تشهد الانتخابات الرئاسية المرتقبة لمصر تغيرات دراميكيه فى خريطة السباق لرئاسة الجمهورية، فدخول السيد عمر سليمان إلى منصة الترشيح بالتزامن مع إخراج المنافس الأبرز(الشيخ حازم صلاح) من السباق الرئاسي بقوة القانون ، بسبب جنسية والدته الأمريكية التي تتعارض مع شروط الترشح ،يدلّ على مخطط أعدّ له بحكمة وبرنامج دقيق لكسب ورقة الترشح للرئاسة المصرية ،بعد قراءة أوراق المرشحين الذين يتمتعون بوزن جماهيري في الشارع المصري ، وما الحكم الصادر من محكمة القضاء الإداري في مصر بحرمان الدكتور أيمن نور، وتشتت أصوات الاشتراكيين بين المرشح الاشتراكي حمدين صباحى و الاشتراكي أبو العز الحريرى ، ما هو الاّ دليل على قراءة دقيقة ومسبقة للمرشح سليمان وأنصاره.
تراجع الإخوان المسلمين عن قرارهم السابق بعدم الترشح على الرئاسة المصرية وترشيحهم للمهندس الشاطر لم يكن قرارا عشوائيا ، بل كان تكتيكيا ، يكشف عن تحالف سياسي مع المجلس العسكري ، بدليل أن السيد عمر سليمان كان أول من دعا الإخوان للجلوس على مائدة المفاوضات أيام الثورة الأولى فسارعوا للتفاوض والاتفاق ، أوأن يكون هدف الأخوان من ترشيحهم للرئاسة إضعاف فرصة فوز المرشحين الإسلاميين من خارج جماعة الأخوان ، لتبقى حركة الإخوان الأقوى إسلاميا على الساحة المصرية ، من خلال ضمان تصويت أعضاء الجماعة وأنصارهم لمرشح الأخوان فقط ، وبذلك سوف يتم تقسيم الأصوات الإسلامية وتفتيتها بين المرشحين الإسلاميين الذين يتمتعون بشعبية مقبولة لدى غالبية الشعب المصري، فوجود الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح والمفكر الإسلامي الدكتور العوا ، ودخول الداعية الإسلامي الدكتور صفوت الحجازي سباق التنافس الرئاسي عن الجماعة الإسلامية، يؤكد تفتيت الأصوات الإسلامية وهذا يصبّ لصالح اللواء عمر سليمان ويعزز فرصته للظفر بمقعد الرئاسة ، خصوصا أن السيد عمر سليمان يتمتع بنفوذ داخلي ربما يجعله المرشح الأوفر حظا فى الانتخابات التي ستجرى في مايو المقبل، فهو شخصية تحظى بالاحترام لدى شريحة واسعة من المصريين لما يتمتع به من الهدوء والانضباط والحزم ، فكلامه موزون ويتمع بحضور قوي ويتصرف بطريقة رئاسية ، فقد خبره الشعب المصري في المرحلة الأخيرة عندما تقلّد مناصب سياسية أكثر منها عسكرية (استخبارتية)، وأصبح يشارك في نشاطات اجتماعية وخدمية ، وتعليمية على مستوى الدولة المصرية ، إضافة إلى ذلك فاللواء عمر سيحظى بمساندة ودعم المجلس العسكري الذي يرى فى سليمان أنه جزء من كيانهم ،وبوجوده كرئيس دولة لمصر سوف يكون لهم وضع خاص وينعكس إيجابا على المؤسسة العسكرية بشكل عام ، ناهيك أن السيد اللواء عمر سليمان سوف يحظى بدعم خفي من أعضاء الحزب الحاكم المنحل وأنصاره، وطبقة رجال الأعمال والصناعة والسياحة لأنهم يروون فيه استقرارا لمصر ، ولا ننسى فرصة حصوله على دعم الإخوة الأقباط ،فهم يرون فيه طوق النجاة للخلاص من سيطرة الإسلاميين على مفاصل الدولة المصرية .
القبول الدولي والإقليمي والعربي ، هي أهم الأوراق التي يتمتع بها السيد اللواء عمر سليمان ، فهو يحظى بقبول دولي وتحديدا الأمريكي ، فهو يتمتع بعلاقات قوية مع الإدارة الأمريكية وقبولا اسرائليا ، فإسرائيل تعتبره شخصاً براغماتياً من الناحية السياسية وعنصراً إيجابياً في الشرق الأوسط من خلال تعاملها السابق معه، فقد كان قادرا ببراعته على التعامل مع ملفات شائكة ، وتفكيك أزمات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل من جهة وبين حماس والسلطة وإسرائيل من جهة أخرى، فقد أثبت للجميع أنه رجل دولة بامتياز ، فأمريكا وإسرائيل ستجد فى السيد عمر سليمان الرئيس الذي يحافظ على مصالحهم المعرضة للخطر بعدما تأكدت سيطرة الأخوان على مجلس النواب وتشكيل الحكومة المصرية القادمة .
لم تنتهي حلقة الترشيحات والانسحابات بعد ، فسنشهد في الأيام القادمة انسحابات تصب لصالح السيد عمر سليمان وربما ترشيحات من قيادات عسكرية سابقة تخلط الأوراق وتؤثر سلبا على السيد سليمان، وفي المقابل انسحابات لصالح مرشح الإخوان ، ويبقى تقديرنا مجرد تحليل قابل للنقد ويحتمل الخطأ والصواب ، ما يهمنا حقيقة استقرار الشقيقة الكبرى مصر العظيمة بتاريخها ووزنها الجيوسياسي والاقتصادي والعسكري ، وعودتها لتأخذ دورها العربي والإقليمي والدولي ، فقوتها قوة للعرب .
اللهم أحفظ الشعوب العربية من كيد الحاقدين ...اللهم أآمين
msoklah@yahoo.com