قصتي مع السفير الالماني
اثناء خدمتي في احد المراكز الحدودية قبل عدة سنوات وبالتحديد جسر الملك حسين حيث كنت مسؤلا عن قسم الاجانب حضر احد الاشخاص و كان يبدو من ملامحه انه من رعايا احدى الدول الاوروبية ولكنه كان بسيطا جدا في ملابسه حيث كان يرتدي بنطال جينز وقميص عادي جدا وبسيط ايضا في تعامله وجلس في مكتبي لفترة من الزمن دون ان يعرف بنفسه وبعد فترة حضر احد الزملاء وقال لي بأن من يجلس في المكتب هو السفير الالماني في الاردن حيث كانت المفاجأه والدهشه من ان يكون هذا الشخص البسيط جدا في ملابسه وسلوكه الراقي هو في مرتبة سفير ولمن لجمهورية المانيا حيث قمت مجددا بالترحيب به واعتذرت له بشدة عن عدم ترحيبي به بالشكل الذي يليق بالسفراء ولكنه اخذ الامور ببساطه كبيره ثم وكانت المفاجأه التي لا زالت تعشعش في رأسي حيث طلب مني السفير ان اطلب له احدى السيارات العامله على خط الجسر لايصاله الى السفاره في عمان وسألته مستغربا عن سبب طلبه لسيارة اجرة ولماذا لم تحضر سيارة من السفاره لاصطحابه الى عمان كعادة السفراء وهنا ايضا كانت المفاجأه الاخرى والتي شكلت صدمه كبيره بالنسبة لي حيث قال بالحرف الواحد ( انا في اجازه شخصية ولست في مهمه رسمية ولا يحق لي ان اطلب سيارة من السفاره لاصطحابي الى عمان) وبالفعل قمت احضار احدى سيارات الاجرة العامله على الجسر وركب بها وتم ايصاله الى السفاره الالمانية حيث كنت على اتصال مستمر مع سائق السيارة على الهاتف الخلوي من اجل الاطمئنان ان الامور جيده واعتقد انه قد قام بدفع الاجره من جيبه الخاص ، ومن شدة دهشتي وانبهاري من تصرف هذا السفير الغير عادي بالنسبة لنا نحن الاردنيين حيث كنت اتعمد من اعادة سرد القصة امام كل من يجلس في مكتبي من المسؤولين والدبلوماسيين وخاصة الاردنيين منهم لعلى وعسى ان تحرك هذه القصة شيء ما بداخلهم تجعلهم يسيرون على نهج هذا السفير المخلص جدا لبلده والمحافظ على اموالها وخاصة اذا ما علمنا ان لا احد يراقب هذا السفير من وزارة الخارجية الالمانية وانه يستطيع بسهولة ان يطلب سيارة السفاره بدل من سيارة اجرة ولكن امانته واخلاصه لبلده هما الرقيبان على تصرفاته وسؤالي هل لو ان سفيرا اردنيا او وزيرا ذهب باجازه خاصة هلى سيذهب بسيارته الخاصه او انه سيستخدم سيارة اجرة لايصاله الى منزله و هل سفرائنا خارج الوطن على نفس شاكالة سفير المانيا ؟
ما جعلني اروي هذه الحادثه وفي هذا الوقت بالتحديد ما نراه من هدر للمال العام من قبل المسؤولين في الدوله الاردنية والسيارات الفاخرة التي يركبها الوزراء والمسؤولين ومن ثم استعمالها كثيرا خارج اوقات الدوام الرسمي لارسال الاولاد الى المدرسه اوشراء اغراض وحاجيات المنزل من السوق او الذهاب بها للتنزه، ومن يطلع على تقرير ديوان المحاسبة عن عدد المخالفات التي تم تحريرها للسيارات الحكومية بسبب استعمالها خارج اوقات الدوام الرسمي سيجدها بالمئات وهذا خير دليل على الهدر الكبير في المال العام كل ذلك والحكومة لا زالت تطالب المواطنين بشد الاحزمه بسبب الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الاردن وكلام رئيس الحكومه المتكرر عن ضبط النفقات في دوائر الدولة المختلفه ولكن ما نراه على ارض الواقع هو عكس ذلك تماما وايضا ما حصل في الايام الماضية حيث استطاع الساده النواب الحصول على بعض الامتيازات من جواز سفر احمر وراتب تقاعدي مدى الحياة وكأن نوابنا الكرام هم من اخترعوا الذره او انهم قاموا بشيء خارق وخارج عن الطبيعة او انهم مثلا استطاعوا تخفيض عجز الموازنه وتخفيض مبلغ الدين العام للمملكه بنسبة 50% ، وخلاصة القول نتمنى وقد يكون حلما ان نرى مسؤولينا ونوابنا على شاكلة واخلاص هذا السفير اجزم ان حالنا ليس بهذه الحال وان وضعنا الاقتصادي افضل من بعض دول الخليج العربي .
اثناء خدمتي في احد المراكز الحدودية قبل عدة سنوات وبالتحديد جسر الملك حسين حيث كنت مسؤلا عن قسم الاجانب حضر احد الاشخاص و كان يبدو من ملامحه انه من رعايا احدى الدول الاوروبية ولكنه كان بسيطا جدا في ملابسه حيث كان يرتدي بنطال جينز وقميص عادي جدا وبسيط ايضا في تعامله وجلس في مكتبي لفترة من الزمن دون ان يعرف بنفسه وبعد فترة حضر احد الزملاء وقال لي بأن من يجلس في المكتب هو السفير الالماني في الاردن حيث كانت المفاجأه والدهشه من ان يكون هذا الشخص البسيط جدا في ملابسه وسلوكه الراقي هو في مرتبة سفير ولمن لجمهورية المانيا حيث قمت مجددا بالترحيب به واعتذرت له بشدة عن عدم ترحيبي به بالشكل الذي يليق بالسفراء ولكنه اخذ الامور ببساطه كبيره ثم وكانت المفاجأه التي لا زالت تعشعش في رأسي حيث طلب مني السفير ان اطلب له احدى السيارات العامله على خط الجسر لايصاله الى السفاره في عمان وسألته مستغربا عن سبب طلبه لسيارة اجرة ولماذا لم تحضر سيارة من السفاره لاصطحابه الى عمان كعادة السفراء وهنا ايضا كانت المفاجأه الاخرى والتي شكلت صدمه كبيره بالنسبة لي حيث قال بالحرف الواحد ( انا في اجازه شخصية ولست في مهمه رسمية ولا يحق لي ان اطلب سيارة من السفاره لاصطحابي الى عمان) وبالفعل قمت احضار احدى سيارات الاجرة العامله على الجسر وركب بها وتم ايصاله الى السفاره الالمانية حيث كنت على اتصال مستمر مع سائق السيارة على الهاتف الخلوي من اجل الاطمئنان ان الامور جيده واعتقد انه قد قام بدفع الاجره من جيبه الخاص ، ومن شدة دهشتي وانبهاري من تصرف هذا السفير الغير عادي بالنسبة لنا نحن الاردنيين حيث كنت اتعمد من اعادة سرد القصة امام كل من يجلس في مكتبي من المسؤولين والدبلوماسيين وخاصة الاردنيين منهم لعلى وعسى ان تحرك هذه القصة شيء ما بداخلهم تجعلهم يسيرون على نهج هذا السفير المخلص جدا لبلده والمحافظ على اموالها وخاصة اذا ما علمنا ان لا احد يراقب هذا السفير من وزارة الخارجية الالمانية وانه يستطيع بسهولة ان يطلب سيارة السفاره بدل من سيارة اجرة ولكن امانته واخلاصه لبلده هما الرقيبان على تصرفاته وسؤالي هل لو ان سفيرا اردنيا او وزيرا ذهب باجازه خاصة هلى سيذهب بسيارته الخاصه او انه سيستخدم سيارة اجرة لايصاله الى منزله و هل سفرائنا خارج الوطن على نفس شاكالة سفير المانيا ؟
ما جعلني اروي هذه الحادثه وفي هذا الوقت بالتحديد ما نراه من هدر للمال العام من قبل المسؤولين في الدوله الاردنية والسيارات الفاخرة التي يركبها الوزراء والمسؤولين ومن ثم استعمالها كثيرا خارج اوقات الدوام الرسمي لارسال الاولاد الى المدرسه اوشراء اغراض وحاجيات المنزل من السوق او الذهاب بها للتنزه، ومن يطلع على تقرير ديوان المحاسبة عن عدد المخالفات التي تم تحريرها للسيارات الحكومية بسبب استعمالها خارج اوقات الدوام الرسمي سيجدها بالمئات وهذا خير دليل على الهدر الكبير في المال العام كل ذلك والحكومة لا زالت تطالب المواطنين بشد الاحزمه بسبب الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الاردن وكلام رئيس الحكومه المتكرر عن ضبط النفقات في دوائر الدولة المختلفه ولكن ما نراه على ارض الواقع هو عكس ذلك تماما وايضا ما حصل في الايام الماضية حيث استطاع الساده النواب الحصول على بعض الامتيازات من جواز سفر احمر وراتب تقاعدي مدى الحياة وكأن نوابنا الكرام هم من اخترعوا الذره او انهم قاموا بشيء خارق وخارج عن الطبيعة او انهم مثلا استطاعوا تخفيض عجز الموازنه وتخفيض مبلغ الدين العام للمملكه بنسبة 50% ، وخلاصة القول نتمنى وقد يكون حلما ان نرى مسؤولينا ونوابنا على شاكلة واخلاص هذا السفير اجزم ان حالنا ليس بهذه الحال وان وضعنا الاقتصادي افضل من بعض دول الخليج العربي .