الرمز المعكوس في الكرش المحروس

الرمز المعكوس في الكرش المحروس
أخبار البلد -  
بلا أي فخر، أو ذرة اعتزاز ، فقد شهدت دزينة السنوات المنصرمة من هذا القرن انضمامي المؤزر الى فئة أصحاب الكروش العرب، الذين يصلون الى 45مليون كرش عربي عدًا ونقدا، من بين نصف مليار متكرش في العالم أجمع، وبذلك تكون عشيرتي أكبر وأثقل عشيرة وعزوة في العالم العربي .

ولعل الفضل الأول في هذا التكرش اللاإرادي يعود الى أني عملت سابقا، في موقع إلكتروني عربي مسؤولا عن الكتابات الساخرة؛ ما أقعدني طريح الكرسي أمام شاشة الكمبيوتر للعديد من الساعات يوميا، فبدأت بتخزين المواد الأولية اللازمة لتصنيع الكرش.وقد تركت العمل هناك بعد عام تقريبا ، لكن الكرش استمر في النمو واكتساب حيز أكبر في هذا العالم.

وما تزال الكتابات الأدبية تحت تأثير القصور الذاتي، وتعتبر الكرش رمزا للاستغلال والجشع والثراء الفاحش، مع أن هذه الترميزات قد اختلفت، لا بل انعكست مع بداية تشكل كرشي المبجل الفائق الاحترام والاحتراف، الذي يمكن اعتباره بداية النهاية لانعكاس الرمز، وهذا ما اتمنى أن يتنبه له كتاب القصة القصيرة والرواية الجدد، ناهيك عن رسامي الكريكاتير ومن لف لفهم.

انعكاس الرمز، عبارة معقدة وثقيلة على الكتابة الساخرة، ولا أعرف اذا كانت مستخدمة نقديا فقد ابتكرتها للتو، لكنها واقعية تماما، إذ أن المستغلين والجشعين والأثرياء في عالم هذا القرن، صاروا يمارسون الرياضة ويلتزمون بالحميات، ويتعاطون الأدوية والأعشاب التي تحافظ على رشاقتهم، وهكذا حافظوا على صفاتهم المتوحشة، لكنهم تخلصوا من الكرش نهائيا، وما عاد الكرش ينفع كترميز لهم.

أما الفئات ذات الدخل المحدود- مثل حكايتي- فإنها حافظت مرغمة على تكرشها، لأنها لا تمتلك الوقت ولا المال للتخلص من الكرش وملحقاته، فهي دوما منهمكة في الركض وراء رغيف الخبز المستدير كالعجلة ، الراكض أمامها أو كالعجل المصاب بجنون البقر.

لذلك أقنعنا انفسنا، نحن المتكرشين أدناه،بأننا نحتل حيزا أكبر ونسهم في تحرير العالم من المستغلين الحقيقيين، ذوي القامات الممشوقة والكروش المحروقة. إضافة الى أننا نعشق الفكاهة والضحك، ولا نحمل الأشياء على محمل الجد، الا على طاولات الطعام، وهذا حق طبيعي لنا، لن نفرط فيه، رضي من رضي، وغضب من غضب.

وعلى ذكر الطعام، فإن أراذل الطعام هي التي تؤسس للكرش وليس أطايبه، والإفراط في تعاطي النشويات ، مثل الفول والخبز والعدس، تؤدي الى ترهل الكرش، وليس أكل اللحم والمرتديلات والدجاج والسمك. ونظرة احصائية عادلة الى نسبة المتكرشين في العالم العربي، ستكتشف أن اكثر اصحاب الكروش يتركزون في المناطق الأكثر فقرا.

صحيح أنك لا تفرق بيننا – من بعيد- وبين أنبوبة الغاز، وصحيح أننا نعاني ونلهث تعبا ونحن نمشي، وأننا نجد صعوبات جمة في ركوب السيارة، وصعوبات في النزول منها، وصحيح أننا نحرج انفسنا ونحن نرى ونسمع أزرار القمصان والدشاديش وهي تتطاير من أمامنا عند الضغط المفاجئ...وصحيح وصحيح وصحيح.

إلا أن كل هذا لن يردعنا، فنحن العشيرة الأكبر، بينما انتم الذين لم تمنحكم الطبيعة نعمة التكرش، تتقافزون مثل الكناغر وتتناطحون وتتحاربون وتقتلون بعضكم بعضا . هل شاهدتم عسكريا متكرشا، أو إرهابيا بالغ السمنة، أو نشالا يتدلى كرشه أمامه ..لا..وألف لا؟؟؟

يحتاج القتال والذبح والقتل، وتحتاج السرقة والنشل والخيانة، الى خفة الحركة التي نفتقدها، لذلك فإننا من المحصنين ضد هذه الممارسات التي تسيء الى إنسانية الإنسان، نحن كائنات متدحرجة مرحة لطيفة.

معا من أجل كروش أكبر واثقل!!
 
شريط الأخبار غرفتا صناعة وتجارة الأردن وعمّان تمددان فترة استقبال طلبات برنامج ترويج الصادرات توقعات بالتخليص على 12 ألف مركبة كهربائية حتى نهاية 2024 الملك يستمع إلى ردي مجلسي الأعيان والنواب على خطاب العرش "التجمعات الاستثمارية المتخصصة" تعيد تشكيل (5) لجان منبثقة عن مجلس إدارتها .. أسماء مفتي المملكة: تحريم استخدام وصناعة وبيع نبتة الدخان 242 مليون دينار لتثبيت سعر الخبز ودعم أسطوانة الغاز في 2025 الكرك الأقل.. تعرفوا على موازنة المحافظات الأردنية الحكومة تخصص 3.5 مليون دينار للتنقيب عن النفط في الأردن العام المقبل خطة شاملة لتعزيز فرص العمل وتحسين المهنة في جمعية المحاسبين القانونيين .. ورحال: سنبذل كل جهدنا ارتفاع عوائد الحكومة من مطار الملكة علياء 30 مليون دينار عجز بأكثر من 2 مليار دينار في مشروع قانون الموازنة العامة للسنة المالية 2025 63.4 مليون دينار موازنة رئاسة الوزراء في 2025.. ورصد 2 مليون لدراسات المدينة الجديدة المياه: ضبط اعتداءات كبيرة على نبع وادي السير وزير العمل يوضح بشأن تصويب أوضاع العمالة المخالفة الملخص اليومي لحركة تداول الاسهم ف بورصة عمان لجلسة يوم الاثنين ... تفاصيل مشروع قانون الموازنة الأردنية لسنة 2025 - رابط في سابقة .. مجلس النواب يختار أعضاء لجانه كافة بالتوافق أردني يطلق النار على طليقته في الشونة الشمالية الصفدي من روما: غزة أصبحت مقبرة كبيرة للأطفال والقيم الإنسانية الطاقة وشركة صينية توقعان مذكرة تفاهم لإنتاج الهيدروجين الأخضر