كشفت دراسة حديثة أجرتها مراكز الأبحاث، "Imdea Networks" و"Imdea Software" و"جامعة كارلوس الثالث"، أن التفاعل بين الأجهزة الذكية وتطبيقات الهاتف المحمول ينطوي على مخاطر أمنية وخصوصية كبيرة.
وأظهرت الدراسة أن هذه الأجهزة يمكنها مشاركة عناوين "MAC" والأرقام التسلسلية وأسماء شبكات "SSID"، وإنشاء ملف تعريف رقمي للبيئة المنزلية يمكن استخدامه لأغراض المراقبة.
تطوير البرمجيات
ووفقًا لديفيد تشوفنيس، الأستاذ في جامعة نورث إيسترن والمؤلف المشارك للدراسة، فإن هذا الوضع يمثل انتهاكًا للخصوصية، "نقاط الضعف هذه تعطي المهاجمين فكرة واضحة عما يوجد في منزلك، ومن هو هناك، وأيضا كيف يتحركون ومتى".
كما أوضحت الدراسة بالتفصيل كيف يمكن لبعض الأجهزة والتطبيقات أن تعمل كمراقبين غير مرئيين، حيث يمكن لتطبيق الهاتف المحمول الذي يكتشف عدد الأجهزة المتصلة ومُعرفاتها أن يستنتج مستوى الحركة في المنزل ومن يزوره، دون الحاجة إلى استخدام وظائف الموقع مثل نظام تحديد المواقع العالمي "GPS".
وبعيدًا عن الحركة داخل المنزل، اكتشف الباحثون كيف يمكن إرسال بعض البيانات التي تم جمعها بواسطة الأجهزة إلى خوادم بعيدة، حيث يمكن لتطبيقات الطرف الثالث وحزم تطوير البرمجيات "SDK" استخراج هذه المعلومات لإنشاء ملفات تعريف مفصلة للمنازل.
وهي ممارسة يمكن استخدامها للمراقبة التجارية والتتبع عبر الأجهزة. حيث أن هذه المعلومات تغذي شبكة غامضة تجمع البيانات، والتي من المحتمل أن تحدد تفاصيل مثل عادات السكان وهياكلهم الاجتماعية.
حماية المستهلكين
وحذر نارسيو فالينا رودريغيز، الباحث في شركة "Imdea Networks"، من خطر أن هذا التعرض غير المنضبط للمعلومات يسمح لشركات الإعلان أو تطبيقات التجسس ببناء خريطة رقمية للأنشطة في المنزل.
كما يمكن لهذا النوع من الملفات الشخصية التعرف على شاغلي المنزل، وتحديد وقت مغادرتهم وعودتهم، والكشف عن الأجهزة التي يمتلكونها، وهي تفاصيل يمكن استغلالها من قبل جهات ضارة.
ولفت لفالينا رودريغيز، إلى أنه يتم تنفيذ العديد من هذه الممارسات دون موافقة صريحة من المستخدمين، وفي بعض الأحيان، دون احترام اللوائح مثل اللائحة العامة لحماية البيانات "GDPR" للاتحاد الأوروبي.
ما سبق يثير تساؤلات حول قدرة القوانين الحالية على حماية المستهلكين في سياق تتقدم فيه التكنولوجيا بشكل متسارع.