قالت وزارة العمل والشؤون الاجتماعي في العراق، إنها ستمنح المتسولين الذين يتم القبض عليهم، رواتب إعانة شهرية بشرط التخلي عن مهنتهم تلك بشكل جدي.
وأوضح مدير دائرة الإعلام والعلاقات الدولية في الوزارة، كاظم العطواني، أن حزمة الإجراءات التي تبنتها وزارته للحد من التسول، تتضمن "إجراء البحث الميداني للمتسوّلين ممن يُلقى القبض عليهم أثناء الحملة لشمولهم براتب الإعانة بعد أخذ تعهدٍّ خطي منهم بعدم العودة للتسوُّل".
وأضاف العطواني في حديث نقلته صحيفة "الصباح" الرسمية، اليوم الاثنين، أن الإجراء يتضمن إيداع أصحاب الحالات المستحقة في دور الإيواء ومنحهم رواتب رعاية بعد التحقق من أوضاعهم الاجتماعية.
وبين العطواني أن الإجراءات تتضمن أيضاً تنفيذ حملات توعوية تعريفية عن مخاطر ظاهرة التسول، وتنظيم ورش عمل بالتنسيق مع ممثلي جهاز الأمن الوطني وقسم الشرطة المجتمعية، وقد شملت مستفيدي دور الأحداث المشردين الذكور والإناث ودار ضحايا الاتجار بالبشر.
وتعاني تلك الإجراءات من عزوف قسم من المتسولين عن الاستفادة منها وتفضيل مهنتهم التي تدر عليهم عوائد أكبر تصل لعشر أضعاف، وفق تقرير سابق لقناة "السومرية" العراقية عن ظاهرة التسول في البلاد.
وأعلنت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، عن إجراءاتها تلك، بالتزامن مع إعلان الحكومة العراقية عن إطلاق حملة جديدة وواسعة تستهدف مكافحة التسول في البلاد بالتزامن مع وصول أعداد الممتهنين لذلك السلوك إلى نصف مليون شخص.
ولم تتكشف بعد تفاصيل الحملة وعدد المستهدفين فيها وتاريخ تنفيذها، لكن المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان في العراق، كشف في وقتٍ سابق، أن عدد المتسولين في العراق من الأجانب والعراقيين يصل إلى أكثر من 500 ألف متسول أغلبهم من الأحداث والنساء.
تتصدر بغداد امدن العراق في وجود أكبر عدد من المتسولين فيها، حيث ينتشر رجال ونساء وأطفال في الأسواق وتقاطعات الطرق للتسول بطرق مختلفة رغم ملاحقة السلطات الأمنية لهم والقبض على عدد منهم على الدوام.
ووفقاً لدراسة حديثة لمركز "النهرين" للدراسات الاستراتيجية، فإن ظاهرة التسول متفاقمة في العراق بسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة، حيث تدفع البطالة والفقر، العديد من الأفراد، بمن فيهم الأطفال و كبار السن إلى اللجوء للتسول كوسيلة للحصول على الدخل.
كما تسببت النزاعات المتكررة والحروب في نزوح أعداد كبيرة من السكان، وفقدان العديد من الأسر لمصدر رزقها، مما أجبرهم على التسول للبقاء على قيد الحياة.
وأوضحت الدراسة أيضاً أن ضعف النظام التعليمي يؤدي إلى ارتفاع نسبة الأمية والجهل، وبالتالي زيادة عدد المتسولين الذين لا يجدون فرص عمل بسبب نقص المهارات التعليمية، بجانب ضعف البرامج الاجتماعية الفعالة لدعم الفئات الأكثر ضعفًا في المجتمع.
وبجانب التسول التقليدي في الطرقات أو اللجوء لمواقع التواصل الاجتماعي واستعطاف الناس في قصص إنسانية مؤثرة، تنتشر في العراق أيضاً شبكات تسول منظمة تم القبض على أحد رؤسائها في بغداد في شباط/فبراير الماضي