دقّت الساعة السابعة وتوقفت الحرب بين إيران وإسرائيل، وادّعى ترامب انه صانع السلام، وادّعت إيران انها انتصرت، وحده نتنياهو لم يصرّح، فقد غطّى صوت صاروخ بئر السبع على الكلام.
هل تم تدمير القدرة النووية الإيرانية؟ نص على نص؟ ربع أم ثلاثة أرباع؟ أين اختفى الماء الثقيل، وماذا سوف يحدث لعضوية إيران في وكالة الطاقة الذرية؟ ماذا سيحدث لكاميرات المراقبة، ولموظفي المراقبة؟
بعد 12 يوماً من القصف والتفجير والاغتيال يبقى مصير الماء الثقيل مجهولاً، لا كاميرات ولا مراقبين.
يحاول نتنياهو اللجوء إلى الخداع والمكر، لعله يخلق صورة نصر. يحاول أن يستمر بالقتل لأسبوع آخر، فلم ينجح، يومين...يوم واحد...فيقول له صاحب العمل: ولا دقيقة...قل للطيارين بأن يعودوا من حيث أتوا.
يشيّع نتنياهو أخته ويبكي قائلاً: آسف فأنا لم أستطع حمايتك.
مئات الألوف من الإسرائيليين يبيتون في شوارع شرم الشيخ بعد أن امتلأت الفنادق، الشقق في قبرص تمتلئ بالمهاجرين، الزوارق والسفن ترسو على شواطئ اليونان، فيستقبلهم المواطنون بشعارات "الحرية لفلسطين" و"أنتم غير مرحب بكم في بلدنا".
لقد استُنفذت الجبهات: فلسطين، لبنان، سوريا، إيران. هل يمكن أن افتح جبهة خامسة؟ ربما مصر أو باكستان.
ما أن مرت بضع ساعات على صاروخ بئر السبع حتى قُتل ثلاثة جنود وجُرح 15 آخرون في كمين خانيونس الذي يتعرض للقصف منذ 627 يوماً.
التعب والإرهاق وصوت الجنود الضجرون، صوت التظاهرات في كل أنحاء العالم. صور المجاعة وصراخ الأطفال في القطاع يخرق الجدران. صور الأسرى في ايدي ذويهم أمام مقر الحكومة. بن غفير وسموتريش يصرخان في وجهه: أكمل...أكمل! يتأكد نتنياهو بأنه قد وصل للنهاية، وأنه فقد وظيفته ووظيفة اسرائيل. هل ينتظر المحاكمة أم ينتظر مصير رابين؟
يفكر نتنياهو في اللحظة التي يتم فيها اقتياده مكبلاً إلى المحكمة. لا يهم أيّ محكمة، قد تكون محكمة إسرائيلية أو محكمة بلجيكية.
الخيارات صعبة، وفي كل الحالات فنتنياهو لن يبقى في السلطة، وسوف يخرج من التاريخ، وكذلك من الجغرافيا.