اخبار البلد- عمر شاهين - قبل التعليق على احداث رئاسة الوزراء وما يحدث بالطفيلة، علينا ان نسال لماذا فشل الحراك الاردني وتتراجع عدده مع انه يحمل مطالبات حقيقية وينفجر ضد الفساد .
منذ خمسة عشر شهرا والحراك الأردني يسير بمكانه،بنفس الوجوه والمطالب وحى العدد، وكل هذا في محافظات معينة وشوارع خاصة، وان كنا نرى أيضا أن الدولة لم تعد تجد من يدافع عنها سوى استضافة التلفزيون الأردني لبعض رؤساء الوزراء السابقين، أو ما يصرخ به بعض النواب، فان معادلة أثنية تقول أن الأغلبية الصامتة غير راضية لا عن الدولة وما فعلته من خصخصة جائرة وتزوير للانتخابات ولا عن الحراك الأردني.
ما حدث مساء يوم 24/آذار 2012 في دوار الداخلية صدم كل من يتابع تطور الحراك الأردني، فالعدد الذي وجد هناك لم يكن ذلك المشهد المهيب لتواجد قوات درك وبادية خاصة، بل شكل صدمة مجتمعية، فقبل عام كان دوار الداخلية ممتلئي ، وفيه تنوع كبير من جمع جميل يلخص الأردن ، وبعد عام ظهر 300 شاب بنفس الشعارات، وحتى القيادات التي تقلصت بدل أن تزيد مع أن الظروف الاقتصادية اليوم في الأردن تفرض الغضب وليس السكون .
كل دولة أصيبت بالربيع العربي تضاعفت خلال أسابيع أعداد من يشارك بالمسيرات، إلا في الأردن، فثمة دعوات كبيرة تمت بالفيس بوك وغيره، ولم نجد وقت الفاعلية سوى عشرات ومئات، ويسعى الكثيرون من وسائل الإعلام إلى تضخيم بعض المسيرات وتصوير زاوية مكتظة، وطبعا هذا لا يعني بتاتا أن أغلبية عدم المشاركين أو ما يسمون بالأغلبية الصامتة أنهم غاضبون ضد سياسية للدولة التي أوصلت المواطن للإفلاس والفقر وباعت ممتلكاته ولكنه بنفس الوقت ليس قريبا من الحراك .
كان يقال أن 24اذار أوصلت الحراك الأردني إلى ذروته في عام 2011 عندما شكل أول رسالة حامية الوطيس على شكل اعتصام مفتوح ومواجهة شجاعة وامتزاج واسع من قبل شباب التيارات والحركات المتعددة، وبدل أن يكون ذلك الحدث قمة انطلاقة شعبية لمواجهة قوى الفساد بدا الحراك يتشظى في مكان وجهات متعددة، وأمام مئات الأسماء المتنوعة ، تفكك الحراك وفقد تأثيره، وبات بقدرة دوريتي درك أن تفرق أي مسيرة أو اعتصام بربع ساعة كأكثر حد.
طبعا لا أريد تقييم ما حدث فاغلب المعنيين يعرفون هذا الشيء ، فالحراك سرعان ما رفع شعاراته بأشبه ما يكون تفكيك الدولة، عبر التهجم على الأجهزة الأمنية بأنواعها، وإمام المشهد الذي يحضر في دول الربيع العربي فالمواطن الأردني شعر أن العيش تحت مظلة الفساد أكثر آمنا له من الضياع والدخول بمتاهات مراهقة،والسعي لصناعة المجهول، فظهور شباب متحمسين بشعار (أس أس بتصلح ولا بنكملها ) لم يكن أسلوب للجذب بل للتنفير ، لان تركيبة الأردن لا تتحمل الانقياد إلى المجهول..فترك أي مسيرة حرية رفع أي شعار ،لم يكن نوعا من الديمقراطية بقدر سهولة التفرقة والابتعاد عن الالتزام فليس كل من شارك بحراك أو مسيرة هو سياسي خبير محنك لديه مشروع سياسي واضح الهدف، أو يقدر اثر ما يتحدث به حاليا ومستقبلا.
وكانت ذروة العزلة بان الحراك نفسه سعى إلى تفعيل حراكات المحافظات، وهذا صنع فرقة فكل مواطن بات معنيا بمحافظته، ولكل محافظة خصوصيتها، ومطالبها، ولم يتم التفاعل شعبيا بقدر جهود من قبل تنسيقية الحراك. وضمن الخصوصية الأردنية باتت اغلب ثلاثة محافظات معزولة سياسيا عن حراك المحافظات.
السيطرة الشبابية أيضا أضرت عندما تم مبالغة طريقة الطرح والمبالغة في أن كل عنصر بالحراك يدعي انه حقق الإصلاح ، وسأقف هنا عند موقف شخصي، فلم يتوانى عدة شباب من الحراك عندما كنت أناقشهم، بأنهم يصفوننا كأحزاب أو كتاب بانتا جبنتا لأننا لسنا معهم، ولا يدرون أولئك أن الاعتراض لي على النزول للشارع بل أننا نردك بخلفيتنا السياسية بعض الأشخاص الذين يريدون قيادة المسيرات ، وهنا كيف نصف كجبناء وننحن عبر مئات المقالات والمواقف واجهنا المخابرات والحكومات والبرلمان بكل قوى ولم نكن ننعم في ظل الربيع العربي، وغيره، مثل اليوم حيث تفتح الشوارع ولم تعد أي صفة بطولة تعطى لشخص مهما علت مواقفه أو شعاراته، حتى لو وقف بالشارع وطالب بإسقاط النظام.
على الحراك اليوم أن يراجع أيضا ذاته، وشعاراته، واتهاماته، وألا يسمح لا احد أن يفرد بمسيرة بحرق صورة أو تفريغ رؤية خاصة ، وان يكف عن توجيه التهم لغيره، وان يطالب بعدالة الجميع، لا أن يبحث عن محاصصة سياسية ذاتية، وان يزيل جميع التخوفات، لدى أي فئة بالشارع وان ينهض هو لأنه يعلن حقوق كل مواطن أردني. فالمواطن اليوم محبط من الدولة والحكومات والشخصيات السياسية وحتى من طروحات الحراكات التي لا تجد سوى فاسدين اثنين يرفع اسمهم في السلط ومعان والكرك اذا كانا نريد من الحراك تصفية حسابات شخصية، فهو سيفشل بعد أشهر قليلة وان كان اصلاحيا حقا فليكون شفافا وصريحا، وغير مسير من بعض رموز القمع والفساد السابقة طالما انه شعبي وعفوي .
Omar_shaheen78@yahoo.com
ما حدث مساء يوم 24/آذار 2012 في دوار الداخلية صدم كل من يتابع تطور الحراك الأردني، فالعدد الذي وجد هناك لم يكن ذلك المشهد المهيب لتواجد قوات درك وبادية خاصة، بل شكل صدمة مجتمعية، فقبل عام كان دوار الداخلية ممتلئي ، وفيه تنوع كبير من جمع جميل يلخص الأردن ، وبعد عام ظهر 300 شاب بنفس الشعارات، وحتى القيادات التي تقلصت بدل أن تزيد مع أن الظروف الاقتصادية اليوم في الأردن تفرض الغضب وليس السكون .
كل دولة أصيبت بالربيع العربي تضاعفت خلال أسابيع أعداد من يشارك بالمسيرات، إلا في الأردن، فثمة دعوات كبيرة تمت بالفيس بوك وغيره، ولم نجد وقت الفاعلية سوى عشرات ومئات، ويسعى الكثيرون من وسائل الإعلام إلى تضخيم بعض المسيرات وتصوير زاوية مكتظة، وطبعا هذا لا يعني بتاتا أن أغلبية عدم المشاركين أو ما يسمون بالأغلبية الصامتة أنهم غاضبون ضد سياسية للدولة التي أوصلت المواطن للإفلاس والفقر وباعت ممتلكاته ولكنه بنفس الوقت ليس قريبا من الحراك .
كان يقال أن 24اذار أوصلت الحراك الأردني إلى ذروته في عام 2011 عندما شكل أول رسالة حامية الوطيس على شكل اعتصام مفتوح ومواجهة شجاعة وامتزاج واسع من قبل شباب التيارات والحركات المتعددة، وبدل أن يكون ذلك الحدث قمة انطلاقة شعبية لمواجهة قوى الفساد بدا الحراك يتشظى في مكان وجهات متعددة، وأمام مئات الأسماء المتنوعة ، تفكك الحراك وفقد تأثيره، وبات بقدرة دوريتي درك أن تفرق أي مسيرة أو اعتصام بربع ساعة كأكثر حد.
طبعا لا أريد تقييم ما حدث فاغلب المعنيين يعرفون هذا الشيء ، فالحراك سرعان ما رفع شعاراته بأشبه ما يكون تفكيك الدولة، عبر التهجم على الأجهزة الأمنية بأنواعها، وإمام المشهد الذي يحضر في دول الربيع العربي فالمواطن الأردني شعر أن العيش تحت مظلة الفساد أكثر آمنا له من الضياع والدخول بمتاهات مراهقة،والسعي لصناعة المجهول، فظهور شباب متحمسين بشعار (أس أس بتصلح ولا بنكملها ) لم يكن أسلوب للجذب بل للتنفير ، لان تركيبة الأردن لا تتحمل الانقياد إلى المجهول..فترك أي مسيرة حرية رفع أي شعار ،لم يكن نوعا من الديمقراطية بقدر سهولة التفرقة والابتعاد عن الالتزام فليس كل من شارك بحراك أو مسيرة هو سياسي خبير محنك لديه مشروع سياسي واضح الهدف، أو يقدر اثر ما يتحدث به حاليا ومستقبلا.
وكانت ذروة العزلة بان الحراك نفسه سعى إلى تفعيل حراكات المحافظات، وهذا صنع فرقة فكل مواطن بات معنيا بمحافظته، ولكل محافظة خصوصيتها، ومطالبها، ولم يتم التفاعل شعبيا بقدر جهود من قبل تنسيقية الحراك. وضمن الخصوصية الأردنية باتت اغلب ثلاثة محافظات معزولة سياسيا عن حراك المحافظات.
السيطرة الشبابية أيضا أضرت عندما تم مبالغة طريقة الطرح والمبالغة في أن كل عنصر بالحراك يدعي انه حقق الإصلاح ، وسأقف هنا عند موقف شخصي، فلم يتوانى عدة شباب من الحراك عندما كنت أناقشهم، بأنهم يصفوننا كأحزاب أو كتاب بانتا جبنتا لأننا لسنا معهم، ولا يدرون أولئك أن الاعتراض لي على النزول للشارع بل أننا نردك بخلفيتنا السياسية بعض الأشخاص الذين يريدون قيادة المسيرات ، وهنا كيف نصف كجبناء وننحن عبر مئات المقالات والمواقف واجهنا المخابرات والحكومات والبرلمان بكل قوى ولم نكن ننعم في ظل الربيع العربي، وغيره، مثل اليوم حيث تفتح الشوارع ولم تعد أي صفة بطولة تعطى لشخص مهما علت مواقفه أو شعاراته، حتى لو وقف بالشارع وطالب بإسقاط النظام.
على الحراك اليوم أن يراجع أيضا ذاته، وشعاراته، واتهاماته، وألا يسمح لا احد أن يفرد بمسيرة بحرق صورة أو تفريغ رؤية خاصة ، وان يكف عن توجيه التهم لغيره، وان يطالب بعدالة الجميع، لا أن يبحث عن محاصصة سياسية ذاتية، وان يزيل جميع التخوفات، لدى أي فئة بالشارع وان ينهض هو لأنه يعلن حقوق كل مواطن أردني. فالمواطن اليوم محبط من الدولة والحكومات والشخصيات السياسية وحتى من طروحات الحراكات التي لا تجد سوى فاسدين اثنين يرفع اسمهم في السلط ومعان والكرك اذا كانا نريد من الحراك تصفية حسابات شخصية، فهو سيفشل بعد أشهر قليلة وان كان اصلاحيا حقا فليكون شفافا وصريحا، وغير مسير من بعض رموز القمع والفساد السابقة طالما انه شعبي وعفوي .
Omar_shaheen78@yahoo.com