على مدى سنوات، قامت السلطات في ألمانيا وفي دول أخرى باتخاذ إجراءات للحد من العنف داخل الأسر. ومع ذلك، تركز معظم هذه الإجراءات على العنف الذي يرتكبه الرجال ضد النساء، رغم أن بعض الرجال يعانون أيضاً من العنف المنزلي. ومع ذلك، يتردد العديد منهم في التبليغ عن هذه التجارب خوفا من أن يُعتبروا ضعفاء.
ويهدف مشروع "دار الحماية للرجال" في لايبزيغ، الذي يتولى تنفيذه جمعية (lemann e.V) للعمل مع الشباب والرجال، إلى توفير مأوى آمن للرجال الذين تعرضوا لأشكال مختلفة من العنف. يشمل المشروع الآباء وأطفالهم الذين وقعوا ضحايا للعنصرية الجسدية، الجنسية، النفسية، الاجتماعية أو الاقتصادية. بحسب ما نشره موقع (تاغ 24) الألماني.
ووفقا للجمعية، فإن العنف غالبا ما يظهر في عدة أشكال في وقت واحد. هذا النوع من العنف لا يقتصر على العائلات فقط، بل يمتد أيضا إلى العلاقات العاطفية أو حتى العلاقات الاجتماعية الأخرى التي تنطوي على علاقات وثيقة. يعكس هذا التعقيد المتزايد لظاهرة العنف، الذي يتطلب تدخلا متكاملا من الدعم النفسي والاجتماعي لضمان الشفاء.
برنامج شامل للدعم
والهدف من (دار الحماية للرجال) ليس فقط توفير مكان للإقامة، بل أيضا توفير برنامج شامل من الاستشارات والدعم لمساعدة هؤلاء الرجال في التعافي من آثار العنف. إذ سيحصل الرجال في هذا المأوى على فرصة لاستعادة قوتهم النفسية والجسدية، من خلال التوجيه المهني والدعم اللازم للتغلب على التجارب الصعبة التي مروا بها.
ومن المقرر أن يساهم هذا المشروع في توفير بيئة آمنة ومجهولة الهوية، حيث يمكن للرجال التحدث عن معاناتهم وتقديم طلبات الدعم دون الخوف من التعرض للانتقام أو التمييز، ومساعدتهم على استعادة حياتهم بشكل صحي وآمن.
هذا المشروع يمثل خطوة مهمة نحو الاعتراف بأن الرجال أيضا يمكن أن يكونوا ضحايا للعنف، ويحتاجون إلى دعم خاص يساعدهم في مواجهة هذه التحديات.
وإلى جانب ولاية سكسونيا وشمال الراين ويستفاليا وبافاريا، تتخذ مدينة هامبورغ أيضا خطوة مماثلة لحماية ضحايا العنف المنزلي من الرجال. حيث تقرر إنشاء ملجأ للرجال ضحايا العنف المنزلي لأول مرة. بحسب ما نشره موقع (هامبورغ آبندبلات) الألماني.