قبل أيام، حدثت خضة في أوساط شعبية ورسمية في المملكة المتحدة، مع نشر خبر عن ربط وفاة الممرضة البريطانية سوزان ماكغوان (58 عاماً) باستخدامها حقن إنقاص الوزن من نوع "مونجارو" [الاسم التجاري لمادة تيرزباتيد]. وإضافة إلى البُعد الإنساني، اهتمّ الرسميون بالخبر لأن الحكومة العمالية وافقت في أواخر تشرين الأول (أكتوبر) المنصرم على تجريم استعمال حقن إنقاص الوزن على نطاق واسع، بهدف محاربة ظاهرة البدانة وما يتصل بها من أمراض مزمنة كالسكري وارتفاع ضغط الدم والتجلطات في القلب والدماغ وغيرها.
وجاءت وفاة الممرضة ماكغوان بمثابة إشارة سلبية حيال ذلك التوجه الحكومي، الذي شمل استثمار نحو 280 مليون جنيه استرليني لدعم انتشار حقن "مونجارو". واستكمالاً، ربطت وفاة الممرضة البريطانية بمعاناتها من اضطرابات شديدة في المعدة والأمعاء.
قبيل ذلك بأيام قليلة، كشفت الممثلة المصرية هند عبد الحليم عن تعرضها لحالة شلل موقت في المعدة بسبب حقن التخسيس التي لجأت إليها. لم تشكّل الممثلة حالة أولى لمشاهير يحذرون من حقن خفض الوزن بسبب الشلل في الأمعاء أو المعدة على إثر اللجوء إليها. فرغم كلّ ما يُقال عن فوائد تلك الحقن في معالجة السكريّ والسمنة بفاعلية مؤكّدة طبياً، يحذّر كثيرون ممن لجأوا إليها من آثارها الجانبية، بناء على تجاربهم الشخصية، وتحديداً بالنسبة إلى حالة الشلل في الأمعاء والمعدة.
أعلنت هند عبد الحليم عبر حسابها على "إنستغرام" عن تعرضها لوعكة صحية بسبب حقن التخسيس. وقالت: "استخدمتها قرابة شهر وأسبوع، ثم شعرت بتعب شديد ودخلت إلى المستشفى". وأضافت أنها تعرضت لشلل موقت في المعدة، ولم تكن قادرة على الأكل والشرب، وشعرت بألم رهيب. كذلك نصحت المتابعين باستشارة الأطباء دوماً قبل اللجوء إلى هذه الحقن، وإجراء الفحوص اللازمة.
وفي وقت سابق، حذَّرتْ الممثلة إلهام شاهين من هذه الحقن أيضاً مشيرةً إلى أنها استفادت منها بالفعل لخفض وزنها إلا أنها أضعفت صحتها. ودعت أيضاً إلى استشارة الأطباء قبل اللجوء إليها.
وسبقت لمشاهير آخرين الإشارة إلى حالة الشلل في المعدة، والتحذير من هذه المشكلة، التي تبدو من ضمن الآثار الجانبية الأساسية لهذه الحقن. في هذا الشأن، أكدت الطبيبة الاختصاصية في أمراض الغدد الصم والسكريّ، الدكتورة كارول سعادة، عدم وجود دراسات أو تجارب حول تسبب حقن مثل "أوزمبيك"، و"ويغوفي"، بآثار جانبية من نوع شلل المعدة الذي يثور النقاش حوله.
من المعلوم أن تلك الحقن معتمدة منذ سنوات عدة علاجات للسكري، وقد أظهرت فاعلية في خفض الوزن بجرعات معينة. وفي الآونة الأخيرة، راج ذلك النوع من الحقن، إضافة إلى "مونجارو"، كعلاجات للبدانة.
وبشكل عام، أظهرت حقن إنقاص الوزن فاعلية في الحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية، مما ساهم في تعزيز رواجها. وقد وصفها العديد من الأطباء لمرضاهم، على مدار سنوات.
في المقابل، تؤكد سعادة أن الدراسات التي تناولت حقن إنقاص الوزن لم تُشِر إلى ترافقها مع تأثير جانبي مماثل لحالة الشلل في المعدة. وتوضح أن هذه الحقن تعمل على تأخير عملية تفريغ المعدة من الطعام، فيشعر من يستخدمها بالامتلاء والشبع لوقت طويل، مما يؤخّر أيضاً الإحساس بالحاجة إلى تناول الطعام، ويساهم في خفض الوزن.
في المقابل، عند وقف هذه الحقن، من المتوقع أن تعود وظائف المعدة إلى طبيعتها، فتعمل بانتظام وبطريقة صحيحة وصحية.
وثمة شرط أساسي تشدّد عليه سعادة، يتمثّل بضرورة اتّباع نظام غذائيّ صحيّ وسليم، بالترافق مع استخدام حقن إنقاص الوزن. وإذا لم يحصل ذلك، فقد تحدث تأثيرات صحية سلبية، وربما عانت المعدة منها.
وبحسب سعادة، المطلوب استعمال حقن إنقاص الوزن مع اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، يشمل تناول 3 وجبات أساسية مع التركيز على الخضر والفاكهة والطهو المنزلي.