لقد انكشف المستور فيما يخص السياسة الأردنية وهذا ما يعنينا في هذا الجانب ، وأنا لا أقصد أنني اكتشفت السياسة الأردنية لأول مرة ، فهذه السياسة معروفة بدورها الذي لا يشرف الشعب الأردني ، هذا الشعب المعروف باعتزازه بعروبته وصفاء إسلامه وعلى هامش زيارة المدعو علي جمعه مفتي نظام كامب ديفيد البائد الذي عبر عن طريق الأردن لفلسطين المحتلة بموافقة الصهاينة وتحت إشرافهم بعد أن دفع له مبالغ طائلة وذلك بهدف كسر نظام العزلة الشعبية عن الكيان الصهيوني بعد سقوط المخلوع حسني مبــارك .
وقد ذكرت إحدى المحطات المصرية التي تناولت تلك الجريمة بأن الأردن كان هو المنسق لتلك الزيارة التي قام بها مفتي كامب ديفيد مع أحد أفراد العائلة المالكة في الأردن ، وكان تعليق تلك المحطة شيء مؤسف ولا يشرف الأردن الشعب خاصة بعد الحملة القوية التي تعرض لها ذلك الدّجال المسمى بالمفتي الذي وضعه المخلوع حسني مبارك على رأس دائرة الإفتاء ليحلل له ما حرمه الله ، حيث طالب مجلس الشعب المصري بعزل الدجال علي جمعه مفتي المخلوع فورا ولا زالت الردود الغاضبة على زيارته المشبوهة تتواصل .
وسؤالي ، ما هي مصلحة الأردن لكي تجعل حكومته المعيّنة من هذا الوطن الطاهر الذي يوجد على ترابه خيرة جند الأرض من القادة العرب والمسلمين ، وأن تجعل منه الحكومة جسرا للصهاينة ، إن الحديث عن الأردن ودوره في تلك المهزلة يثبت لكل مصاب بعمى الألوان أن القائمين عليه لا يمثلونه ، فعن أي أردن يتحدث أصحاب القرار من أعلى مستوى ، وما هي مصلحة هذا الوطن لكي تجعل حكومته من أرضه الطاهرة ممرا لكل مرتزقة العالم وجسرا لحثالات البشر الذين دعسوا على دماء الشهداء وأهانوا كبرياء هذا الشعب بتلك الدعوة المشبوهة التي تأتي استجابة لطلب تلميذ شمعون بيرس محمود عباس الذي وضعه الصهاينة حاكما إداريا نيابة عنه بعد أن قاموا بقتل الرئيس الشهيد ياسر عرفات وجاءوا بعباس هذا المارق ليكون شرطي بني صهيون على شعبة .
إن زيارة مفتي كامب ديفيد المدعو جمعه علي الذي عينه المخلوع حسني مبارك دليلا أن نظام كامب ديفيد لا يزال يحكم ولكن بلا رأس النظام السابق ، هذا المجرم بحق وطنه وأمته لو كان يقّدر العواقب وفداحة ما أقدم عليه من جرم بدون شك لما تجرأ على تلك الجريمة ، ومصر بها رجال سيحاسبون هذا السافل الذي لم يجرؤ بالذهاب من خلال أرض مصر ولكنه اختار الأردن الذي أصبحت أرضه ممرا لكل حثالات البشر القادمين من والى فلسطين المحتلة .
لذلك أستغرب صمت الأقلام الحرة على الساحة الأردنية عن هذه الجريمة التي أساءت لنا كشعب عربي ولذلك نطالب الجميع بإدانة تلك الزيارة والتي لم تكن لتأتي إلا بواسطة الصهاينة وعن طريق سماسرة بني صهيون .
إن هذه الزيارة إساءة لأردن الشعب وليس أردن النظام ، لأن الأول مع أمته وشعبه أما الثاني فمع ألصهاينة الأمريكان في نفس الخندق ، وكفاكم متاجرة بهذا الوطن الذي لن يطول صمت أبناءه مهما كانت الظروف وعلينا أن نرفع صوتنا عاليا بأن أردن وادي عربه لا يعنينا ونحن أبناء أردن الكرامة وهبة نيســان ، أردن سليمان النابلسي وليس تجار وادي عربة الذاهبون لمزابل التاريخ مهما طال الزمان ، ولا عزاء للصامتين .