حتى الآن

حتى الآن
د. وليد عبد الحي
أخبار البلد -  
نحن الآن في مطلع اليوم الخامس للمواجهة الايرانية الاسرائيلية، ويبدو ان مستويات المشهد بينهما هي على النحو التالي:
أولا :المستوى المحلي :
ساضع فرضية أولى (فرضية ) بان أحداث اليوم الاول والذي بدأ بهجوم اسرائيلي واسع النطاق كان يخفي سيناريو انجاز انقلاب على النظام السياسي الايراني من خلال: بدء اضطرابات شعبية وتحركات لقوى المعارضة مستفيدة من الهجوم من خلال:
أ‌- شل مركز صنع القرار العسكري من خلال اغتيال قادة الحرس الثوري والجيش والاستخبارات العسكرية وغيرها.
ب‌- تحريك قوى معارضة من الجماعات العرقية (بخاصة الحزب الديمقراطي الكردستاني الايراني، وحزب كوملة)، ومن القوميين(الجبهة الوطنية)، او اطراف من التيارات اليسارية( سازمان فدائيان خلق او مجاهدي خلق،بعض نخب حزب تودة، أو بقايا اتحاد الجمهوريين الايرانيين)، ودعاة الملكية(الحزب الدستوري الايراني،وجماعة ايران النهضة التي تدعم ابن الشاه، ثم هناك اطياف من المعارضة الاصلاحية(تيار مير حسين موسوي، ومهدي كروبي...الخ) ثم هناك تيارات سنية مسلحة معلنة مثل جماعة "جند الله" في اقليم بلوشستان...الخ.
ت‌- توسيع دائرة الاضطرابات وخلق حالة من الفوضى تقود تدريجيا الى "ما يشبه الى حد ما" السيناريو السوري او الليبي او المصري أو العراقي..الخ، كمقدمة لانهيار النظام كهدف اعلى او اجباره على الانكفاء لمعالجة اوضاعه الداخلية كهدف أدنى.
لكن بنية النظام السياسي والعسكري الايراني كانت من الحيوية وسرعة امتصاص الضربة كافية للإحلال القيادي البديل ، كما تم اتخاذ بعض اجراءات التهدئة او حسن النوايا مع بعض قادة التيار الاصلاحي ، ومع سرعة القيام بهجمات عسكرية لا يجوز الاستهانة بها ضد اسرائيل تمكنت القيادة الايرانية من احباط "تلك الفرضية إنْ صحت"، دون نفي ان الخرق الامني الاسرائيلي(وشاهده اكتشاف مراكز لانتاج الطائرات المسيرة لصالح شبكات تجسس او معارضة داخل الاراضي الايرانية الواسعة جدا تعمل لصالح اسرائيل) كان واضحا وبشكل اوسع من خطورة ما اعلنته ايران قبل فترة قصيرة عن وصولها "لكنوز" من الوثائق السرية الاسرائيلية.
اما على المستوى الاسرائيلي، فقد لجمت المواجهة التشقق الذي كان طاغيا بين القيادات السياسية والعسكرية وداخلها ،وبين المعارضة والسلطة، واصطف الجميع وعلى عجل لمنع اي اتساع في الفتق على الراتق، وبدأ العمل العسكري ضد ايران وكأنه العلاج الذي اكتشفه نيتنياهو لامتصاص الاحتقانات من حوله، وقد نجح في ذلك " حتى الآن ".
اي ان الامر على المستوى المحلي تمثل في فشل اسرائيلي في صناعة الفوضى من خلال شل مركز صنع القرار العسكري الضامن لأمن النظام الايراني، لكن الوجه الآخر تمثل في تمكين نيتنياهو من توحيد الصفوف خلفه في الوقت الراهن على اقل تقدير بخاصة بعد ان لاح في الافق قبيل المعركة مع ايران ضغوطات الدعوات لحل الكنيست ، وهو ما قد يفتح الباب لتغييب نيتنياهو عن المشهد ،لكن ذلك لم يحدث "حتى الآن".
ثانيا: المستوى الاقليمي:
يمكن القول بقدر من الافتراض ايضا أن التوازن الاقليمي يميل لصالح اسرائيل بخاصة إذا كان القياس على اساس النظم الرسمية لا القوى الشعبية، فالذرائعية والميكيافيلية العربية لا توحي بأي اصطفاف باي شكل من الاشكال الى جانب ايران، بل إن الاذرع التي شكلت "قبضات ايرانية" اصابها الوهن – باستثناء انصار الله- بعد انقلاب نعيم قاسم وانضباط الحشد الشعبي العراقي تحت وطأة ضغوط مقتدى الصدر والتزامات الحكومة بقواعد ادارة الحكم التي صاغها بريمر.
فإذا اضفنا الى ذلك العلاقة الاذرية مع اسرائيل –وهي علاقة تصل الى حد التفاهم الاستراتيجي- فان ما تبقى هو باكستان التي ترتبط سلوكياتها بردود الفعل على السلوك الهندي من ناحية وضغوطات القوى الدينية فيها مع عدم تجاوز التزاماتها الدولية كدولة نووية، ثم هناك الموقف التركي الذي لا يتجاوز التعاطف الموجه اصلا لاسترضاء القاعدة الشعبية التركية بخاصة في ظل بعض التآكل فيها.
خلاصة القول ان البعد الاقليمي في الصراع هو لصالح اسرائيل دون مواربة ، وايران تعلم ان بعض الادانات العربية للهجمات الاسرائيلية لا تتجاوز حدود اداناتهم للهجمات في غزة ، بل ان التزاماتهم بتعلميات القيادة المركزية للقوات الامريكية التي تم نقل اسرائيل لها قبل 4 سنوات أمر لا يجوز نسيانه في الحساب الاستراتيجي الايراني.
ثالثا: المشهد الدولي:
لايران شريكان استراتيجيان هما روسيا والصين ، فالاولى منشغلة تماما بهمها الاوكراني لكنها قد تستفيد في حالة اتساع الصراع وحصول ازمات نفطية إذا تم اغلاق مضيق هرمز، لان ذلك سيرفع اسعار البترول فيزداد الريع البترولي الروسي من ناحية ، ويزيد الضغط على الواردات الاوروبية بخاصة من النفط من ناحية ثانية ،وهو امر يصعف الموقف الاوروبي التفاوضي مع روسيا لانه سيجعل اوروبا تواجه ضغوطا للمساومة ثانية مع روسيا على اوكرانيا او على مزيد من الواردات النفطية إذا انقطع او تراجع المدد النفطي الشرق اوسطي.
أما الصين فهي دولة لها بعض التحفظات على بعض السياسات الاسرائيلية (في غزة، او الموقف من السياسات الصينية تجاه الإيغور او الموقف من الحرب الاوكرانية )، لكن بكين لها بعض المصالح مع اسرائيل( خطوط مشروع الحزام والطريق، اعتبار اسرائيل قناة للوصول الى بعض التكنولوجيا الغربية (ومثال الطائرات المسيرة في بدايات ظهورها امر معروف في هذا المجال) ناهيك عن استثمار العلاقة مع اسرائيل لاسترضاء بعض قوى اللوبي اليهودي في المؤسسة الامريكية الحاكمة..الخ، لذا فان النزعة البراغماتية ستاخذ الصين باتجاه دعم جهود التسوية ،مع استرضاء اسرائيل لتخفيف تنامي العلاقة الاسرائيلية الهندية بخاصة بعد الشروع في مشروع الممر الاقتصادي الهندي الاوروبي عبر الشرق الاوسط.
اما اسرائيل فالسند الامريكي بخاصة مع ترامب لا يحتاج الى تفاصيل ، فهو شريك لوجستي تماما حتى الآن في المعركة، ناهيك عن ان تصريحاته تصب ضمن الحرب النفسية ضد ايران( الحديث عن تغيير النظام، دعوة سكان طهران للمغادرة، الحديث عن موقفه من احتمالات اغتيال خامنئي...الخ)، الى جانب تعطيله او تلكؤه في احسن الاحتمالات لدعم جهود وقف اطلاق النار.
ويقف الى جانب اسرائيل ايضا الاتحاد الاوروبي، فهو إن كان اقل "رعونة في موقفه من ترامب " إلا ان تواتر تحميل ايران المسؤولية عن الاحداث والتأكيد على تبني الموقف الامريكي في دعم اسرائيل وتعطيل البرنامج النووي الايراني بخاصة في موضوع التخصيب يعزز ذلك.
ذلك يعني ان المستوى الدولي حتى الآن هو اكثر طمأنة لاسرائيل منه لإيران.
رابعا: الأداء الميداني للمتصارعين:
يمكن التاكيد هنا على بعض النقاط:
أ‌- ان قدرة ايران على تحمل حرب طويلة هي اعلى من القدرة الاسرائيلية ، فايران حاربت العراق اكثر من ثماني سنوات وخرجت في وضع افضل كثيرا من العراق التي كان شلال الدعم المالي الخليجي يتدفق عليها نكاية في ايران.كما أن المساحة الواسعة والكتلة البشرية الكبيرة والخبرة الدولية في ادارة الصراعات تساهم بمستوى أو آخر في ذلك.
ب‌- عند المقارنة بين مستوى التهديد اللفظي ومستوى الأداء الميداني ،نجد ان كليهما يجعجع مع فارق بسيط لصالح اسرائيل، فتصريحات نيتنياهو (عن القضاء على النظام وتدمير القدرة الدفاعية والبرنامج النووي الايراني ومناشدته الشعب الايراني النهوض ضد النظام ...الخ) فيها بعض الجعجعة – مثل دعوة سكان طهران لمغادرتها -دون انكار تحقيق بعض النتائج العميقة والتي تدل عليها تواضع انجازات الدفاع الجوي الايراني.
اما التهديد الايراني لاسرائيل فانه –حتى الآن- اعلى صوتا واقل انجازا رغم ان بعض الضربات كانت مؤثرة(تدمير مختبرات معهد وايزمن بنسبة لا يستهان بها، ضرب مصفاة حيفا، والكهرباء، وتدمير العشرات من المباني وتعطيل الحركة ووقف التعليم وايقاع عدد متزايد من القتلى وضرب بعض القواعد العسكرية...الخ.
ت‌- يبدو ان السلطات الايرانية اكثر انفتاحا او شفافية في نقل نتائج الضربات المتبادلة مقارنة باسرائيل، بينما تكررت الشكوى من الاعلاميين الغربيين وبعض الاسرائيليين من القيود الاسرائيلية على الاعلام بخاصة في نقل الصور او المعلومات عن ما يجري، بل والتضييق حتى على شبكات التواصل الاجتماعي، وهو ما يشير الى ان تخوفات اسرائيلية من أن بعض الضربات لها وقع كبير على المجتمع الاسرائيلي إذا تم افتضاحها من وسائل الاعلام، ولعل التضييق على شركات ومكاتب السفر الاسرائيلية يشير الى قلق من "احتمال" اتساع نطاق الهجرة من اسرائيل.
اما وأن المعركة ما تزال تدور، فاننا نكتفي بهذا العرض لما هو " حتى الآن"، لنكتب لاحقا وماذا بعد ؟ ..ربما.
شريط الأخبار مستجدات جديدة بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة جامعة العلوم التطبيقية الخاصة تستضيف ندوة لإشهار كتاب "شذرات من تاريخ الأردن" لدولة الدكتور عبدالرؤوف الروابدة بتنظيم من مركز التوثيق الملكي الحوثيون يؤكدون ضمان معاملة إنسانية لمن تم إنقاذهم من سفينة الشحن "إترنيتي سي" صندوق النقد: خسائر "الكهرباء الوطنية" تراجعت إلى 1.1% من الناتج المحلي طقس حار ودرجات الحرارة اعلى من معدلاتها اليوم تسارع جنوني.. الدين الأميركي يرتفع 410 مليارات دولار خلال يومين بيع أول حقيبة يد هيرمس بيركين مقابل 10 ملايين دولار انهيار مبنى مفخخ على جنود إسرائيليين في غزة الملك يسلط الضوء على فرص الاستثمار في الأردن خلال لقاء بكاليفورنيا القسام تبث مشاهد محاولة أسر جندي إسرائيلي في كمين مركب نصار: المنتخب الوطني يحضّر للمرحلة المقبلة وإنجازاته لم تكن بـ"الفزعة" انتعاش نشاط تجارة المركبات في المنطقة الحرة بالزرقاء الخارجية تتابع توقيف 4 طلاب أردنيين في روسيا على خلفية وثائق دراسية مفبركة "أبو عبيدة" يوجه رسالة للشباب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس اللجنة التنفيذية للجنة التأمين البحري تعقد اجتماعاً لمناقشة ترتيبات اليوم المفتوح للتأمين البحري يوسف الشواربة "على راسه ريشه".. الكرسي عليه لاصق ومثبت بالبراغي شركة تأمين تبدأ بهيكلة طارئة وأول الغيث الإطاحة بالمدير الدفاع المدني الأردني : استخدمنا آليات حديثة ومتطورة في سورية اعتماد التقارير الطبية الحديثة لذوي الإعاقة في حالات تجديد الإعفاء من رسوم تصريح العمل صاعقة تقتل عروس في شهر العسل