يبدوا أن الحكومة وقعت بما تحذر، وتورطت بدخول معركة خسائرها اكبر بكثير من مغانمها، ففي الفترة التي رأت بها أن اعتقال مجموعة من الشباب النشطين في الحراكات الشعبية بتهمة إطالة اللسان سيعمل على تقليص المشاركة في الحراكات الشعبية، وسيجعل من الأهالي مصدر مُعين للحكومة بقيامهم بالحد من مشاركة أبنائهم في فعاليات الحراكات الشعبية المختلفة، خوفا عليهم من الوقوع في قبضة الأجهزة الأمنية، ثم الزج بهم في السجن نتيجة إطلاق شعارات ومطالب كانت في الزمن السابق تعد من الكلام السياسي المحرم الذي يذهب قائله وراء الشمس، ولا يعلم عنه خبر طيلة فترة التحقيق وحتى تشافيه من أثار التعذيب، ثم يُكتشف بعد ذلك انه بضيافة احد الأجهزة الأمنية، ويقدم للمحاكمة ويقبع في السجن.
إلا إن تجربة الحكومة باعتقال شباب الطفيلة جعل من أحرار الطفيلة أن يسمعوا الحكومة ما تكره أن تسمعه، واخذوا يهزجون ويرقصون ويدبكون أمام ناظريها ويسمعوا من ورائهم كل العالم ما يريدون أن يقولوه، فالهيبة والخطوط الحمراء لم تعد تعني لهم شيء، وشعارات الفداء أصبحنا نسمع أنها كذبة، والولاء أصبح الناس منه براء، ولم يعد من يقود مسيرة ولاء لمناكفة مسيرة الإصلاح التي يقودها أبناء الطفيلة، وحتى الحركات الإصلاحية الأخرى بدأت تتضامن مع معتقلي الطفيلة، ومع أحرار الطفيلة، وأصبح خطاب أحرار الطفيلة يطغى على خطاب الحكومة ومؤسساتها الأمنية، فالقوة الأمنية التي تملكها الحكومة تواجهها قوة شعبية كل يوم تزيد أعدادها وترتفع مطالبها.
واليوم نرى أن كل أدوات الدولة أصبحت عبئا عليها، فمجلس النواب الذي يعتبر من أهم أدوات الدولة وأملاكها فعليا، وان كان بالاسم وإعلاميا يقرر باسم الشعب، تستثمره الحكومة لتمرير القوانين وتستير الفضائح، وبالمقابل يقبض الثمن امتيازات حتى الموت، أما الإعلام الرسمي فحاله حال يزري ويذكر بهالة المصراطي، ففي ظل الاتصال الحديث لم يعد من أراد أن يسمع كلام أم مجدي القبالين، أو كلام أم سائد العوران، أو يشاهد دبكة الفساد على باب الجويدة، أو أمام هيئة مكافحة الفساد، أو أمام مجلس النواب، أن يفكر بمتابعة التلفزيون الأردني، فاليوتيوب موجود وبلا قيود، وهو من يسجل التاريخ بالصوت والصورة، وبعده تأتي الحكومة وتقول هيبة وخطوط حمراء.
دولة الرئيس آن الأوان للجراحة الكبرى، فإما أن يُستأصل الورم الخبيث، وإما أن نفقد كل شيء، وآن الأوان لأن يسند الآمر لأهله، كفانا فساد كفانا فوضى كفانا مكافآت على حساب الوطن لأشخاص تفننوا بخراب البلد، كفانا تخاذل عن نداء الإصلاح، فالإصلاح قادم شاء من شاء و رغم أنف من أبى، فأنت اليوم صاحب الولاية العامة التي ألزمك بها الدستور، ولا تخرج من الوزارة وتقول بعدها كنت دمية بيد الأجهزة الأمنية ويد أعلى من يدي وكنت رئيس بالاسم، فأنت أول المعنيين بتنفيذ رؤية الإصلاح، وفي الفترة التي ترى انك لا تدري ماذا يجب عليك أن تفعل، ارحل إلى لاهاي، ودع غيرك يأتي عسى أن يحسن صنع شيء ينقذ البلاد من الدخول في دوامة الصراع الشعبي والأمني، لأن الحكومات إذا اخترقت شعوبها الخطوط الحمراء التي تحصن نفسها بها، ستلجأ لقمع الشعب بالحديد والنار لتخلد على كراسي السلطة ووراثة العز، ولنا بمن سبقنا عبرة فالشعوب الثائرة لا تتراجع والحكومات لا تخلد.
kayedrkibat@gmail.com
إلا إن تجربة الحكومة باعتقال شباب الطفيلة جعل من أحرار الطفيلة أن يسمعوا الحكومة ما تكره أن تسمعه، واخذوا يهزجون ويرقصون ويدبكون أمام ناظريها ويسمعوا من ورائهم كل العالم ما يريدون أن يقولوه، فالهيبة والخطوط الحمراء لم تعد تعني لهم شيء، وشعارات الفداء أصبحنا نسمع أنها كذبة، والولاء أصبح الناس منه براء، ولم يعد من يقود مسيرة ولاء لمناكفة مسيرة الإصلاح التي يقودها أبناء الطفيلة، وحتى الحركات الإصلاحية الأخرى بدأت تتضامن مع معتقلي الطفيلة، ومع أحرار الطفيلة، وأصبح خطاب أحرار الطفيلة يطغى على خطاب الحكومة ومؤسساتها الأمنية، فالقوة الأمنية التي تملكها الحكومة تواجهها قوة شعبية كل يوم تزيد أعدادها وترتفع مطالبها.
واليوم نرى أن كل أدوات الدولة أصبحت عبئا عليها، فمجلس النواب الذي يعتبر من أهم أدوات الدولة وأملاكها فعليا، وان كان بالاسم وإعلاميا يقرر باسم الشعب، تستثمره الحكومة لتمرير القوانين وتستير الفضائح، وبالمقابل يقبض الثمن امتيازات حتى الموت، أما الإعلام الرسمي فحاله حال يزري ويذكر بهالة المصراطي، ففي ظل الاتصال الحديث لم يعد من أراد أن يسمع كلام أم مجدي القبالين، أو كلام أم سائد العوران، أو يشاهد دبكة الفساد على باب الجويدة، أو أمام هيئة مكافحة الفساد، أو أمام مجلس النواب، أن يفكر بمتابعة التلفزيون الأردني، فاليوتيوب موجود وبلا قيود، وهو من يسجل التاريخ بالصوت والصورة، وبعده تأتي الحكومة وتقول هيبة وخطوط حمراء.
دولة الرئيس آن الأوان للجراحة الكبرى، فإما أن يُستأصل الورم الخبيث، وإما أن نفقد كل شيء، وآن الأوان لأن يسند الآمر لأهله، كفانا فساد كفانا فوضى كفانا مكافآت على حساب الوطن لأشخاص تفننوا بخراب البلد، كفانا تخاذل عن نداء الإصلاح، فالإصلاح قادم شاء من شاء و رغم أنف من أبى، فأنت اليوم صاحب الولاية العامة التي ألزمك بها الدستور، ولا تخرج من الوزارة وتقول بعدها كنت دمية بيد الأجهزة الأمنية ويد أعلى من يدي وكنت رئيس بالاسم، فأنت أول المعنيين بتنفيذ رؤية الإصلاح، وفي الفترة التي ترى انك لا تدري ماذا يجب عليك أن تفعل، ارحل إلى لاهاي، ودع غيرك يأتي عسى أن يحسن صنع شيء ينقذ البلاد من الدخول في دوامة الصراع الشعبي والأمني، لأن الحكومات إذا اخترقت شعوبها الخطوط الحمراء التي تحصن نفسها بها، ستلجأ لقمع الشعب بالحديد والنار لتخلد على كراسي السلطة ووراثة العز، ولنا بمن سبقنا عبرة فالشعوب الثائرة لا تتراجع والحكومات لا تخلد.
kayedrkibat@gmail.com