لم يجد من يوافق على إجراء التجربة، فاختار أن يكون فأر التجارب بنفسه.
وقف داخل غرفة العمليات، ووضع مرآة أمامه، وأدخل أنبوباً رفيعاً في وريد ذراعه حتى وصل إلى قلبه.
رغم شعوره بكل شيء، واصل التجربة حتى النهاية. ولتوثيق إنجازه، التقط أول صورة بالأشعة السينية تُظهر قسطرة تصل إلى قلب إنسان حي، ليغير بذلك تاريخ الطب.
لكن بدلاً من الاحتفاء به، تم طرده من المستشفى واعتُبر ما فعله تصرفاً متهوراً. في ذلك الوقت، لم يُدرك أحد أن هذه التجربة ستكون أعظم اختراق طبي في تاريخ علاج القلب.
ومع مرور السنوات، بدأ الأطباء في اعتماد طريقته لإنقاذ المرضى، وأصبحت فكرته حجر الأساس لكل عمليات قسطرة القلب الحديثة، التي تُستخدم اليوم لتشخيص وعلاج أمراض القلب والأوعية الدموية.
بعد أكثر من 25 عاماً من تلك التجربة الجريئة، وفي عام 1956، حصل فورسمان على جائزة نوبل في الطب تقديراً لشجاعته التي غيّرت مصير الملايين.
ما بدأ كمغامرة فردية أصبح إنجازاً طبياً أنقذ أرواحاً لا تُحصى، وأثبت أن الجرأة العلمية يمكن أن تفتح أبواباً لم يكن أحد