اخبار البلد - بقلم احمد الغلاييني
كنت جالساً على مكتبي في مكان عملي في وكالة
اخبار البلد وتفاجأت بخبر اعتقال الزميل جمال المحتسب ، مر امامي شريط مواقف جميلة
مع جاري في الطابق العلوي في مكتبي السابق وصاحب سيارة الجاكور والمالبورو وصاحب العطر
المميز . وفوق ذلك الصحفي المهني الذي احترم قلمه وموقعه .
بداية معرفتي بجمال في حفل إفطار اقامته ادارة
السير على دوار صويلح العام الماضي ، ركبت وقتها معه الى جهة الجامعة ، وتحدثنا عن
الصحافة وعن المواقع الإخبارية , اكتشفت منه انه صاحب قلم نظيف وصاحب مبدأ صحفي ، طلبت
هاتفه وكانت النية في القلب ان اعمل عنده ، مضت الأيام لتخبرني احد الزميلات ان جراسا
تطلب صحافيين ، اتصلت بجمال محتسب طالباً العمل عنده بعد ان تركت احد المواقع الإخبارية
بسبب عدم نزاهته حاولت جاهداً ولكن كان النصيب ان لااكون في سفينة ربانها جمال ، وحين
انتقلت إلى عملي في وكالة كرمالكم وربما يطرح السائل قصة الجاكور ، رأيته في الشارع
وسألته لمن هذه السيارة فاجاب انها لي فقلت لهُ هل الصحافة تجلب سيارات مثل هذه ، فقالها
بغصة كبيرة : " الصحافة لاتطعمي خبز " ، هل ذكرت لكم قصة ذهابي معه وقال
لي وقتها الصحفي الناجح من يخرج للميدان ويبحث عن الخبر ولاينتظره ، جمال حين كنت اجلس
قربه واسمعه يتحدث عن ذكرياته مع هذه السفينة المشبعة بالبحث عن الحقيقة ، كنت أعي
انني اقف بجانب صحفي يعلم المهنة واسرارها .
قبل قليل قالت زميلتي رائدة اننا سنذهب في مسيرة
شموع امام سجن السلط ولقد اعجبتني الفكرة ، سجن السلط الذي كان سابقاً وقبل ان يرحل
إلى مكانه الحالي بقرب بيتي ، والذي كانت علاقتي طيبة مع السجان ورجال الشرطة ، ينام
فيه جمال شمعة من شموع الصحافة التي حرقت نفسها لتنير لاشخاص طريق الحقيقة .
وسؤالي الدائم هل من وضع جمال في السجن ، يعرف
ان جمال دافع عن مليكه وعن وطنه وهل يعرف السجان نفسه ، ان ظلم يوماً سيقف جمال بجانبه
.