هذه دعوة أطلقها على امتداد البادية الأردنية الجنوبية، واخص بها المعلمين والمعلمات لطرح القوانين والأنظمة والتعليمات الرسمية الناظمة للعمل خلف ظهورهم، وانتهاج طرق وأساليب جديدة مستوحاة من الواقع العملي لتوعية الشباب والشابات في المدارس و المجتمع المحلي، واطلاعهم على متغيرات الواقع ومواكبة المسيرة معه، قبل أن يفوت الأوان ونجد أنفسنا لا ربحنا الحداثة ولا بقينا على الأصالة، ونجد أنفسنا في تيه بكسب أيدينا، اشد على الأجيال القادمة من مرارة تخلفنا اليوم، وتهميشنا بالرغبة والإرادة الرسمية.
لست داعي انقلاب على الحاكم، فله في أعناقنا بيعة نحن خير من يرعاها حق رعايتها، ولكن داعي انقلاب على نظام تعليمي إن بقينا متمسكين بحذافيره ومراعين تعليمات تنفيذه، سنجد أنفسنا متسربين إلى الشوارع بلا علم ولا عمل، فدعوتي أريد منها استقلالنا بالفكر والأسلوب، يتخطى حدود المقبول من المشرعين والمشرفين ورعاة المناهج والقائمين عليها.
نعم أدعو إلى ثورة على المناهج الدراسية لكل مراحلها، وأرى إن يدخل كل معلم ومعلمة على تلاميذه عازما أن يكسبهم معلومة مستقاة من فقه الواقع، لا من معتقدات جون ديوي، وهربرت سبنسر، ولا مستقاة من تاريخ حضارات العالم القديم.
نعم طلابنا بحاجة إلى صنع بيئة تسمو بهم، لا أن يكونوا رهائن بيئة تربطهم بالتخلف والعصبية، نعم نريد ثورة نكون نحن دعاتها ورعاتها وبُناتها، نرجوا من كل معلم ومعلمة أن لا يعمل لقاء راتبه، ولا نريد منهم قضاء اليوم والحصص التزاما بوقت الدوام الرسمي، بل نريد سيل من الخبرة ينعكس على سلوكيات وأفكار الطلاب والطالبات، نريد قلب نظام التعليم، نريد خلق أفكار ومبادئ تعليمية من صنيع أبناء البادية، تنهض بهم من حالة التخلف والتهميش إلى صناع إرادة لا مكتسبيها، نريد منهم خلق مستقبل، لا بناء مستقبل، نريد جيل يعي صغيرة خطر الجهل والتخلف ويحذر منه قبل كبيره، نريد جيل ينقد واقعه ويمحص ما يدور حوله، بالقدر الذي يجعل له صبغة فكرية يستقل بها عن التقليد، والتبعية، والطاعة العمياء، نعم نريدها ثورة على نظام تعليمي ما خرجنا به من المائة بخمسة، وأعجزنا البادية من استيعاب أبنائها.
عقود مضت طالنا منها ذيل عباءة التنمية، وأرجو ألا نكون في خضم التغيرات السياسية التي تعصف في بلادنا، العصا التي يُهشُ بها على الغنم، كان لنا سبق المجد عند بناء الدولة وتأسيسها، ورُكنا بعدها إلى ساعة الحاجة، ثم كنا أول من يُستبعد من إدارة الدولة، وكأن ليس منا رجل رشيد.
قُدم علينا اللص، والجبان، والخائن، وتركنا نستجدي المكارم، واليوم مطلوب منا أن نُرجح كفة، ونكسر شوكة، ونبقى في غفلة، ونُوهم بأن كل ما يجري فتنة، تدار بيد خفية، تُريد أن تعيث بهذا البلد فسادا، ولعمرك هل بقي بعد كل هذا الفساد فساد.
نريد لشبيبتنا توعية نوعية، تخرج بهم من التبعية والانقياد، إلى إثبات الوجود، فكنا أسياد وسنبقى، وإن كنا في وقت سعة الحال في طي النسيان، فنحن في ساعات الشدة كواسر، وطيور شلوه، وريح ما تصمد أمامها خيام القهر والظلم والفساد.
نعم هذا البلد عزيز، ونشد على كل يد تريد له عزة، وكل يد تطول هذا البلد بسوء، سنكون نحن اليد التي تقطعها، ولا نهتم يد من تكون، أو أي يد تدعمها أو تشد عليها.
نعم أيها المعلمون والمعلمات الأفاضل، هذا زمانكم فبالوعي والإدراك للواقع تبدأ الانطلاقة، فإما أن نستفيق ونتكاتف في نشر الوعي وإدراك الواقع، وإلا سنكون بندقية في يد صياد، أو سهم في كنانة، ثم نجد أنفسنا خرافة في التاريخ، بذكرنا تذكر الدواهي، وتدب الحمية، وتكثر السخرية .
نعم أيها المعلمون والمعلمات، بيدكم جيل سينظر إلى ما تقدمونه، فإما أن تنصروه وتنتصروا، وإما سيكون هذا الجيل يخاف أن يفكر، عداكم أن يقول رأي، فهل سنبقى في طي النسيان، أم سنعيد بأفعالنا وعزيمتنا سابق مجدنا وعزتنا، فقد حانت لحظة التغيير، ودقت أجراس الثورة.
kayedrkibat@gmail.com
لست داعي انقلاب على الحاكم، فله في أعناقنا بيعة نحن خير من يرعاها حق رعايتها، ولكن داعي انقلاب على نظام تعليمي إن بقينا متمسكين بحذافيره ومراعين تعليمات تنفيذه، سنجد أنفسنا متسربين إلى الشوارع بلا علم ولا عمل، فدعوتي أريد منها استقلالنا بالفكر والأسلوب، يتخطى حدود المقبول من المشرعين والمشرفين ورعاة المناهج والقائمين عليها.
نعم أدعو إلى ثورة على المناهج الدراسية لكل مراحلها، وأرى إن يدخل كل معلم ومعلمة على تلاميذه عازما أن يكسبهم معلومة مستقاة من فقه الواقع، لا من معتقدات جون ديوي، وهربرت سبنسر، ولا مستقاة من تاريخ حضارات العالم القديم.
نعم طلابنا بحاجة إلى صنع بيئة تسمو بهم، لا أن يكونوا رهائن بيئة تربطهم بالتخلف والعصبية، نعم نريد ثورة نكون نحن دعاتها ورعاتها وبُناتها، نرجوا من كل معلم ومعلمة أن لا يعمل لقاء راتبه، ولا نريد منهم قضاء اليوم والحصص التزاما بوقت الدوام الرسمي، بل نريد سيل من الخبرة ينعكس على سلوكيات وأفكار الطلاب والطالبات، نريد قلب نظام التعليم، نريد خلق أفكار ومبادئ تعليمية من صنيع أبناء البادية، تنهض بهم من حالة التخلف والتهميش إلى صناع إرادة لا مكتسبيها، نريد منهم خلق مستقبل، لا بناء مستقبل، نريد جيل يعي صغيرة خطر الجهل والتخلف ويحذر منه قبل كبيره، نريد جيل ينقد واقعه ويمحص ما يدور حوله، بالقدر الذي يجعل له صبغة فكرية يستقل بها عن التقليد، والتبعية، والطاعة العمياء، نعم نريدها ثورة على نظام تعليمي ما خرجنا به من المائة بخمسة، وأعجزنا البادية من استيعاب أبنائها.
عقود مضت طالنا منها ذيل عباءة التنمية، وأرجو ألا نكون في خضم التغيرات السياسية التي تعصف في بلادنا، العصا التي يُهشُ بها على الغنم، كان لنا سبق المجد عند بناء الدولة وتأسيسها، ورُكنا بعدها إلى ساعة الحاجة، ثم كنا أول من يُستبعد من إدارة الدولة، وكأن ليس منا رجل رشيد.
قُدم علينا اللص، والجبان، والخائن، وتركنا نستجدي المكارم، واليوم مطلوب منا أن نُرجح كفة، ونكسر شوكة، ونبقى في غفلة، ونُوهم بأن كل ما يجري فتنة، تدار بيد خفية، تُريد أن تعيث بهذا البلد فسادا، ولعمرك هل بقي بعد كل هذا الفساد فساد.
نريد لشبيبتنا توعية نوعية، تخرج بهم من التبعية والانقياد، إلى إثبات الوجود، فكنا أسياد وسنبقى، وإن كنا في وقت سعة الحال في طي النسيان، فنحن في ساعات الشدة كواسر، وطيور شلوه، وريح ما تصمد أمامها خيام القهر والظلم والفساد.
نعم هذا البلد عزيز، ونشد على كل يد تريد له عزة، وكل يد تطول هذا البلد بسوء، سنكون نحن اليد التي تقطعها، ولا نهتم يد من تكون، أو أي يد تدعمها أو تشد عليها.
نعم أيها المعلمون والمعلمات الأفاضل، هذا زمانكم فبالوعي والإدراك للواقع تبدأ الانطلاقة، فإما أن نستفيق ونتكاتف في نشر الوعي وإدراك الواقع، وإلا سنكون بندقية في يد صياد، أو سهم في كنانة، ثم نجد أنفسنا خرافة في التاريخ، بذكرنا تذكر الدواهي، وتدب الحمية، وتكثر السخرية .
نعم أيها المعلمون والمعلمات، بيدكم جيل سينظر إلى ما تقدمونه، فإما أن تنصروه وتنتصروا، وإما سيكون هذا الجيل يخاف أن يفكر، عداكم أن يقول رأي، فهل سنبقى في طي النسيان، أم سنعيد بأفعالنا وعزيمتنا سابق مجدنا وعزتنا، فقد حانت لحظة التغيير، ودقت أجراس الثورة.
kayedrkibat@gmail.com