كلنا رصد حجم الاستياء الذي ساد الشارع الأردني كنتيجة متوقعة لتجاهل القيادي في حركة "حماس” د. خليل الحية ذكر الدور الأردني في مساندة قضية قطاع غزة !.
مما أثار عدة أسئلة حول السبب وراء هذا التجاهل - والذي لعله يكون غير مقصود - خاصة حين أجهد الدكتور الحية نفسه في عد وتعداد قرابة 15 دولة رآها قد ساهمت وساعدت وساندت شعب غزة في محنته.
أنا شخصيا أرى أن الأردن لم يكن ينتظر أن يقدم شعب غزة شكرا له على كل ما بذله ملكا وحكومة وشعبا .. وحتى لو قام بشكر الأردن ..
لرددنا وقلنا: لا شكر على واجب..
فالأردن حاضر في قضية فلسطين وقضية شعبها منذ بدأت .. وقدم ولا زال يقدم تقديم الأخ والشريك في الهم وليس على سبيل التمنن.
ماقامت به العائلة الهاشمية على مر تاريخها في الأردن لقضية فلسطين شاهد عيان وواقع لا يحيد عنه الإ ناكر معاند ..
أنا لا أفهم لماذا دوما - بقصد او بغير قصد - نرى محاولات لفصل الأردن عن قضية فلسطين ؟!
لنسأل سؤالا حاضرا في كل حين: من المستفيد من زعزعة العلاقات الطيبة بين النشامى والشعب الفلسطيني عموما والغزاوي خصوصاً ؟!
لماذا كلما رأينا وقفات النشامى تجاه إخوانهم وأبناء عمومتهم وأنسبائهم في فلسطين .. تلك الوقفات الصادقة النابعة من القلب لايحركها إلا لحمة الدين والدم .. نرى من يجيء ليعكر هذا التآلف والتحابب وكأن هذا التآلف يؤلمهم ويقض مضجعهم ..!!!
لماذا يخشون من النشامى ولا يريدون حضورا لهم في هم الفلسطينيين وفي حياتهم !
النشامى نشامى .. وهذا الهم هو الذي حرك العسكري المتقاعد ماهر الجازي ليقتل ثلاثة من حرس الحدود على الجانب المحتل من الحكومة الإسرائيلية قبل أن يقوم حرس الحدود الإسرائيلي بقتله ليرتقي بإذن الله تعالى شهيدا.
لماذا يحاولون قتل ما لا يمكن قتله!
ويتعين عليهم في كل محفل إقصاء الأردن عن دوره الطبيعي في المطالبة بعودة الأراضي الفلسطينية المحتلة والذي كان مسؤولا عن جزء كبير منها مدة نصف قرن من الزمان ضمن أراضي الضفة الغربية المحتلة.
الأردن مختلف .. ويختلف عن سائر الدول العربية.. ومواقف القيادة الهاشمية ترفع لها القبعات .. ولم تكن تنتظر شكرا من أحد .. فلا شكر على واجب .. لكن حين يأتي عد المناقب والمآثر فلا أحد يتقدم على الأردن! ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله.
ومع ذلك فإن كتلة جبهة العمل الإسلامي البرلمانية في الأردن أدلت بتصريح قالت فيه بعبارة صريحة: "..بوركت مواقف الملك والقيادة والجيش والشعب في الأردن”.
وأصدر القيادي في حماس باسم نعيم بيانا الخميس الماضي أكد فيه أن "الدور الأردني ملكا وحكومة وشعبا محل تقدير واعتزاز”.
وأوضح نعيم أن الحركة لا تعتبر موقف الأردن مساندا لفلسطين فحسب، بل هو موقف شريك أصيل.
وأشار إلى أن "قيادات الحركة في أكثر من مناسبة عبرت عن شكرها وتقديرها للأردن ملكاً وحكومة وشعباً على موقفهم التاريخي تجاه الشعب الفلسطيني”.
وقال القيادي في حماس: "إننا نشترك مع أهلنا في الأردن في التصدي لخطر الاحتلال وما يشكله من تهديد لأهلنا في الضفة والقدس بما يشكل خطرا على المملكة الأردنية الهاشمية”.
ومع ذلك نعيد ونكرر .. ياجماعة الخير هذا واجبنا كأردنيين ولا شكر على واجب.