خواطر 9
بقلم: شفيق الدويك – عضو مؤسس جمعية الكتاب الكتاب الإلكترونيين الأردنيين
ليس بالضرورة كل ما يعرفه الناس تعرفه، و كل ما تعرفه يعرفه الناس. لهذا أقرأ و أكتب.
حياتنا بحاجة الى رداء قديم، و تسريحة شعر قديمة، و عطر قديم، بل الى غذاء قديم، و كلام قديم أكثر من أي وقت قد مضى. نحن بحاجة الى الأصالة في كل شيئ.
من المؤسف حقا أن معظم أطفال هذه الأيام، المتعذر عليهم المشي لمسافات معقولة، الذين يقضون ساعات طويلة أمام التلفاز و شاشة الألعاب الإلكترونية و هم في علب صغيرة مغلقة، تُسكـــــــــــــب فيهم الأنانية و العصبية و العدوانية و في المحصلة الغباء الإجتماعي كما يقال دون أي إنتباه من أحد. مــــــــــا هكذا تُعامل الأمـــــانة التي هي في العنق.
قد يبدو الكاتب الإصلاحي من وجهة نظر بعض الناس متشائما، و لكن في حقيقة الأمر تكون روحه مفعمة بالأمل و التفاؤل و إلا لما كتب.
كانت جدتي، يرحمها الله، تردد: حدّوتة باب الدار بدها ساعه . لقد كان الكلام دافئا، بسيطا، ممتعا و جميل.
فراغــــات و فجوات في العروق، في القلوب، في العقول بحاجة الى ما يُسكب فيها بأمانة النقي التقي الذي يخشى ربه لا الفاسد الموجّه بشيطان، و مد لمنحنى الخبرات ما أمكن ذلك.
كانوا في الزمن القديم يصنّفون الناس، و من بين أقسى و أعمق تلك التصنيفات التي سمعتها و أنا طفل صغير و لم أفهمها:
...فش فيها زلمة بيسوى تعريفه. و لما كبرت عرفت جوهر و أساس ذلك المعنى القاسي و العميق.
و الله يا خالتي : تضرب إنت و إللي منقّيها، أي بابنا قبال بابهم و أهلها ما بيحكوا صباح الخير !!!
كانت النصيحة قديما بجمل، و في عصر الفيسبوك ب بلوك. block
إذا أكثرت من عقد إجتماعات مع نفسك، فقد إقتربت من سلوك الفلاسفة.
لا تعاتب قدمك بل عاتب عقلك الذي مشى قبل قدمك !
ردي على تعليقات مسيئة وردت على مقال لزميل:
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته و بعد، هي تحية الإسلام للجميع الذي أرشدنا رسوله الكريم صلّ الله عليه و سلم فيما يتعلق بالخطاب فقال: الكلمة الطيبة صدقة. من المؤلم حقا أن تتسلل لنفس المرء ثم ليده من الشيطان كلمات لا تليق بالإنسان الذي كرّمه الخالق سبحانه و تعالى. الفاضل كاتب المقال قد أورد ما أورد، و على المتلقي الرد إستنادا الى حقائق و مدعّمات للوصول الى مبتغى رسالة... المقال. الحوار الراقي يفيدنا و يتمم مكارم الأخلاق، و أما التطاول من خلال زبد و لا أحد يعلم من هو المتطاول فإنه يقع في منطقة العيب وفق معايير القيم العربية، و الإساءة لأصحاب الذوق السليم من كافة الأعمار. هذه المواقع تعليمية تثقيفية إصلاحية توافقية لا ساحة منازلات. لله در الإيمان الحقيقي ما أروعه، يُثبّت المرء في منطقة تغبط كل مر بها، و الأهم من كل هذا أن الخالق سبحانه و تعالى يكون راضيا عن مالكه. دمتم أحباء للخير و الفلاح في الحياة الدنيا و الآخرة.
كلام حول الفقر:
هل الدولة مقصرة تجاه الفقراء ؟ هناك تقصير لكن ليس تقصيرا كاملا، حيث تدفع الشؤون الإجتماعية الحكومية رواتب للأسر المحتاجة وفق الحالات، و يساهم فاعلوا الخير بمعونات أيضا، لكن المشكلة تكمن في إرادة المرء، خصوصا القادر، و عزيمته و تصميمه لمحاربة فقره.
أقترب من الستين. عشت و أسرتي بفضل الله و بجهود القوى الأمنية في بيتي و في الشارع و في مكان عملي آمنا. درست أنا و جميع أخوتي و أخواتي جميع المراحل مقابل رسوم تعليم رمزية. جميع بناتي (5 بنات) أكملن دراستهن في الجامعات الرسمية الأردنية و كانت رسوم الدراسة و مصاريفها معقولة . تسير سيارتي في شوارع كل مدن المملكة الإسفلتية و بغض النظر عن بعض الحفر و مخاطر الطريق. عندما تهطل الأمطار، يسير معظمها في الشبك...ة المعدة لها. سافرت عشرات المرات من خلال مطار دولي، و كنت أدفع رسوما رمزية. تأتي سيارة رفع القمامة كل يوم، و يُكنُس الرصيف الموجود أمام بيتي بصورة مستمرة. الماء و الكهرباء و المواد التموينية و البترولية دائما متوفرة. رجال الدفاع المدني قدموا لي و لأسرتي المساعدة أكثر من مرة، بل أنقذوا، بفضل الله و بفضل جهودهم الجبارة الأرواح و المال. لن أطيل عليكم لئلا تصبح الخاطرة طويلة فتجفلوا منها. هناك الكثير من الفاسدين ؟ نعم. هناك من المتقاعسين عن أداء دورهم كما يجب ؟ نعم، و لكن هذا الوطن يظل درة الأوطان، و سنواصل الكتابة حتى يصبح وجه هذا الوطن الجميل الأجمل بين الأوطان.
هناك في الواقع عبارة مسؤولة عن الكثير من المظاهر غير السوية عندنا و التي تُقال عندما يتم توجيه أحدهم نحو الوجهة الصحيحة في الفعل أو الكلام و هي عبارة: " بلاش تكسر بخاطره أو بخاطرها. حرام عليك ". عندما تُصحّح أحدهم في الغرب يقول لك: شكرا للتصحيح thanks for correction
بقلم: شفيق الدويك – عضو مؤسس جمعية الكتاب الكتاب الإلكترونيين الأردنيين
ليس بالضرورة كل ما يعرفه الناس تعرفه، و كل ما تعرفه يعرفه الناس. لهذا أقرأ و أكتب.
حياتنا بحاجة الى رداء قديم، و تسريحة شعر قديمة، و عطر قديم، بل الى غذاء قديم، و كلام قديم أكثر من أي وقت قد مضى. نحن بحاجة الى الأصالة في كل شيئ.
من المؤسف حقا أن معظم أطفال هذه الأيام، المتعذر عليهم المشي لمسافات معقولة، الذين يقضون ساعات طويلة أمام التلفاز و شاشة الألعاب الإلكترونية و هم في علب صغيرة مغلقة، تُسكـــــــــــــب فيهم الأنانية و العصبية و العدوانية و في المحصلة الغباء الإجتماعي كما يقال دون أي إنتباه من أحد. مــــــــــا هكذا تُعامل الأمـــــانة التي هي في العنق.
قد يبدو الكاتب الإصلاحي من وجهة نظر بعض الناس متشائما، و لكن في حقيقة الأمر تكون روحه مفعمة بالأمل و التفاؤل و إلا لما كتب.
كانت جدتي، يرحمها الله، تردد: حدّوتة باب الدار بدها ساعه . لقد كان الكلام دافئا، بسيطا، ممتعا و جميل.
فراغــــات و فجوات في العروق، في القلوب، في العقول بحاجة الى ما يُسكب فيها بأمانة النقي التقي الذي يخشى ربه لا الفاسد الموجّه بشيطان، و مد لمنحنى الخبرات ما أمكن ذلك.
كانوا في الزمن القديم يصنّفون الناس، و من بين أقسى و أعمق تلك التصنيفات التي سمعتها و أنا طفل صغير و لم أفهمها:
...فش فيها زلمة بيسوى تعريفه. و لما كبرت عرفت جوهر و أساس ذلك المعنى القاسي و العميق.
و الله يا خالتي : تضرب إنت و إللي منقّيها، أي بابنا قبال بابهم و أهلها ما بيحكوا صباح الخير !!!
كانت النصيحة قديما بجمل، و في عصر الفيسبوك ب بلوك. block
إذا أكثرت من عقد إجتماعات مع نفسك، فقد إقتربت من سلوك الفلاسفة.
لا تعاتب قدمك بل عاتب عقلك الذي مشى قبل قدمك !
ردي على تعليقات مسيئة وردت على مقال لزميل:
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته و بعد، هي تحية الإسلام للجميع الذي أرشدنا رسوله الكريم صلّ الله عليه و سلم فيما يتعلق بالخطاب فقال: الكلمة الطيبة صدقة. من المؤلم حقا أن تتسلل لنفس المرء ثم ليده من الشيطان كلمات لا تليق بالإنسان الذي كرّمه الخالق سبحانه و تعالى. الفاضل كاتب المقال قد أورد ما أورد، و على المتلقي الرد إستنادا الى حقائق و مدعّمات للوصول الى مبتغى رسالة... المقال. الحوار الراقي يفيدنا و يتمم مكارم الأخلاق، و أما التطاول من خلال زبد و لا أحد يعلم من هو المتطاول فإنه يقع في منطقة العيب وفق معايير القيم العربية، و الإساءة لأصحاب الذوق السليم من كافة الأعمار. هذه المواقع تعليمية تثقيفية إصلاحية توافقية لا ساحة منازلات. لله در الإيمان الحقيقي ما أروعه، يُثبّت المرء في منطقة تغبط كل مر بها، و الأهم من كل هذا أن الخالق سبحانه و تعالى يكون راضيا عن مالكه. دمتم أحباء للخير و الفلاح في الحياة الدنيا و الآخرة.
كلام حول الفقر:
هل الدولة مقصرة تجاه الفقراء ؟ هناك تقصير لكن ليس تقصيرا كاملا، حيث تدفع الشؤون الإجتماعية الحكومية رواتب للأسر المحتاجة وفق الحالات، و يساهم فاعلوا الخير بمعونات أيضا، لكن المشكلة تكمن في إرادة المرء، خصوصا القادر، و عزيمته و تصميمه لمحاربة فقره.
أقترب من الستين. عشت و أسرتي بفضل الله و بجهود القوى الأمنية في بيتي و في الشارع و في مكان عملي آمنا. درست أنا و جميع أخوتي و أخواتي جميع المراحل مقابل رسوم تعليم رمزية. جميع بناتي (5 بنات) أكملن دراستهن في الجامعات الرسمية الأردنية و كانت رسوم الدراسة و مصاريفها معقولة . تسير سيارتي في شوارع كل مدن المملكة الإسفلتية و بغض النظر عن بعض الحفر و مخاطر الطريق. عندما تهطل الأمطار، يسير معظمها في الشبك...ة المعدة لها. سافرت عشرات المرات من خلال مطار دولي، و كنت أدفع رسوما رمزية. تأتي سيارة رفع القمامة كل يوم، و يُكنُس الرصيف الموجود أمام بيتي بصورة مستمرة. الماء و الكهرباء و المواد التموينية و البترولية دائما متوفرة. رجال الدفاع المدني قدموا لي و لأسرتي المساعدة أكثر من مرة، بل أنقذوا، بفضل الله و بفضل جهودهم الجبارة الأرواح و المال. لن أطيل عليكم لئلا تصبح الخاطرة طويلة فتجفلوا منها. هناك الكثير من الفاسدين ؟ نعم. هناك من المتقاعسين عن أداء دورهم كما يجب ؟ نعم، و لكن هذا الوطن يظل درة الأوطان، و سنواصل الكتابة حتى يصبح وجه هذا الوطن الجميل الأجمل بين الأوطان.
هناك في الواقع عبارة مسؤولة عن الكثير من المظاهر غير السوية عندنا و التي تُقال عندما يتم توجيه أحدهم نحو الوجهة الصحيحة في الفعل أو الكلام و هي عبارة: " بلاش تكسر بخاطره أو بخاطرها. حرام عليك ". عندما تُصحّح أحدهم في الغرب يقول لك: شكرا للتصحيح thanks for correction