قال تعالى: {لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا * مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا}.والمرجفون هم الذين ينشرون الشائعات الكاذبة ويبالغون في نشر وتعظيم الفتنة بين المجتمع والتخويف والتّخذيل ، فيسعون إلى توهين عزائم المجتمع وتكسير هممهم وبث الخوف الاجتماعي والاقتصادي وإضعاف قوة وترابط المجتمع والتشكيك في مقدرتهم، على المواجهة والمصابرة ، حيث يزداد نشاطهم أوقات الأزمات والفتن ، والإرجاف والتخويف من صفات المنافقين الذين حذر الله عز وجل منهم وتوعدهم بالعذاب الشديد وحذر المؤمنين من السماع لهم وتصديقهم ، وقد بين الله عز وجل حقيقة هؤلاء وأثرهم في إضعاف المجتمع حيث قال : {قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا} وقال: {لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ} كما بين الله عز وجل أن وجودهم في المجتمع لا يزيده إلا شرا ً وفسادا ً وضعفا ً وهوانا ً وفتنة وفرقة ، ومعظم البلاء حين يكون في المسلمين جهلة وبسطاء يسمعون لهؤلاء المنافقين، فيتأثرون بما يتناقلونه من شائعات ويصبحون أبواقا ً لهم يرددون أراجيفهم ولهذا قال الله تعالى : {وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ}.
هؤلاء المرجفين أصبح لهم أقلام يكتبون بها وهي سيوف وسموم موجهة للمجتمع الآمن ، ألسنتهم ومقالاتهم تنشر عبر الصحف والمواقع الالكترونية ، ينشرون الفساد والفتن والظلم والشائعات ، إنهم جموع إبليس في جيش الشيطان ، هؤلاء موجودين في وسائل الإعلام وفي الطابور الخامس ، إنهم موجودين في مؤسسات الدولة ودهاليز السياسة وميادين صنع القرار ، ينتشرون في كل مكان، يرتدون أقنعة العفة والطهارة، وهم أنجاس قلوبهم مليئة بالإثم والخطيئة ، فيضربون بلدا ً ببلد وقوما ً بقوم ، يحرّضون ويذكّرون بخلافات قديمة ميتة عفنة .
إنهم المنافقين المرجفين الذين تفوح منهم رائحة الفساد والعفن، يشكّكون بثوابت الأمة ومعتقداتها، ويزعمون أنهم دُعاة الإصلاح ، إنهم الفاسقين الذين لا ينبحون إلا إذا رأوا ضعفا ً أو فتنة ً أو خلافا ً في المجتمع، فلا يرفعون رؤوسهم من التراب، إلا إذا جاءت فرصة الظهور، عبر شاشات الفضائيات الملوّثة بسذاجة العقل وقلة الأمانة والضمير، ينبحون من وراء الشاشات بكل غوغائية وخيانة ضمير، أناء الليل وأطراف النهار، فيزورون التاريخ كذباً، ويقرؤون الأحداث ظلماً وزوراً ،إنهم مدرسة المرجفين التي انتشرت في الأوطان، فنشرت الظلم والفتن، وعظّمت من هول الأحداث ، إنّهم وجهاً واحداً لعملة واحدة، تتشابه بينهم الكتابة، ويتشابه عندهم الحقد والجحود ونكران الفضيلة ، إنهم يتشابهون بكل الصفات العفنة، فهم لا يكتبون إلا ضمن قوالب عقولهم التي صُبّت عليها، وهي أقصى ما يمكنهم من التفكير فيه، إذ أن أفق الكتابة والفكر لديهم محصور بقالب النكران، وهو سقف واطي لا يمكن لهم تجاوزه .
هذه هي مدرسة المرجفون، الذين يحفظون أدوارهم في التخريب وبث سموم الفرقة والخلافات، لا يظهرون إلا في الأزمات السياسية والاقتصادية وحالات التوتر الاجتماعي، فينشطون في حرب الشائعات والدعاية وتكبير صغائر الأشياء، في سبيل تمييع القضايا المصيرية وتحطيم المعنويات التي تؤخر الانجاز والتقدم ، هدفهم إثارة الشك والتقليل من حجم النهضة والعمران ، واجبهم تحويل المواضيع التي لا تدعم حضورهم إلى مواضيع عادية، أما التي تتوافق مع نهجهم فتصبح جوهرية .
إن الله عز وجل قد بين لنا ما يجب علينا فعله تجاه هذه الفتن، التي تخلّ بالأمن وتمسّ في قدسية الوطن، لعدم تحقيق مراد المندسين والحاقدين، الذين يستغلون هذه الأزمات لإضعاف المجتمع الآمن وتيئيس صبرهم وصهر روح الصبر فقال – سبحانه :-{ وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُ}.
وهنا أنكر الله تعالى عليهم الخوض في الأمور العامة المتعلقة بالأمن والخوف، وإشاعتهم لأخبارها، قبل أن يتبيّنوا صدقها، ويتأملوا في آثارها وعواقبها، ثم حثهم على رد الأمر إلى ولاة الأمر، فهم بحسب فقههم بالشرع ومعرفتهم بالواقع أقدر على إدراك الحقائق، والنظر في عواقب الأمور ، وما ينبغي نشره وإعلانه، وما يحسن السكوت عنه وكتمانه. والإنسان لا يخسر بالسكوت شيئاً، كما يخسر حين يخوض فيما لا يحسنه، أو يتدخل فيما لا يعنيه، والسلامة لا يعدلها شيء، والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت".
لطالما كانت الكتابة تعكس مسؤولية أمانة الكاتب الأخلاقية وقداسة أفكاره وسمو أهدافه، في بناء مجتمعه ولكنها تتحول بفعل الكثير من الأقلام المسمومة لتظليل الآخرين والتقليل من شأن الوطنية والولاء لأنهم يلجأوون إلى تشويش الانجازات والعمل وصدقية الإصلاح ، فنحن لا يمكننا قبول تلقينهم لنا مبادئ الوطنية عبر الشوارع والهتافات واليافطات ، نحن لا نقبل أن تأتينا الوطنية من وراء الأقلام الملوثة، ونرفض كل الشعارات التي تأتي من حانات الغرب، ومن دهاليز السفارات ومجالس العتمة ، لأننا ندرك بان الذين يعزفون على وتر الوطن والمواطنة والإصلاح ومحاربة الفساد،من بينهم من جاء من أركان الفساد والفسق والخداع .
لقد تعلمنا المواطنة وحب الوطن والولاء للملك، من ثوابتنا التي ترسّخت في قلوبنا وعقولنا وضمائرنا منذ الصغر، حباً وعشقاً لهذا التراب .
إن بضاعة الظلاميّين والمارقين والعابثين قد رُدّت إليهم، لأنّها بضاعة فاسدة، فلسنا بتجار كي نشتري بضاعة الفتنة والحقد والنكران .
Khalaf_alkhaldi@yahoo.com
هؤلاء المرجفين أصبح لهم أقلام يكتبون بها وهي سيوف وسموم موجهة للمجتمع الآمن ، ألسنتهم ومقالاتهم تنشر عبر الصحف والمواقع الالكترونية ، ينشرون الفساد والفتن والظلم والشائعات ، إنهم جموع إبليس في جيش الشيطان ، هؤلاء موجودين في وسائل الإعلام وفي الطابور الخامس ، إنهم موجودين في مؤسسات الدولة ودهاليز السياسة وميادين صنع القرار ، ينتشرون في كل مكان، يرتدون أقنعة العفة والطهارة، وهم أنجاس قلوبهم مليئة بالإثم والخطيئة ، فيضربون بلدا ً ببلد وقوما ً بقوم ، يحرّضون ويذكّرون بخلافات قديمة ميتة عفنة .
إنهم المنافقين المرجفين الذين تفوح منهم رائحة الفساد والعفن، يشكّكون بثوابت الأمة ومعتقداتها، ويزعمون أنهم دُعاة الإصلاح ، إنهم الفاسقين الذين لا ينبحون إلا إذا رأوا ضعفا ً أو فتنة ً أو خلافا ً في المجتمع، فلا يرفعون رؤوسهم من التراب، إلا إذا جاءت فرصة الظهور، عبر شاشات الفضائيات الملوّثة بسذاجة العقل وقلة الأمانة والضمير، ينبحون من وراء الشاشات بكل غوغائية وخيانة ضمير، أناء الليل وأطراف النهار، فيزورون التاريخ كذباً، ويقرؤون الأحداث ظلماً وزوراً ،إنهم مدرسة المرجفين التي انتشرت في الأوطان، فنشرت الظلم والفتن، وعظّمت من هول الأحداث ، إنّهم وجهاً واحداً لعملة واحدة، تتشابه بينهم الكتابة، ويتشابه عندهم الحقد والجحود ونكران الفضيلة ، إنهم يتشابهون بكل الصفات العفنة، فهم لا يكتبون إلا ضمن قوالب عقولهم التي صُبّت عليها، وهي أقصى ما يمكنهم من التفكير فيه، إذ أن أفق الكتابة والفكر لديهم محصور بقالب النكران، وهو سقف واطي لا يمكن لهم تجاوزه .
هذه هي مدرسة المرجفون، الذين يحفظون أدوارهم في التخريب وبث سموم الفرقة والخلافات، لا يظهرون إلا في الأزمات السياسية والاقتصادية وحالات التوتر الاجتماعي، فينشطون في حرب الشائعات والدعاية وتكبير صغائر الأشياء، في سبيل تمييع القضايا المصيرية وتحطيم المعنويات التي تؤخر الانجاز والتقدم ، هدفهم إثارة الشك والتقليل من حجم النهضة والعمران ، واجبهم تحويل المواضيع التي لا تدعم حضورهم إلى مواضيع عادية، أما التي تتوافق مع نهجهم فتصبح جوهرية .
إن الله عز وجل قد بين لنا ما يجب علينا فعله تجاه هذه الفتن، التي تخلّ بالأمن وتمسّ في قدسية الوطن، لعدم تحقيق مراد المندسين والحاقدين، الذين يستغلون هذه الأزمات لإضعاف المجتمع الآمن وتيئيس صبرهم وصهر روح الصبر فقال – سبحانه :-{ وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُ}.
وهنا أنكر الله تعالى عليهم الخوض في الأمور العامة المتعلقة بالأمن والخوف، وإشاعتهم لأخبارها، قبل أن يتبيّنوا صدقها، ويتأملوا في آثارها وعواقبها، ثم حثهم على رد الأمر إلى ولاة الأمر، فهم بحسب فقههم بالشرع ومعرفتهم بالواقع أقدر على إدراك الحقائق، والنظر في عواقب الأمور ، وما ينبغي نشره وإعلانه، وما يحسن السكوت عنه وكتمانه. والإنسان لا يخسر بالسكوت شيئاً، كما يخسر حين يخوض فيما لا يحسنه، أو يتدخل فيما لا يعنيه، والسلامة لا يعدلها شيء، والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت".
لطالما كانت الكتابة تعكس مسؤولية أمانة الكاتب الأخلاقية وقداسة أفكاره وسمو أهدافه، في بناء مجتمعه ولكنها تتحول بفعل الكثير من الأقلام المسمومة لتظليل الآخرين والتقليل من شأن الوطنية والولاء لأنهم يلجأوون إلى تشويش الانجازات والعمل وصدقية الإصلاح ، فنحن لا يمكننا قبول تلقينهم لنا مبادئ الوطنية عبر الشوارع والهتافات واليافطات ، نحن لا نقبل أن تأتينا الوطنية من وراء الأقلام الملوثة، ونرفض كل الشعارات التي تأتي من حانات الغرب، ومن دهاليز السفارات ومجالس العتمة ، لأننا ندرك بان الذين يعزفون على وتر الوطن والمواطنة والإصلاح ومحاربة الفساد،من بينهم من جاء من أركان الفساد والفسق والخداع .
لقد تعلمنا المواطنة وحب الوطن والولاء للملك، من ثوابتنا التي ترسّخت في قلوبنا وعقولنا وضمائرنا منذ الصغر، حباً وعشقاً لهذا التراب .
إن بضاعة الظلاميّين والمارقين والعابثين قد رُدّت إليهم، لأنّها بضاعة فاسدة، فلسنا بتجار كي نشتري بضاعة الفتنة والحقد والنكران .
Khalaf_alkhaldi@yahoo.com