أخبار البلد - كشف فريق من الباحثين في معهد كارولينسكا - Karolinska السويدي وجامعة كولومبيا الأمريكية - Columbia University عن اكتشاف علمي جديد قد يغير النظرة الطبية التقليدية حول القلب، فقد أظهرت الدراسة الحديثة أن القلب يمتلك نظامًا عصبيًا معقدًا يُشبه "دماغًا صغيرًا" يتحكم في ضرباته.
لطالما كان يُعتقد أن التحكم في القلب يعتمد بشكل رئيسي على الجهاز العصبي اللاإرادي الذي ينقل الإشارات من الدماغ إلى القلب، لكن الدراسة الجديدة، المنشورة أواخر العام 2024 في مجلة Science Daily، كشفت أن القلب يحتوي على شبكة عصبية خاصة به تلعب دورًا حيويًا في تنظيم إيقاع ضرباته.
تفاصيل الدراسة قاد الدراسة الدكتور كونستانتينوس أمباتزيس، الباحث في قسم علوم الأعصاب بمعهد كارولينسكا - Karolinska، بالتعاون مع فريق دولي من العلماء، وأكدت النتائج أن "الدماغ الصغير" الموجود في القلب يعمل بطريقة مشابهة للدماغ البشري في تنظيم الوظائف الحيوية الإيقاعية مثل الحركة والتنفس.
وأوضح أمباتزيس أن هذه الشبكة العصبية تحتوي على أنواع متعددة من الخلايا العصبية، لكل منها وظيفة خاصة، ومن بين هذه الخلايا، تم تحديد مجموعة صغيرة ذات خصائص فريدة تساهم في تنظيم ضربات القلب.
أهمية الاكتشاف هذا الاكتشاف يغير بشكل كبير الفهم التقليدي لدور الدماغ والجهاز العصبي في التحكم بالقلب، فوجود شبكة عصبية ذاتية داخل القلب يعني أن لديه القدرة على التحكم المباشر في نشاطه، ويمهد ذلك لتطوير علاجات جديدة قد تكون أكثر فعالية في التعامل مع اضطرابات نظم القلب.
وأشار الباحثون إلى أن الدراسة أجريت باستخدام سمكة الزيبرا كنموذج بحثي، إذ تشترك هذه السمكة مع الإنسان في العديد من الخصائص القلبية، واستُخدمت تقنيات متقدمة مثل تسلسل الحمض النووي الريبي أحادي الخلية، والدراسات التشريحية، والفحوص الكهربية الفيزيولوجية لرسم خريطة دقيقة للخلايا العصبية داخل القلب.
انعكاسات سريرية يقول أمباتزيس: "يمكن لهذا الاكتشاف أن يحدث ثورة في مجال طب القلب من خلال تطوير تقنيات جديدة لعلاج اضطرابات القلب مثل الرجفان الأذيني - Atrial fibrillation"، وتوقع أن تسهم الدراسة في فتح آفاق جديدة لفهم العلاقات بين الجهاز العصبي والقلب، مما يُعزز من إمكانيات التشخيص والعلاج.
نظرة مستقبلية يعتبر هذا البحث خطوة مهمة نحو استكشاف المزيد من وظائف القلب غير المعروفة، كما يشير العلماء إلى أهمية إجراء دراسات إضافية على البشر لفهم كيفية استغلال هذا النظام العصبي المعقد لتحسين صحة القلب وعلاج أمراضه بشكل مبتكر.
بفضل هذا الاكتشاف المثير، يُصبح القلب ليس مجرد مضخة لضخ الدم، بل عضوًا له "دماغه الخاص" الذي يمنحه قدرة أكبر على التحكم الذاتي في وظائفه الحيوية.