في خطوة تثير الكثير من الجدل والتساؤلات في أوساط متابعي النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، يبدو أن قناته الشهيرة على منصة "يوتيوب"، والتي يتابعها قرابة 75 مليون مشترك، تشهد تحولا جذريا يضع صديقته جورجينا رودريغيز في الواجهة، بينما يبتعد "الدون" تدريجيا عن الظهور.
هذا الغياب الملحوظ يتزامن بشكل لافت مع تفاعلات مكثفة بين رونالدو وقطب التكنولوجيا إيلون ماسك، مالك منصة "إكس" (تويتر سابقا)، مما يفتح الباب أمام تكهنات حول صفقة خفية قد تعيد رسم خريطة حضور النجم البرتغالي الرقمي.
غياب رونالدو وهيمنة جورجينا على المحتوى
يعود آخر ظهور رسمي لرونالدو عبر قناته إلى ما قبل ثلاثة أشهر تقريبا، وتحديدا في الحوار الذي أجراه مع الإعلامي المقرب منه إيدو أغيري.
منذ ذلك الحين، شهدت القناة نشاطا محدودا تمثل في أربعة مقاطع فيديو فقط، كان نصيب جورجينا منها هو الأكبر بشكل كاسح، ثلاثة من هذه الفيديوهات كانت مخصصة لجورجينا منفردة، يستعرض أطولها تفاصيل من حياتها اليومية وأنشطتها، ولم يقل أقصرها عن خمس دقائق، في المقابل، اكتفى رونالدو بالظهور في مقطع فيديو إعلاني وحيد لم تتجاوز مدته الدقيقة والنصف.
هذا التغيير في طبيعة المحتوى يثير تساؤلا مشروعا، هل يمكن وصف ما يحدث بـ"استيلاء" من جورجينا على القناة؟ عند مقارنة وتيرة الفيديوهات التي كان رونالدو ينشرها سابقا ونسبة ظهوره الشخصي فيها، مع ما آلت إليه الأمور في الأشهر الثلاثة الأخيرة، نجد أن جورجينا استحوذت على ما يقارب 75% من محتوى القناة.
يكتسب هذا التساؤل وجاهة أكبر بالنظر إلى أن القناة أُنشئت في الأساس، كما يشير وصفها الرسمي، لتقديم لمحات وتفاصيل من حياة كريستيانو رونالدو نفسه، وليس بالضرورة عائلته أو صديقته بشكل منفرد ومكثف، فالوصف الخاص بالقناة يتمحور حوله هو كنجم عالمي، وليس كفرد ضمن عائلة تشاركه الظهور.
تزامن مع "صفقة تويتر" المحتملة
ما يزيد الأمر إثارة هو تزامن هذا الغياب "اليوتيوبي" لرونالدو مع تفاعل متزايد ومكثف من إيلون ماسك معه عبر منصة "إكس".
وقد سبق وتناولنا في تقارير سابقة إمكانية وجود تفاهمات أو حتى "صفقة سرية" بين الثنائي، تقضي بأن يعزز رونالدو من حضوره وتفاعلاته على منصة "إكس"، ربما في إطار سعي ماسك لتعزيز جاذبية المنصة للمشاهير والمؤثرين العالميين.
هل قرر رونالدو، في ظل هذا التقارب مع ماسك والتوجه نحو "إكس"، أن يهدي جورجينا تلك القاعدة الجماهيرية العريضة المتمثلة في 75 مليون مشترك على يوتيوب؟ قد يكون الأمر بمثابة ضربة معلم، حيث يضمن لجورجينا منصة ضخمة جاهزة لمشاريعها الخاصة أو لتعزيز علامتها التجارية الشخصية، بينما يركز هو على استراتيجية جديدة لحضوره الرقمي عبر "إكس".
يبقى السؤال معلقا، ولكن المؤشرات الحالية ترسم صورة لافتة لتحول استراتيجي في كيفية إدارة رونالدو لحضوره الإعلامي، وبينما تخفت أضواؤه على يوتيوب، تسطع نجومية جورجينا على المنصة نفسها، في ظل همسات حول تأثير مباشر لتحركات إيلون ماسك على هذا القرار، الأيام القادمة قد تكشف المزيد عن طبيعة هذه التطورات، وما إذا كانت جماهير "الدون" على يوتيوب ستصبح بشكل كامل جمهورا لجورجينا رودريغيز.