أعلنت السلطات الأمنية الألمانية توقيف المؤثر السلفي على منصة "تيك توك" دهران أ، البالغ من العمر 33 عامًا والذي يحمل اسمًا مستعارًا عبد الحميد، المقيم في دوسلدورف.
أوهم دهران متابعي حساباته على منصات التواصل الاجتماعي بأنه رجل دين ويجمع التبرعات للحجاج إلى مكة. ولكن يبدو أن الأمر كله كان مجرد عمليات نصب واحتيال، إذ يقال إنه استخدم أموال أتباعه ومتابعيه لتمويل نمط حياة بالغ الفخامة، وفقًا لما نشرته صحيفة "بيلد" الألمانية.
ويقوم مكتب المدعي العام في دوسلدورف (شمال الراين - وستفاليا) بالتحقيق معه بتهمة النصب والاحتيال التجاري. عند إلقاء رجال الشرطة الألمانية القبض على دهران في الصباح الباكر يوم الأربعاء، عُثر بحوزته على خمس ساعات رولكس و2000 يورو نقدًا وسيارة مرسيدس AMG.
وأفادت سلطات التحقيق أن التبرعات التي قام دهران بجمعها بلغت 353,575.40 يورو، مشيرة إلى أن الداعية النصاب الذي يحمل الجنسية الألمانية والمقدونية الشمالية وله أصول مغربية قام بإنفاق نحو 5000 يورو فقط لأغراض خيرية واحتفظ لنفسه بباقي أموال التبرعات للإنفاق على حياته المرفهة.
يتابع دهران نحو 217000 متابع على منصة إنستغرام، ودأب على دعوة متابعيه إلى التبرع منذ عام 2021 لأغراض متعددة، من بينها على سبيل المثال للأطفال الأيتام أو لبناء المساجد أو إطعام المسلمين الفقراء الذين يؤدون فريضة الحج.
حققت مقاطع الفيديو الخاصة بالداعية النصاب دهران، أو عبد الحميد كما يسمي نفسه، على "تيك توك" 15 مليون "إعجاب". وعرف عنه أنه يظهر بشكل يجمع بين الدعوة الإسلامية وأسلوب "راب العصابات"، مرتديا قبعة "البيسبول"، أثناء تقديم خطبه المطولة حول قضايا دينية تتعلق بيوم القيامة والحساب في الآخرة.
أظهرت التحقيقات تورط زوجة عبد الحميد وشقيقته في النصب والاحتيال باسم أعمال الخير ونصرة الإسلام. كما تم تفتيش شقة شاهد في القضية، والتزم المتهمون الصمت حيال التهم الموجهة إليهم.
وأصدرت السلطات الألمانية مذكرة توقيف بحق عبد الحميد منذ فترة، وتتابع الشرطة الجنائية في دوسلدورف التحقيق معه منذ مدة في إطار عمليات نصب مشابهة، بحيث يواجه الداعية "المتأسلم" احتمال السجن لمدة تتراوح بين عام و10 سنوات في حال إدانته بتهم الاحتيال.
وأفادت سلطات التحقيق الألمانية أن قرار الاعتقال صدر بعد رصد معلومات أن التيك توكر "النصاب يعتزم الهرب إلى إحدى الدول العربية، وتم احتجازه بدعوى خطر احتمال الفرار والعودة إلى الجريمة.
كما يتم التحقيق مع شقيقة عبد الرحمن وخطيبته، التي من المفترض أن يتزوجها وفقا للشريعة الإسلامية، علما بأنه سبق له الزواج والطلاق مرتين.