لبنان... محنة الجغرافيا وغضب التاريخ

لبنان... محنة الجغرافيا وغضب التاريخ
جمال الكشكي
أخبار البلد -  

منذ استقلاله عام 1946، لم يهنأ لبنان بالاستقرار، فمن عقد إلى آخر يواجه، إما صراعاً على السلطة، وإما حرباً أهلية لها امتدادات في المحيطين الأقرب والأبعد. الملاعب لبنانية واللاعبون غير لبنانيين.

 

فالحرب الإسرائيلية الدائرة الآن على جنوب لبنان تتسم بطابع الإبادة الجماعية، وقد واجه لبنان مثل هذه الإبادات 8 عقود متواصلة، ولا يمر عقد من دون أن يكون هناك انشغال عالمي وإقليمي بما يجري في لبنان.

يتنوع اللاعبون على المسرح اللبناني ما بين دول أوروبية، وإقليمية، فبحكم التاريخ هناك نفوذ لفرنسا، البلد المستعمر القديم للبنان، والآن هناك نفوذ آخر لإيران، وما بين هذين النفوذين، يوجد نفوذ الولايات المتحدة الأميركية المستمر والطاغي، وهناك نفوذ بعض دول الإقليم العربي.

الحسابات معقدة بين جميع هذه الأطراف، فكل طرف له مصالحه الاستراتيجية التي يرى أن التدخل في لبنان، يحقق بعضها أو كلها.

أما الشعب اللبناني صاحب الملاعب نفسها، فيجد نفسه مشتتاً بين المنافي العالمية أو الموت جراء حروب عبثية لم يخترها، ولم يشأ خوضها من الأساس، إنما فُرضت عليه نتيجة صراع الحسابات، وسباق التوازنات، بين قوى متعارضة لا تتفق بالضرورة مع أحلام الشعب اللبناني في الاستقرار، والبحث عن بناء دولة وطنية ذات مؤسسات غير طائفية.

إسرائيل تدرك مغزى ومعنى التركيبة اللبنانية، وتعقيداتها الإقليمية والعالمية، ولذا فإنها تستغل هذه التعقيدات، وتتخذ من لبنان ورقة للمقايضة، وتوسيع نفوذها، بل إنها تخطط لأن تكون القوة الكبرى التي تقود الشرق الأوسط، من خلال استغلالها للبنان وهو على هذه الوضعية، وتعتقد أنه بوابة العبور إلى بنك الأهداف الإسرائيلية.

إن المأساة تكمن منذ البداية في التعايش مع الطائفية وقوننتها، وكأنها قدر محتوم لا فكاك منه، وقد جاءت الفرصة أكثر من مرة لينتقل فيها لبنان من مربع الساحة إلى مربع الدولة الوطنية ذات المؤسسات، بعيداً عن المحاصصة، وكل اللبنانيين على مختلف آرائهم السياسية ينتظرون ذلك اليوم بفارغ الصبر، لكي يكتبوا دستوراً يليق بحضارة لبنان ذات التنوع الثقافي الذي ترك بصماته على كل حواضر العالم، ويليق أيضاً بمبدعيها ومفكريها وفنانيها الذين عبروا الحدود بإبداعاتهم العظيمة، فالخروج من مضيق الطائفية والحسابات المعقدة للاعبين غير اللبنانيين بات معبراً إلزامياً لإنقاذ لبنان الدولة، وجوداً، وشعباً، ومستقبلاً.

إنك لا تنزل النهر مرتين، كما قال ذات مرة الفيلسوف اليوناني الشهير هيراقليطس، بينما لبنان ينزل النهر مرة بعد الأخرى، مرة بعد استقلاله بقليل عندما تصادمت الطائفيات من أجل السلطة وتقسيم النفوذ، ومرة عندما تم الاستقطاب للسياسة اللبنانية، خلال الستينات وصولاً إلى اتفاق القاهرة عام 1969، ما غيَّر المعادلات على الأراضي اللبنانية، ثم كانت الطامة الكبرى باندلاع الحرب الأهلية عام 1975، التي تسببت في تهجير ثلاثة أرباع السكان، وجعلت من لبنان مركزاً لتصفية الحسابات بين الدول والأقاليم الأجنبية، وتخلل هذه الحرب، تدخُّل إسرائيلي في الجنوب اللبناني عام 1978، ثم احتلال العاصمة بيروت عام 1982، وصولاً إلى احتلال إسرائيل شريطاً في الجنوب اللبناني، وتكوين ميليشيا تحت مسمى جيش الرائد اللبناني والمنشق سعد حداد، الذي ورثه أنطوان لحد، ذلك الجيش تم حله وهربت عناصره من الجنوب مع انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية عام 2000، تحت ضربات المقاومة الوطنية اللبنانية، وتم الاعتراف بالحدود الدولية بالقرار 1701، الذي أصدرته الأمم المتحدة فيما بعد حرب يوليو (تموز) عام 2006، لكن لبنان لا يزال يطالب بمزارع شبعا وتلال كفرشوبا كأرض لبنانية، تحتلها إسرائيل.

لا شك أننا نقف أمام محطات لبنان الدموية المستمرة بشيء من التأمل العميق، فما يحدث الآن هو استدعاء لأحداث متشابهة، وكأنه لا مفر منها، رغم أن لبنان الحضاري والمثقف لا بد أن ينفض هذا الغبار المتراكم طبقات، ويتخلص من محنة الجغرافيا، وغضب التاريخ، ويدخل في مسار بناء دولة وطنية ذات مؤسسات راسخة بعيداً عن الحسابات المعقدة التي وُلد بعضها من رحم مفاهيم المحاصصة التي باتت عبئاً يدفع ثمنه الشعب اللبناني.

إن إسرائيل، بما ترتكبه الآن من مجازر وإبادات جماعية تنتهك القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وتعتقد أن استخدام القوة والنار سيُخضع المنطقة والإقليم، ويجعل منها القوة القائدة قهرياً للشرق الأوسط، وهو وهم وزيف وخداع.

شريط الأخبار أسوأ سيناريو للأردن: كمين بعنوان «تقليص الضفة والضم معاً» وإنهاء حرب غزة مقابل «مغادرة السلطة» "الاسواق الحرة" تقرر عدم التجديد للرئيس التنفيذي المجالي بورصة عمان في أسبوع ...بالأرقام والنسب والإعداد والقطاعات واكثر الأسهم ارتفاعا وانخفاضا الولايات المتحدة.. رجل يقتل زوجته ويقطعها قبل إلقائها في القمامة هيئات وطنية وثقافية أردنية تطالب بالإفراج عن الإعلامي محمد فرج لماذا يستهدف ترامب الجالية الصومالية في أميركا؟ أسرار”هندية” مع الأردن: “مودي” إصطحب معه “أهم 30 شخصية في قطاع الأعمال”.. الملك حضر فعاليتين معه.. وولي العهد قاد “سيارة الوداع” قبول استقالة 642 عضوًا من الهيئة العامة التأسيسية للحزب المدني الديمقراطي يكشف أزمة أعمق من شأن تنظيمي انطلاق ورشة عمل لمراجعة الخطة الاستراتيجية لوزارة الأوقاف للأعوام 2026–2030 بدون فواتير كهرباء.. منزل يعمل بالكامل بـ650 بطارية لابتوب مستعملة تناول الطعام ليلاً.. هكذا يضر بصحتك الأرصاد تكشف تفاصيل الحالة الجوية خلال الأسبوع المقبل وفيات الأردن اليوم السبت 20-12-2025 العثور على جثة شخص مفقود بمنطقة اللجون في الكرك كييف تنقل معركة المسيرات إلى البحر المتوسط وتستهدف ناقلة للنفط الروسي إعلان أمريكي مرتقب بشأن "الإخوان المسلمين" الأرصاد: طقس بارد نسبيا وتحذيرات من الضباب والصقيع خلال الأيام المقبلة الشرق الأوسط للتأمين راعٍ ذهبي للمعرض والمؤتمر الأردني الدولي للشحن والتخليص والخدمات اللوجستية وتشارك بخبرتها الريادية في التأمين البحري لجنة التأمين البحري في الاتحاد الأردني لشركات التامين تشارك في مؤتمر ومعرض JIFEX 2025 في العقبة مذكرة احتجاج بشأن الأداء التحكيمي في مباراة الأردن والمغرب