يافا الكفارنة
أحمد ومحمود وخالد، ثلاثة أشقاء من أب واحد وأم واحدة في غزة، أحدهم ينتمي لحركة فتح والثاني للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والثالث لحركة حماس، يختلفون على أصغر الأمور السياسية، وقد يتشاجرون لحد الصراخ والاعتداء على بعضهم، كلما دار النقاش بينهم حول فتح أو حماس، والجهة التي تعطل المصالحة، علما أن آلاف الشباب أداروا ظهورهم للحركتين وتعصبوا لتشجيع فريقي ريال مدريد وبرشلونة، وأصبحت غزة تعيش ظاهرة فريدة عند كل مباراة.
الأشقاء الثلاثة لا يلتقون على رأي واحد نتيجة خلافاتهم السياسية، لكنهم باتوا يتفقون على أمر واحد هو تأييد فريق برشلونة في منافسته ريال مدريد، وعندما يحين موعد المباريات، يتحولون فجأة من متناحرين إلي متحدين وهم يصيحون في وجه حارس المرمى إذا أخفق، أو على اللاعب من الفريق الآخر إذا حقق هدفا في شباك فريقهم، ويأخذون بعضهم بالأحضان ويتبادلوا القبلات إذا ما حقق فريق برشلونة النصر وأحرز هدفا.
الأمر لا يبدو جميلا، حيث حل تشجيع فريقي برشلونة وريال مدريد محل مناصرة حركة فتح أو حماس، علما بأن جيل الشباب اليافع كان طفلا قبل نحو ست سنوات منذ بداية الانقسام، وقد أصبح هذا الجيل يردد أغنية شعبية لتشجيع الفريقين بدلا من الأغاني الوطنية والحماسية التي كان الشباب يرددونها: "برشلونة فارس كل الملاعب.. ولع ولع.. مدريد يولع".
ويعبر خالد الكفارنة، أحد الأشقاء الثلاثة عن ولعه بمتابعة مباريات كرة القدم، خاصة في هذه الفترة، بعد أن يئس من مشاحنات فتح وحماس، ويقول لـ "دنيا الوطن": "أنا أجد متعتي فيها وأشعر بأنني أهرب من متاعب الحياة والحصار والفقر والبطالة والانقسام، ناهيك عن المشكلات الاجتماعية المفرزة تبعا له من تعصب وعنف".
ويجد خالد العذر للشباب في غزة بتوجههم نحو الإدمان على تشجيع ريال مدريد وبرشلونة، مشيرا إلى أن "برشلونة يحقق دوما لنا ما يعدنا به من أهداف في مرمى الخصم، بينما مشعل وعباس لا يقدمان لنا سوى الوعود المحبطة ويجعلوننا دوما في مرمى أهداف الاحتلال".
وفي نفس السياق تقول والدته أم محمد لـ "دنيا الوطن": "أولادي حالهم كحال كل أبناء غزة غير مستبشرين بالخير على الإطلاق، فقد اشتهيت أن أسمع منهم منذ فترة طويلة كلمة وطن أو فلسطين، فقد أعماهم الانقسام عن حياتهم وعن قضيتهم".
وتضيف: "كل الأمهات الفلسطينيات يشتكين من إدمان الشباب على الملهيات مثل مباريات الكرة وألعاب الانترنت. سنوات شبابنا الفلسطيني تضيع أمام أعيننا، ولا نستطيع فعل أي شيء، وهذا الأمر سلب من الأم الفلسطينية قوتها التي تتغنى بها على مدار تاريخها الطويل".
ويرى الكاتب والأديب الفلسطيني توفيق أبو شومر أن انتشار ظاهرة التعصب لبرشلونة وريال مدريد في غزة بشكل ملفت هي نتيجة طبيعية لما يمارس من ضغوطات على الشباب الفلسطيني ودفعه نحو الاستهتار وإفراغ المحتوى، كجزء من عملية العولمة وفي ظل ضعف التعليم، وإضعاف العمق الثقافي الفلسطيني لإضعاف الحالة الفلسطينية، وهذا دفع الشباب للبحث عن عوائض تشعرهم بالرضا حتى ولو كان قليل".
ويؤكد أبو شومر لـ " دنيا الوطن " أن الحل في يد الفصائل الفلسطينية في إنهاء الانقسام والالتفات إلي الشباب في غزة بالذات وإعادة ترميم التثقيف التاريخي و"أن نصبح مصدرين للثقافة كما كنا في الستينات مثل محمود درويش وفدوى طوقان".
ويرى د. فضل أبو هين الأخصائي النفسي والاجتماعي أن النماذج الفلسطينية كفصائل نماذج فاشلة حيث أن الصورة الثابتة عند الشباب الفلسطيني المتحمس، وهم يرون أن فتح في سيرها وراء سلام مزعوم مع إسرائيل، تسير وراء عملية فاشلة لم تمثل للأجيال المراقبة في شي، كما أن نظرية المقاومة المقلوبة عند حماس أيضا فاشلة، والشاب الفلسطيني فقد الثقة، حيث كان يحسب أنه الشباب الأكثر وعيا على مستوى السياسة في العالم، أما اليوم فقد أصبح الأقل وعيا بالسياسة بين صفوف الشباب العالمي.
ويقول أبو هين لـ "دنيا الوطن": "الشباب أصبح يثق في ريال مدريد وبرشلونة أكثر من فتح وحماس". ويرى أبو هين أن الحل هو أن ندعو حماس وفتح نحو التسريع في تفاهمات المصالحة ونشر المعلومات السليمة عنها، كخطوة أولى في إرجاع الشباب الفلسطيني نحو الخط السليم الذي كانت تسير عليه كل الأجيال الفلسطينية السابقة، وهو تحرير فلسطين والقضية الفلسطينية
أحمد ومحمود وخالد، ثلاثة أشقاء من أب واحد وأم واحدة في غزة، أحدهم ينتمي لحركة فتح والثاني للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والثالث لحركة حماس، يختلفون على أصغر الأمور السياسية، وقد يتشاجرون لحد الصراخ والاعتداء على بعضهم، كلما دار النقاش بينهم حول فتح أو حماس، والجهة التي تعطل المصالحة، علما أن آلاف الشباب أداروا ظهورهم للحركتين وتعصبوا لتشجيع فريقي ريال مدريد وبرشلونة، وأصبحت غزة تعيش ظاهرة فريدة عند كل مباراة.
الأشقاء الثلاثة لا يلتقون على رأي واحد نتيجة خلافاتهم السياسية، لكنهم باتوا يتفقون على أمر واحد هو تأييد فريق برشلونة في منافسته ريال مدريد، وعندما يحين موعد المباريات، يتحولون فجأة من متناحرين إلي متحدين وهم يصيحون في وجه حارس المرمى إذا أخفق، أو على اللاعب من الفريق الآخر إذا حقق هدفا في شباك فريقهم، ويأخذون بعضهم بالأحضان ويتبادلوا القبلات إذا ما حقق فريق برشلونة النصر وأحرز هدفا.
الأمر لا يبدو جميلا، حيث حل تشجيع فريقي برشلونة وريال مدريد محل مناصرة حركة فتح أو حماس، علما بأن جيل الشباب اليافع كان طفلا قبل نحو ست سنوات منذ بداية الانقسام، وقد أصبح هذا الجيل يردد أغنية شعبية لتشجيع الفريقين بدلا من الأغاني الوطنية والحماسية التي كان الشباب يرددونها: "برشلونة فارس كل الملاعب.. ولع ولع.. مدريد يولع".
ويعبر خالد الكفارنة، أحد الأشقاء الثلاثة عن ولعه بمتابعة مباريات كرة القدم، خاصة في هذه الفترة، بعد أن يئس من مشاحنات فتح وحماس، ويقول لـ "دنيا الوطن": "أنا أجد متعتي فيها وأشعر بأنني أهرب من متاعب الحياة والحصار والفقر والبطالة والانقسام، ناهيك عن المشكلات الاجتماعية المفرزة تبعا له من تعصب وعنف".
ويجد خالد العذر للشباب في غزة بتوجههم نحو الإدمان على تشجيع ريال مدريد وبرشلونة، مشيرا إلى أن "برشلونة يحقق دوما لنا ما يعدنا به من أهداف في مرمى الخصم، بينما مشعل وعباس لا يقدمان لنا سوى الوعود المحبطة ويجعلوننا دوما في مرمى أهداف الاحتلال".
وفي نفس السياق تقول والدته أم محمد لـ "دنيا الوطن": "أولادي حالهم كحال كل أبناء غزة غير مستبشرين بالخير على الإطلاق، فقد اشتهيت أن أسمع منهم منذ فترة طويلة كلمة وطن أو فلسطين، فقد أعماهم الانقسام عن حياتهم وعن قضيتهم".
وتضيف: "كل الأمهات الفلسطينيات يشتكين من إدمان الشباب على الملهيات مثل مباريات الكرة وألعاب الانترنت. سنوات شبابنا الفلسطيني تضيع أمام أعيننا، ولا نستطيع فعل أي شيء، وهذا الأمر سلب من الأم الفلسطينية قوتها التي تتغنى بها على مدار تاريخها الطويل".
ويرى الكاتب والأديب الفلسطيني توفيق أبو شومر أن انتشار ظاهرة التعصب لبرشلونة وريال مدريد في غزة بشكل ملفت هي نتيجة طبيعية لما يمارس من ضغوطات على الشباب الفلسطيني ودفعه نحو الاستهتار وإفراغ المحتوى، كجزء من عملية العولمة وفي ظل ضعف التعليم، وإضعاف العمق الثقافي الفلسطيني لإضعاف الحالة الفلسطينية، وهذا دفع الشباب للبحث عن عوائض تشعرهم بالرضا حتى ولو كان قليل".
ويؤكد أبو شومر لـ " دنيا الوطن " أن الحل في يد الفصائل الفلسطينية في إنهاء الانقسام والالتفات إلي الشباب في غزة بالذات وإعادة ترميم التثقيف التاريخي و"أن نصبح مصدرين للثقافة كما كنا في الستينات مثل محمود درويش وفدوى طوقان".
ويرى د. فضل أبو هين الأخصائي النفسي والاجتماعي أن النماذج الفلسطينية كفصائل نماذج فاشلة حيث أن الصورة الثابتة عند الشباب الفلسطيني المتحمس، وهم يرون أن فتح في سيرها وراء سلام مزعوم مع إسرائيل، تسير وراء عملية فاشلة لم تمثل للأجيال المراقبة في شي، كما أن نظرية المقاومة المقلوبة عند حماس أيضا فاشلة، والشاب الفلسطيني فقد الثقة، حيث كان يحسب أنه الشباب الأكثر وعيا على مستوى السياسة في العالم، أما اليوم فقد أصبح الأقل وعيا بالسياسة بين صفوف الشباب العالمي.
ويقول أبو هين لـ "دنيا الوطن": "الشباب أصبح يثق في ريال مدريد وبرشلونة أكثر من فتح وحماس". ويرى أبو هين أن الحل هو أن ندعو حماس وفتح نحو التسريع في تفاهمات المصالحة ونشر المعلومات السليمة عنها، كخطوة أولى في إرجاع الشباب الفلسطيني نحو الخط السليم الذي كانت تسير عليه كل الأجيال الفلسطينية السابقة، وهو تحرير فلسطين والقضية الفلسطينية