أخبار البلد -
أكثر من 90% من الشعب الأردني غير منظم ولم يكن له سابقة بالانتماء لأي حزب كان وليس لديه خبرة الوزراء والأعيان والنواب والمستشارين والنقابيين والاعلامين وليست لديه الخبرة الكافية لتحليل الأمور وتحديد المواقف ، ان فقدان الإعلام الرسمي للمصداقية خلال العقود الماضية أدى الى زيادة قلق المواطن وتحديدا في هذه الظروف الغير طبيعية التي يمر فيها الوطن العربي بشكل عام والأردن بشكل خاص فبعضنا لا يعرف هل هو ربيع ام فجور ام عهر عربي فنحن نثق بأي شيء أكثر مما نثق بالإعلام الرسمي لدرجة ان الكثير منا عندما يسمع عن تصريح او تحليل للإعلام الرسمي أول ما يتبادر لذهنه ان ما يحصل العكس تماما مما أدى إلى زحمة كبيرة في المواقع الإخبارية الالكترونية الخاصة التي يزورها مئات آلاف من المواطنين خلال كل ساعة وبسبب شعور المواقع بقوتها الذاتية ورغم محاولات الحكومة بتهميش هذه المواقع إلا أنها استحوذت على العدد الأكبر من الزوار والقراء لا بل أنها استقطبت الكثير من الكتاب الهاويين الذين وجدوا لهم منبر لكي يدلوا بدلوهم ضمن مساحة مقبولة وأصبحوا ينافسون كبار الكتاب ممن لهم عشاق ومتابعين وبالتالي بدأت بعض هذه المواقع باستغلال زوارها والتشويش على افكارهم ولإثارة الفوضى في المعلومات التي تقدم للناس ، الغريب في الأمر والذي بدأت به عنوان مقالي ان الدولة تائهة فهي تفقد كل شيء وبسرعة ولم يعد يصدقها احد والمواطن عطش للمعلومة ليروي بها حيرته وقلقه فالمنطقة تلتهب ونحن لسنا بمنئي عن أدخنة هذه النيران التي تأتينا من كل جانب وزير إعلامنا يجد في صفحته على الفيسبوك تفاعل وردود ومساحة اكثر مما يجده في مكتبه في الوزارة الذي يخوله لإدارة كل كبيرة وصغيرة في الإعلام الرسمي ...فقد خصص حزء من وقته لصفحته الشخصية على الموقع الاجتماعي فيسبوك واذا تحدثت عن بعض المسئولين ومنهم سفراء ووزراء عاملين ومتقاعدين تجد ان التواصل معهم عبر المواقع الاجتماعية أسرع وأسهل وبدون أي بيروقراطية تذكر ترى هل تخبط المواطن وحيرته وعدم فهمه بما يدور حوله لصالح الحكومة وهي موافقة على جهلنا وحيرتنا باتخاذ المواقف .. ام انهم يعتبرون ان المواطن ليس له الحق في التعبير ولا في اتخاذ المواقف وعليه ان ينتظر امام شاشة التلفاز ليشاهد نشرة الاخبار او يتابع معالي محمد نوح القضاة وزير الشباب في برنامجه التلفزيوني الاسبوعي ليعظنا عن الحرام و الحلال والمباج والمكروه .. هل هذا ما هو مطلوب من المواطن الاردني .
يجب على الحكومة ان تخرج المواطن من مازقة ولا تشعره أنها تائهة او عاجزة عن توعية مواطنها وليس دور الحكومة فقط في التعينات ومكافحة الفساد واصدار القوانين وضمان تنفيذها بل يجب عليها ان تحميه من شر نفسه فان كل ما ينشر وكل ما يبث حول سوء إدارة الدولة والفساد والترهل جعل المواطن المكافح المنتمي للأرض وللشعب وللنظام يتوه ولا يعرف اين يجب ان يكون ، ان ضعف إعلام الدولة وانطلاقة الإعلام الخاص في الفضاء بقوة وسرعة ادى الى تحول في مكان المعلومة فلم تعد وسيلة الإعلام الرسمية ذات فعالية والإعلام الخاص جزء منه بزنس ، فماذا يفعل المواطن ومن أين يأخذ معلوماته وحقيقة القادم .قد يقول البعض على المواطن ان يبقى صامتا متفرجا ولا يتدخل فيما لا يعنية وليترك السياسة لاهلها اقول لن يقبل المواطن الاردني بعد اليوم بهذا الدور ويريد ان يعرف كل شيء ويرسم كل شيء لان الشعب هو مصدر السلطات وهو من يفوض من يتحمل المسئولية عنه ومن حقه ان يحاسب كل من قصر في واجبه .