تجتاح معظم الأسواق المالية العالمية مع بداية التعاملات
هذ الاسبوع موجة بيعية وخسائر حادة مع تزايد التوترات في تلك الأسواق .
وتراجعت مؤشرات
الأسهم الأميركية مع اشارات ضعف الاقتصاد الأميركي، حيث هبطت الاثنين العقود الاجلة لمؤشر داوجونز الأميركي
لأسهم الشركات الصناعية في مستهل
التعاملات على خسائر بأكثر من 1200 نقطة ومؤشر ناسداك لأسهم الشركات التكنولوجية بأكثر من 1100 نقطة حيث قادت أسهم شركتي Nvidia و Appl eموجة البيع ومؤشر التقلبات في بورصة وول ستريت يقفز لأعلى مستوى منذ 2020 ، وخسائر
مؤشرات الأسهم الأوروبية تتجاوز 3،5% مع هبوط أسهم التكنولوجيا وسجلت أدنى مستوى
لها في ستة أشهر مع أكبر موجة بيع أسبوعية لأسهم البنوك الأوروبية منذ اذار 2023، وخسائر
مؤشر الأسهم اليابانية " نيكي " تتجاوز 570 مليار دولار بتراجع 12% في أسوأ جلسة منذ " الاثنين الأسود " عام 1987، وتجاوزت
خسائر البيتكوين نحو 185 مليار دولار لتهبط القيمة السوقية بنسبة 17% الى 1،8 تريليون
دولار مع اعراض المستثمرين عن الأصول ذات
المخاطر العالية .
كما سيطر اللون
الأحمر على مؤشرات الأسواق العربية خلال جلسة الاثنين .
وتراجعت أسعار
النفط لأدنى مستوياتها في سبعة أشهر بفعل عوامل ضاغطة عديدة منها ترقب مستثمرو النفط تطور التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وضعف الطلب
الصيني والأسواق الاسيوية ومخاوف الركود
الاقتصادي الأميركي ، وبالرغم من أن التوترات الجيوسياسية تدعم الارتفاع الا أنها
ليست العامل الوحيد والمؤثر في ظل
اضطرابات الأسواق العالمية الضاغطة .
وقد أعلن الرئيس
الأميركي السابق ترمب الاثنين أن أسواق الأسهم تنهار وأرقام الوظائف الأميركية
مروعة وأننا نتجه نحو حرب عالمية ثالثة ولدينا اثنان من أكثر " القادة "
عجزا في التاريخ ( الرئيس الأميركي
ونائبته ) ، فيما شاركته روسيا ذلك بقولها أن حرب عالمية نووية تقترب .
والذهب تراجع الى 2390 دولار للأونصة وسط تقلب الأسواق والموجة البيعية للأسهم العالمية ، حيث شهد موجة
بيع مؤقتة لتحقيق مكاسب من المستثمرين
وتوفير السيولة لتغطية مراكز مكشوفة لكنه في النهاية لا يزال يحتفظ بجاذبية الملاذ
الامن .
وحسب مجلس الذهب
العالمي ، فان ارتفاع أسعار الذهب تسبب في هبوط الطلب على المجوهرات بنسبة 19% وأن
اجمالي الطلب على المعدن الأصفر ارتفع بنسبة 4% سنويا وهو يثبت نفسه كملاذ امن في
ظل التوترات الجيوسياسية ، أما في الربع
الثاني من هذا العام فقد تراجع الطلب بنسبة 6% وتراجع حيازات صناديق التحوط
العالمية من الذهب بمقدار طفيف بلغ سبعة أطنان .
وترى الأسواق والمحللون ويشاركهم الملياردير الأميركي
ايلون ماسك أن السياسة النقدية المتشددة
تضع الأسواق في تقلبات وتحديات أمام
الاقتصاد ، وأن الفيدرالي أخطأ بعدم خفض معدلات الفائدة في وقت سابق والتأخر حتى الان وابقاء الفائدة مرتفعة لفترة طويلة مما ألحق الضرر
بالاقتصاد وتباطئه مع تزايد احتمالات دخول
الاقتصاد الأميركي في ركود ، وقد رفع خبراء غولدمان ساكس احتمالية حدوثه بأميركا
العام المقبل الى 25% مقابل توقعات سابقة 15% بفعل عوامل البيانات الاقتصادية
والوظائف ونتائج مخيبة لبعض شركات التكنولوجيا وتراجع مؤشر نشاط التصنيع عند أدنى مستوى في
ثماني أشهر عند 50 نقطة وهو الحد الفاصل بين التوسع والانكماش وأهمية وتأثير الاقتصاد على الانتخابات الرئاسية
الأميركية واختلاف التوجهات الاقتصادية بين المرشحين .
وجاء عدد
الوظائف غير الزراعية في تموز 114 ألف
وظيفة بأقل من التقديرات بكثير البالغة 176 ألف وظيفة وارتفاع معدل البطالة الى 4،3% للمرة الأولى منذ 2021 مع تباطؤ معدل
نمو الأجور ، ويتهموا الفيدرالي بالخطأ في
تقدير خفض معدلات الفائدة بل وتأخره في الخفض مثلما تأخر في الرفع سابقا وهو مطالب
بخفض كبير في معدل الفائدة يصل الى 175 نقطة أساس حتى نهاية العام الحالي وتراهن على الخفض بواقع 50 نقطة أساس في اجتماع
أيلول المقبل لتتجاوز الاحتمالية 95% يليه اجتماعي تشرين الثاني وكانون الأول المتبقيين
من هذا العام .
فيما يرى جيه بي
مورغان أنه كان على الفيدرالي خفض الفائدة في اجتماع تموز الماضي ، ويتوقع بخفض
الفائدة 50 نقطة أساس في اجتماع أيلول و50
نقطة أساس في اجتماع تشرين الثاني و25 نقطة أساس في اجتماع كانون الأول .
وفي بريطانيا ، عدل بنك انجلترا المركزي الخميس الماضي
سياسته النقدية بعد سبع اجتماعات من تثبيت الفائدة وخفضها بواقع 25 نقطة أساس ، مع اعلان محافظ البنك أنه
سيتأنى في الخفض المقبل كون التضخم سيعاود
الارتفاع .
أما أسواق
العملات ، فقد تراجع مؤشر الدولار لأدنى
مستوى في خمسة أشهر وارتفع اليورو الى 1،10 دولار ، مع ارتفاعات قوية للين الياباني لأعلى مستوياته منذ
كانون الثاني الماضي أمام الدولار الى 143
ين مقابل الدولار مقارنة بما كان عليه
بواقع 160 مقابل الدولار والفرنك السويسري الى 0،85 دولار مع تدافع المستثمرين للملاذات الامنة .
ووفق منظمة الفاو ، فقد تراجعت أسعار الغذاء العالمية في
تموز وانخفض مؤشره الى 120،8 نقطة مقارنة مع 121 نقطة في حزيران حيث تراجع مؤشر أسعار الحبوب الى أدنى مستوى منذ ما
يقارب أربع سنوات وارتفاع أسعار الزيوت النباتية ، وشهد مؤشر اللحوم زيادة بنسبة
1،2% الى أعلى مستوى منذ أيلول 2022 ، وارتفاع أسعار السكر 0،7% مدفوعا بانتاج أقل
من المتوقع في البرازيل .
وفي مصر ، هبط الجنيه المصري أمام الدولار لأدنى مستوى
خلال خمسة أشهر، فيما طالب صندوق النقد
الدولي مصر الخميس الماضي ببذل مجهود أكبر
لتنفيذ وثيقة سياسة ملكية الدولة للشركات الحكومية وطالبها بعدم التسرع في بيع حصص
في تلك الشركات على ضوء التوترات الجيوسياسية عكس مطلبه السابق التسريع بالبيع ، وقد استلمت من الصندوق الشريحة الثالثة بقيمة 820 مليون دولار من برنامج الاصلاحات التي
تنفذه مصر بالتعاون مع الصندوق ،
و خفضت الحكومة
المصرية أهداف برنامج الطروحات لهذا العام الى 1،5 مليار دولار من 6،5 مليار دولار
سابقا .
وأعلنت السعودية الخميس أن لديها توجه بزيادة استثمارات
صندوق الاستثمارات العامة السعودي في مصر وأن المملكة هي أكبر مستثمر فيها وستعمل
على منح هذه الاستثمارات فرصة أكبر من أجل مضاعفتها وأن هناك توجه بتحويل ودائع المملكة في مصر الى
استثمارات .