أطلق رئيس المركز الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، رامي عبده، تحذيرًا شديد اللهجة بعد توثيق دخول شاحنات مساعدات إلى قطاع غزة وهي محمّلة بما وصفه بـ"الأكفان"، بدل المواد الغذائية أو الطبية، في مشهد وصفه بـ"المفجع" ويُجسد عمق المأساة الإنسانية التي يعيشها القطاع المحاصر منذ أكثر من سبعة أشهر.
وقال عبده في تصريحات نشرها عبر حسابه على منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، إن الشاحنات التي وصلت إلى غزة في الأيام الماضية، لم تحمل الغذاء أو الماء أو حتى أدوية للجرحى، بل جاءت محمّلة بالأكفان، في إشارة إلى استمرار ارتفاع أعداد الشهداء وفقدان الأمل بأي تدخل إنساني حقيقي.
وأضاف: "في الوقت الذي يحتاج فيه الناس إلى الطعام والدواء، تُرسل إليهم الأكفان، وكأن العالم أقرّ بموت غزة جماعيًا".
وشدد على أن استمرار هذا النمط من التعاطي الدولي مع الوضع في غزة يُعد تقصيرًا فادحًا وانتهاكًا لحقوق الإنسان، مطالبًا المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالتدخل العاجل لإنهاء الحصار وفتح المعابر أمام المساعدات الحقيقية والضرورية.
مأساة إنسانية مستمرة
يُشار إلى أن غزة تعيش منذ السابع من أكتوبر الماضي واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في تاريخها، في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي، وانهيار شبه كامل للمنظومة الصحية والغذائية، وسط عجز دولي واضح عن إيقاف الحرب أو إيصال مساعدات كافية.
ويُحذر ناشطون وحقوقيون من أن الوضع بات كارثيًا بكل المقاييس، مع ارتفاع عدد الشهداء إلى ما يقارب 36 ألفًا، ووجود مئات الآلاف من النازحين في ظروف لا إنسانية، في وقت تستمر فيه الحرب والحصار المشدد على القطاع من كافة الاتجاهات.