في العمل النقابي أو الحزبي وسيلة للإصلاح والتغيير…
توقّف لحظة.
لا تصدّق أن الميدان مفتوح كما يُصوّرونه لك في بعض الشعارات، فهناك دائمًا ورقة صغيرة قد تُسكت صوتك، أو تُعلّقك بين مكاتب التحقيق، دون أن تسمع من يقف بجانبك.
اليوم، لم تعد الحرية مجرد حق، بل أصبحت مساحة ضيّقة تُرسم بحبر المسؤول.
المسؤول الذي لا يسمع إلا صوته، يرى في رأيك تهديدًا، وفي مداخلتك تجاوزًا، وفي نشاطك "إساءة إلكترونية”، فيسحب من جيبه المادة 15 من قانون الجرائم الإلكترونية، ويكتب سطرًا واحدًا كفيلًا بإدخالك في دوامة قضايا… لا تنتهي.
ثلاثة أشهر حبس أو أكثر… فقط لأنك قلت رأيك.
ولا حزب يقف معك، ولا نقابة تتكفّل بالدفاع، ولا قانون يمنحك حصانة فكر.
نقولها بصدق:
إن العمل النقابي شرف… لكنه أصبح أيضًا مخاطرة.
أن تكون حزبيًا حرًا… فهذا اليوم يتطلب شجاعة من نوعٍ آخر.
فلا تدخل هذا الطريق إلا وأنت مدرك لما فيه… واعيًا، متزنًا، عارفًا أن صوتك قد يُكلفك الكثير، في زمن لم تعد الكلمة فيه أمانًا.
بقلم الدكتور عصام الكساسبه
بقلم الدكتور عصام الكساسبه