من المستفيد من تفجير خط الغاز المصري الذي يزود كل من الأردن وإسرائيل, هناك أمور يمكن الاستفادة منها سياسيا لموقف ما أو جعل الحدث ورقة ابتزاز ليس أكثر.
حسب الظروف والأحداث التي تجري بالمنطقة هناك بعض الدول العربية التي تراهن على هذه الورقة وذلك لتمرير سياستها على الدول الأخرى.
قطر تدخل اللعبة الدولية كاده ليس أكثر لتطبيق سياسات الدول الكبرى التي لها مصالح في المنطقة, وهنا كتحليل وليس أكثر من تحليل لما يجري وذلك من خلال قراءة الأحداث التي تجري بالمنطقة.
دولة قطر تحاول الضغط على دول عربية أخرى من اجل انجاز مهام الدول العظمى لتحقق الأهداف التي ترسم لها من الخارج , وتعمل قطر على استغلال الأوضاع الاقتصادية المزرية لهذه الدول حتى تجبرها على السير ضمن المخطط المرسوم والمطلوب من دولة قطر تنفيذه في هذه المرحلة.
وهنا يأتي دور قطر في تفجير أنبوب الغاز المصري الذي يزود كل من الأردن وإسرائيل...... ولكن لماذا ؟ وكيف توقف ضخ الغاز على إسرائيل علما بان كل من قطر واسرئيل على وفاق تام وعلاقتهم اكبر بكثير من علاقة الدول الأخرى التي لها اتفاقيات سلام ومعاهدات وافق عليها إخوان مصر الاسلاميون.
بكل بساطة تعمل قطر على تزويد إسرائيل بحصتها من الغاز من خلال إرسال الغاز لها قبل وخلال وبعد أن تأمر بتفجير أنبوب الغاز المزود لها, وتكون قطر قد حلت مشكلة إسرائيل بتوفير الغاز لها.
ولكن الهدف والتركيز هنا يقوم من دولة قطر على الدولة الأخرى وهي الأردن والضغط عليها من خلال هذا الأنبوب الذي يزود المحطات الأردنية الكهربائية لإبقاء عجلة الاقتصاد تعمل دون إضافة تكلفة جديدة على موازنة الحكومة , والكل يعلم مدى تأثر الاقتصاد الأردني من زيادة التكاليف للتشغيل ومدى تأثير كل ذلك على حياة المواطن الذي يشكي من وضع اقتصادي صعب .
وهنا يأتي السؤال ما مصلحة دولة قطر بإنهاك الاقتصاد الأردني وزيادة عبء العجز والمديونية على دولة عربية لها دور كبير في المنطقة وخاصة على دول الخليج ومساهمتها ببناء هذه الإمارات ,المصالح التي تريدها قطر هو أن تسير الأردن بركب المخططات الجديدة التي تنفذها قطر والعمل معها بكل الإمكانيات المتاحة من اجل قتل الشعب السوري وتدمير مقدرات الدولة السورية وذلك من خلال السماح للمخربين الدخول إلى سوريا وجعل الأردن ممر للأسلحة التي تشتريها قطر لتزود المسلحين بها.
وهنا كان الرفض الأردني للاشتراك بهذه المؤامرة وعدم السماح للمسلحين والأسلحة أن تمر من خلال حدوده ,وكان هذا الرفض الأردني هو الذي اغضب دولة قطر وأصبحت تتفنن بكيفية الضغط على الأردن دون أن يلحظ ذلك المواطن الأردني أو المواطن العربي ذلك, وهو البعد عن المواجهة والتأثير المباشر والذهاب إلى ما يجعل الأردن يعاني اقتصاديا وإضافة عبء جديد عليه وعلى المواطن الأردني وإضافة عجز جديد على موازنته.
تقوم قطر بشراء بعض النفوس الرخيصة ودفع الأموال لهم للعمل على تفجير أنبوب الغاز الذي هو الشريان المهم جدا لعجلة الاقتصاد الأردني وبنفس الوقت تقوم بعرض الغاز على الأردن وهو محمل على الباخرة بعرض البحر وتعمل على وضع الشروط على الأردن لإجباره على الموافقة لإتباع سياسة الخراب والدمار وعندما يرفض الأردن ذلك يتم توجيه الباخرة المحملة بالغاز إلى جهة اخرى وتبقي الأردن يعاني من نقص هذه المادة الحيوية للاقتصاد الأردني.
ورغم ذلك لن يرضخ الأردن لهذا الابتزاز والمواطن الأردني ليس من النوع الذي يوافق على تغير مبادئه ولا يوافق على الابتزاز.
هذا ليس أكثر من تحليل من خلال قراءة الواقع الذي يعيشه العالم العربي ومتابعة الأحداث التي تجري والصورة القاتمة التي يمر بها العالم العربي الذي وصل مرحلة التخبط السياسي وعدم قدرته على مواجهة المخططات الخارجية من الدول الكبرى التي تعمل لمصلحتها ومصلحتها فقط.
ياسين البطوش
الاردن-عمان
Fhom_2003@yahoo.com