أخبار البلد -
كلامي الى من له قلب يخشع وعين تدمع وصاحب قوة ونفوذ بابه كل يوم من الفقراء يقرع ... كلامي الى الوزراء والنواب والاعيان وارباب السياسة...كلامي الى كل من ملك الملايين ولم ينفق منها للخير ولو مليم...كلامي لي ولك ولهم ولهن...والى كل من يخاف الله القدير....كلامي قصة لك الحق في السباحه معي في خيالها... ومن التقدير والتشبية والتدوير والتنخيل بمحتواها كلامي الى الذين سرقوا البلاد وطوقو رقاب الاردنيين بالديون الى الابد ... كلامي الى من جاب الاردن الطهور القوي باهله وشعبة وقيادته...... كلامي ..... هو اليوم الثالث الذي لم يذق الاسد فيه طعم اللحم، فبدا هزيلا ضعيفا لا يقوى على الجري، فراح يمشي مترنحاً عله يحظى ببعض الطعام الذي يسد جوعه. وقادته الطريق إلى حدود القرية القريبة من الغابة التي يعيش فيها، وهناك وأمام دار من دورها وجد كلب سمينا تبدو عليه ملامح السعادة والهناء، وهو يجلس أمام الباب يحرس صاحبه وأرزاقهم.
فكر الاسد الجائع بالانقضاض على الكلب السمين، ولكن حجم الكلب والخوف من الناس والجوع والتعب والارهاق منعاه من ذلك، فما كان منه إلا أن اقترب من الكلب والتودد اليه فالدنيا قد انعكست احوالها مع الربيع وقال له بابتسام:
صبا ح الخير، أنت كلب جميل وسمين.. ماأروعك!
فأجابه بفخر:
شكراً لك .. يمكنك أنت أيضاً أن تكون مثلي سميناً معافى بدل أن تكون هكذا هزيلا ضعيفاَ!
قال له الاسد بلهفة:
وكيف لي أن أكون كما تقول، وما الذي يجب أن أفعله؟
قال الكلب:- شيء بسيط جداً، ما عليك إلا أن تمنع اللصوص بعوائك وتطارد المتسللين والمتسولين والدخلاء، وأن ترضي سيدك وتتبعه وتأتمر بأمره وسيكون لك كل ما تريده من فضلات الطعام واللحم، وبعض من المرح.
فكر الاسد قليلاً، وراح يتخيل السعادة التي سيكون فيها، ولكنه شاهد فجأةً عنق الكلب خالياً من الشعر!
فسأله: ما هذا يا صديقي؟
قال الكلب:- لا.. لا أهمية لهذا أبداً! فأعاد الاسد السؤال: كيف ذلك وعنقك يبدو خالياً من الشعر! أجبني.
فأجاب الكلب:- إنه.. إنه من تأثير الطوق الذي يضعه صاحبي أحياناً في عنقي .. فانه يقيدني في بعض الأوقات. ويمنعني من الحراك.
وهذا ما يسببُ الذي تراه!
قال الاسد: هل هذا يعني أنه لا يمكنك أن تجري وأن تذهب إلى حيث تشاء ومتى تشاء؟
فأجاب :- حسناً، ليس دائماً.. ولكن .. ولكن.. لا يهم.. هل لهذا أهمية أيها الاسد؟لقمه العيش صعبه؟؟؟؟
قال الاسد وهو يهم بالعودة من حيث جاء:
- إنه مهمٌ جداً أيها الكلب. فأنا لن أستبدل حريتي بشيءٍ من فضلات الطعام التي بين يديك؟؟؟