أخبار البلد -
في جميع الديانات السماويه تبدأ التحيه بكلمة (السلام ) فهي ...(شالوم )في اليهوديه ..(السلام لكم) في المسيحيه ...(السلام عليكم )في الاسلام ..... وتعني المبادره بارسال رسالة الأمان والطمأنينه للمتلقي ........
وفي هرم (ماسلو) للأحتياجات البشريه تأتي الحاجه (للأمن والطمأنينه ) في المرتبه الثانيه بعد الحاجات الفسيولوجيه أي الحاجه للأكل والتنفس والنوم ..الخ
و في المجتمعات البشريه قاطبة تأتي الحاجه للأمن وألأستقرار كمتطلب أساسي لما تنشده هذه المجتمعات من تقدم ورقي وتحضر وأزدهار .....وبدونه يستحيل الوصول الى اي من هذه الاهداف ....
بعد الحرب العالميه الثانيه خرجت اليابان مهزومه ومدمره اقتصاديا وعسكريا....فما كان منها الا ان تخلت عن كل طموحاتها العسكريه واتجهت نحو الامن والسلام كخطوه اولى نحو التقدم والازدهار وهكذا كان .....فكانت النتيجه ما نراه اليوم من تصدرها لقائمة الدول الأكثر تقدما وازدهارا ...مع انها من افقر الدول في الثروات الطبيعيه واهمها الطاقه ......وكذلك الحال في جميع الدول الاوروبيه وفي مقدمتها المانيا قبل وبعد الاتحاد ...
ما نلاحظه اليوم ونحن نعيش ما يسمى ب (حالة الربيع العربي ) ان معظم المنادين بالربيع العربي ...رغم اختلاف انتماءاتهم وافكارهم وطروحاتهم يجمعهم عامل مشترك واحد الا وهو السعي للوصول الى السلطه والامساك بمقاليد الحكم ......مهما كانت الوسيله .....ولا مانع لديهم من التضحيه بأهم احتياجات المجتمعات وهو الأمن والاستقرار في سبيل تحقيق هذا الهدف .....
وما نشاهده اليوم في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا وبعض منه في الاردن ...لا يخرج عن هذا الاطار.....الذي وان بدأ للبعض جميلا ...الا ان في خفاياه أبشع الممارسات ....
عندما يتم وضع المجتمعات على مفترق طرق كما هو حاصل حاليا .....فلا بد ان يكون الاختيار منسجما مع الشرائع السماويه وحاجات المجتمع الاساسيه ..... ....وعندما يكون الوطن وجميع مكوناته في خطر... يصبح الامن والاستقرار اولا وثانيا وعاشرا ..... ويبقى الامن اهم من كل ما يطالب به من يسمون انفسهم دعاة اصلاح ورواد ربيع .....
وأخيرا اقول لكل من يحاولون السير بنا خلف قافلة (الربيع العربي ) نحن لا نريد ربيعكم ولا نريد ثوراتكم .....فالمشاهد التي نراها حولنا ....تجعلنا اكثر تمسكا وأكثر حرصا على وطننا ...ونريده وطنا خاليا من اشواك ربيعكم ......