الأزمة في اللغة العربية هي الشدة والقحط، وتأتي بمعنى الضيق والشدة وقد تعددت أنواعها بين الأزمة السياسية أوالأزمة المالية أوالمهنية، معبرة عن خلل أصاب النظام وشرخ في الجدار وحادثة مفاجئة عنيفة أو حالة غير مرغوب بها، بمعنى أن الأزمة تحتمل أيضًا معنى الواقعة أو الصدمة أو الصراع.
وقد ورد في القرآن الكريم ما يؤكد أن الحياة منذ بدء الخلق إلى يومنا هذا على درجة عالية من الصعوبة، وقد حث سبحانه وتعالى على اللجوء إلى الصلح والعفو بقوله: " وإن جنحوا للسلمِ فاجنح لها وتوكّل على الله".
ومن ناحية نفسية، يُعد الحفاظ على الاستقرار النفسي أثناء الأزمات تحديًا كبيرًا، حيث أن هذه الأزمات تساعد على ظهور مجموعة من الأعراض السلوكية المرضية، كالقلق والتوتر، وفقدان الدافع للعمل، والحزن، والارتباك والصدمة، والشعور بالألم وفقدان الشعور بالأمن، وتفكك النسيج الإجتماعي، وانهيار هيكل القيم ونُظم المبادىء والعادات والتقاليد، وشيوع اللامبالاة والشعور بعدم الانتماء.
لكن الأهم هُنا هو كيفية التعامل مع هذه المشاعر ، دون السماح لها بالسيطرة على الفكر أو السلوك، ورفع القدرة على استعادة الأمل والوقوف من جديد، لذا وجب استخدام مجموعة من الاستراتيجيات النفسية التي تساعد الفرد على الوصول إلى حالة من الاتزان والقدرة على المواجهة، بدءًا من الاعتراف بوجود المشاعر السابقة المرافقة للأزمة مع عدم الاستسلام لها، والتقليل من التعرض للأخبار السلبية وإحاطة نفسك بالأشخاص الإيجابيين ،كما أن اللجوء إلى الدين بالصلاة والدعاء والرضا بما قدرَه الله سبحانه وتعالى يُخفف من الشعور بعدم الأمان والوحدة، ولا بد أن التطوع وتقديم الدعم النفسي للآخرين الذي بدوره يزيد من الشعور بالقوة، والقيام بتمارين التنفس والمشي والرسم والكتابة جميعها كفيلة بالتخفيف من حِدة الأعراض النفسية المرافقة للأزمات على اختلافها.
من هُنا وبدوري كإستشارية نفسية أقول" أن الأزمة مؤقتة مهما طالت، وأن لكل شدة نهاية، ولابُد أن يبزغ الفجر بعد الظُلمة، لذا لنفسك عليك حق بالتوازن والانتصار على هذه الأزمات".