شهدت مدينة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة إطلاق نار كثيفا وانفجارات الأربعاء، في اليوم الثاني من عملية "السور الحديدي” التي بدأها الجيش الإسرائيلي بعد يومين من وقف إطلاق النار في غزة.
وقال مسؤول ببلدية جنين إن نحو ألفي عائلة فلسطينية نزحت من مخيم جنين مع استمرار العملية العسكرية الإسرائيلية.
وأضاف مسؤول العلاقات العامة بالبلدية بشير مطاحن إن العائلات توزعت في القرى القريبة، في ظروف صعبة دون أن تتوفر لها أدنى الاحتياجات.
وتابع: "حركة نزوح واسعة سجلت اليوم قبل أن يمنع الجيش الإسرائيلي في ساعات المساء خروج السكان ويبلغهم بأن عليهم المحاولة صباح الخميس”.
وأشار مطاحن إلى أن أوضاع النازحين الإنسانية "صعبة” وأن المجتمع المحلي في القرى التي وصلوها أخذوا على عاتقهم توفير بعض الاحتياجات "في ظل منع المؤسسات الرسمية والأهلية في مدينة جنين من الحركة”.
وفي وقت سابق الأربعاء، قال رئيس بلدية جنين محمد جرار إن الجيش الإسرائيلي يخلي بالقوة أحياء كاملة في مخيم المدينة، وسط مخاوف من تدميرها ونسفها.
وأضاف: "ما يزال الجيش الإسرائيلي يعمل على تهجير الأهالي من عدة أحياء في المخيم، تم ترحيلهم إلى الجهة الغربية، ونعمل على توفير مساكن لهم بالتعاون مع البلديات المجاورة”.
ما يزال الجيش الإسرائيلي يعمل على تهجير الأهالي من عدة أحياء في المخيم، تم ترحيلهم إلى الجهة الغربية
وأشار إلى "مخاوف حقيقية من تنفيذ جرائم إسرائيلية في المخيم، عبر نسف وتدمير أحياء ومربعات سكنية”.
وفي هذا السياق، أكد المسؤول الفلسطيني أن الجيش الإسرائيلي أدخل آليات هدم ثقيلة للمخيم، ونفذ أعمال تجريف طالت بنى تحتية وشوارع.
ولفت إلى وجود "أزمة حقيقية في مستشفى جنين الحكومي منذ بدء العملية الإسرائيلية”.
وعن الأوضاع داخل المخيم قال جرار إن "الجيش الإسرائيلي يحاصر المخيم، ويحتجز الطواقم الطبية والسكان والمرضى والمرافقين، ويمنع التواصل معهم”.
وحذر من أن "المواد الغذائية في المستشفى نفدت بشكل كامل، وقد نشهد في أي لحظة أزمة مياه وكهرباء جراء تدمير الاحتلال الإسرائيلي خطوطهما”.
ولخص الوضع بالقول: "تبدو المدينة شبه خالية من أي حركة”.
جرار أوضح أن الجيش الإسرائيلي نفذ منذ سبتمبر/ أيلول 2021 نحو 104 عمليات عسكرية واسعة بالمدينة ومخيمها، بالإضافة إلى مئات الاقتحامات المتكررة.
الجيش الإسرائيلي نفذ منذ سبتمبر/ أيلول 2021 نحو 104 عمليات عسكرية واسعة بالمدينة ومخيمها، بالإضافة إلى مئات الاقتحامات
ووفق بيانات وزارة الصحة الفلسطينية، قتلت إسرائيل 10 فلسطينيين وأصابت 40 آخرين، في عمليتها العسكرية المتواصلة في المدينة ومخيمها، وفق آخر إحصائية حتى ظهر الأربعاء.
والثلاثاء، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه وجهاز "الشاباك” وحرس الحدود، باشروا حملة عسكرية "لإحباط الأنشطة الإرهابية في جنين”، وفق زعمه، وأطلق عليها اسم "السور الحديدي”.
وقالت هيئة البث العبرية (رسمية): "بدأ الجيش الإسرائيلي عملية في جنين بغارة جوية بطائرة بدون طيار استهدفت بنى تحتية”.
من ناحيته، قال مدير شؤون الأونروا في الضفة الغربية رولاند فريدريك، الأربعاء، إن العملية العسكرية في مدينة جنين ومخيمها، تهدد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
جاء ذلك في بيان نشر على حساب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) على منصة إكس.
وأضاف البيان أن القوات الإسرائيلية استخدمت أسلحة وأساليب حرب متقدمة شملت الغارات الجوية في عمليتها المستمرة في جنين.
ولفت البيان إلى أن العملية الإسرائيلية تأتي بعد أكثر من شهر من الاشتباكات المسلحة التي وقعت داخل مخيم جنين، بين قوات الأمن الفلسطينية ومسلحين فلسطينيين.
وأشار إلى أن المخيم أصبح "شبه غير صالح للسكن”، مع نزوح نحو ألفي عائلة منذ منتصف ديسمبر/كانون الأول 2024.
وجاءت عملية جنين في اليوم الثالث من تنفيذ اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين إسرائيل وحركة "حماس”، بعد إبادة جماعية إسرائيلية بقطاع غزة استمرت نحو 16 شهرا.
وتمثل العملية -وفق إعلام عبري- محاولة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لاسترضاء وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش الغاضب من وقف إطلاق النار في غزة.
والثلاثاء، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت” أن نتنياهو وعد سموتريتش بشن هجوم على مخيم جنين، مقابل عدم استقالته من الحكومة ما قد يؤدي لانهيارها.