تميل النفس البشرية بطبيعتها إلى التواصل والإتصال مع الأشخاص في البيئة المحيطة ، حيث أن الفرد لا يستطيع العيش بمعزل عمن حوله ، وكأنه يلعب دور المرسل والمستقبل في ذات الوقت ، يشارك الآخرين ويشاركونه نابعًا من حاجته إلى الشعور بالأمن والطمأنينه وتكوين العلاقات الإجتماعية ، ومواجهة الأزمات والشعور بالهوية الذاتية والكفاءة الإجتماعية مما يِغذي مكانته الاجتماعيه ودوره في البيئة حوله.
وقد أكدت الكثير من الأبحاث على مدى السنوات أن الدعم النفسي يلعب دورًا هامًا في استمرار الإنسان وبقائه ، وشعوره بالتقدير والإحترام من الجماعة التي ينتمي اليها ضمن المعايير الاجتماعية السائدة ، ما يساعدهُ حتمًا على مواجهة ضغوطات الحياة بأساليب أكثر فعالية .
ولا نغفل عن تأثير الدعم النفسي على كل من جهاز المناعة النفسية والجسمية، وعلى صحة القلب والأوعية الدموية والجهاز العصبي فهي كالحد الفاصل بين الإجهاد والمرض لما لها من أثر في التخفيف من رد الفعل الفسيولوجي عند تعرض الفرد للضغوط الحياتية ، فكلما كان الدعم النفسي حاضرًا ازداد الشعور بالرضا وتقدير الذات وحولت الأفكار الانهزامية السلبية إلى أفكار أكثر إيجابية تنعكس على الحالة المزاجية ما يُحسن من جودة الحياة .
الدعم النفسي عبارة عن عملية تبادلية توصف بالناجحة للمانح والمُتلقي ، تصل بالفرد إلى حالة من التوازن سواء أكانت نابعة من الأسرة الصغيرة الزوج والزوجة والأبناء والوالدين والأخوان أو من الأصدقاء وزملاء العمل ومن هم محيطين ، والتي تأخذ أنماطًا من الدعم المادي والمعنوي والتوجيه الإيجابي والرعاية والثقة والتعاطف والقبول .
ونحن في مجتمعنا الأردني ليس من الغريب أن نجد هذا الدعم المتوارث جيلًا عبر جيل ، لنكون رمزًا للتكاتف و التعاطف في السواء و المرض .