أخبار البلد -
منذ أن بدأ الحراك الشعبي السلمي في بلادنا منذ أكثر من عام، ونحن نراقب ونتابع تطورات الأحداث بإهتمام بالغ، وقد مر هذا الحراك بما تضمنه من إعتصامات، وتظاهرات، وإضرابات، وغيرها من أشكال التعبير السلمي، بالعديد من المراحل، والتطورات، والصعوبات، وقد وجد فيه في ذات الوقت العديد من أبناء الوطن فرصة للتعبير عن ما يجول في خاطرهم ضمن حدود القانون والأخلاق العامة.
وقد كان خروج المظاهرات بطريقة سلمية حضارية، إضافة لطريقة الأمن العام الراقية في مقابلتها بالمياه والعصائر سبباً نفاخر به أشقائنا العرب بنموذج أردني راق، ليس له مثيل في الدول المجاورة بفضل الله تعالى أولاً، ثم بحكمة القيادة الهاشمية التي تحرص على عدم الإساءة للمواطن، أو إمتهان كرامته.
وقد كانت لنا وقفات مع بعض المحطات التي أساءت لهذه الصورة الجميلة، وكانت فرصة سانحة لمن يريدون التصيد في المياه العكره، بداية من أحداث دوار الداخلية، وإنتهاء بأحداث الدوار الرابع.
لا يمكن لواحد بيننا أن يقبل بشكل من الأشكال الإساءة لرمز البلاد أو القيادة الهاشمية، وهم من تعودنا منهم على أخلاق الهاشميين من كرم، وسماحة خلق، وعفو عند المقدرة.
ولكننا في المقابل لن نخفي صدمتنا، بسبب ما قرأنا وسمعنا من روايات تحكي عن تعذيب حصل بحق بعض معتقلي الدوار الرابع، نعم أخطأ بعض هؤلاء المعتقلين بشعارات لا يقبلها الشعب الأردني بأي شكل من الأشكال، ولكن ليس من الحكمة معالجة الخطأ بخطأ أكبر منه.
فإعتقال نشطاء الطفيلة الذين مازلنا ننتظر الإفراج عنهم يوم الخميس الفائت بحسب تصريحات الناطق بإسم الحكومة!! ثم إعتقال متظاهري الدوار الرابع، ثم روايات تحكى عن تعذيب وإمتهان للمعتقلين، لا يمكن إلا أن يسئ للصورة الجميلة التي إعتدنا على رسمها لأردن الخير والكرامة في الداخل والخارج.
اليوم ونحن نعيش هذه الأحداث المؤسفة ونستذكر معاً هبة نيسان بعد مرور 13 عام على إنطلاقها في البلاد كرد فعل لتخبطات الحكومة التي أدت لإنهيار الإقتصاد في وقتها ، ثم عودة الحياة السياسية في بلادنا نتيجة لها، نتمنى من الحكومة وعلى رأسها دولة القاضي الدولي الدكتور عون الخصاونة أن تعي أهمية المرحلة وحساسيتها، وأن تعالج الأمور بحكمة وحنكة أكبر، وأن لا تسئ ولو بشكل غير مقصود بأي شكل من الأشكال إلى تلك العلاقة المتينة بين النظام الهاشمي والشعب الأردني والتي تجذرت بينهم منذ اليوم الأول لقيام الكيان الأردني.
لا نريد لكرة الثلج أن تكبر في بلادنا بسبب تصرفات غير مسؤولة من البعض، فكما أن تلك الشعارات لبعض المتظاهرين تسئ لقيادتنا الهاشمية ولا يمكن لنا أن نقبلها بأي حال من الأحوال، قلناها ونعيدها أن تلك الممارسات لبعض من يظنون أنهم يدافعون عن قيادتنا الهاشمية بممارسة التعذيب أو الإهانة للمعتقلين من بعض منتسبي الأجهزة الأمنية تسئ بشكل كبير أيضاً للوطن وقائد الوطن وصورة الأجهزة الأمنية التي لا نريد أن نعرفها إلا دورعاً للوطن وحماة له.
نتمنى في هذه الأيام ومع هبوب ذكرى هبة نيسان أن ننهض جميعاً في وجه الفاسدين في بلادنا، وأن نشد على أيدي شباب الوطن الشرفاء وندعمهم من أجل تحقيق ذلك، لنقف جميعاً صفاً واحداً في ظل قيادتنا الهاشمية في وجه كل فاسد ومفسد، وفي وجه كل من يريد الإساءة لرموز البلاد وأسيادها.
وطني الحبيب، كم سالت فوقك دماء شريفة، وكم تلقيت ضربات موجعة عنيفة، وكم تقلبت عليك وجوه فاسدة مفسدة وأخرى طاهرة عفيفة، وكم هزتك رياح شديدة، لكنك تبقى في صميم قلبونا في مكانة محاطة بدروع متينة، دروع عشقنا لأرض الوطن وترابه، وقيادته الهاشمية العريقة، حفظك الله يا وطني ..