منذ أول قمة في انشاص حتى قمة بغداد اليوم مرت ستة وستون عاما وانعقدت قمم كثيرة كان جدول الأعمال دائما حافلا بقضايا كبيرة ومصيرية تم اتخاذ ألاف القرارات عندما تقرأها بتمعن وتحاول بموضوعية تلمس أثرها في حياة امتنا وشعوبها العربية لن تجد شيئا ايجابيا عقد بعضها في أعقاب هزائم وبعضها في ظل حروب وأخرى بعد وهم انتصار بعضها لم يصدر عنه بيان أو قرارات بسبب شدة الخلافات وأخرى انفضت بعد جلستها الأولى كان النزاع العربي الإسرائيلي الثابت في كل القمم وبين قمة اللاءات الثلاث وقمة الاعتراف الضمني بإسرائيل كنا في الواقع نحن من نلهث وراء إسرائيل واعترافها بنا.
في البلد المضيف اليوم وهو العراق تعتبر هذه القمة الثالثة ففي قمة عام 78 وبرئاسة الرئيس احمد حسن البكر احتشد في بغداد اكبر عدد من الزعماء العرب وأظهرت حشدا عربيا لافتا خرجت القمة وقتها بإجماع عربي كبير على انقسام عربي خطير عندما دعت إلى مقاطعة ملزمة لمصر ويبدو أن ذلك كان تحت التهديد وبعد سنتين تندلع الحرب العراقية الإيرانية وكان دعاة مقاطعة مصر هم أول من يعود إليها تحت تأثير حرب الثماني سنوات القاتلة.
في سنة 90 عقدت القمة الثانية في بغداد أي عادت إليها بعد غياب طويل استمر 12 عاما وكانت هذه المرة برئاسة الرئيس العراقي صدام حسين الذي بدا منتشيا بما رآه وحده انتصارا على إيران أدار جلساتها بأسلوب كبير الأسرة وكانت ابرز ما أكدت عليه هو التعاون والعمل العربي المشترك وبعد اقل من 3 شهور تحتل العراق الكويت لتعصف بالعمل المشترك ويحدث الانقسام هذه المرة على مستوى الشعوب لتزيد فرقة الأمة لنصل إلى زلزال عام 2003 وتحتل العراق ويسقط نظام البعث شر سقوط فيأتي حكام العراق الجدد والحاليين في ظل وحماية حراب الاحتلال الأمريكي.
يبدو اليوم أن القمة في بغداد هي مطلب هام ورئيسي للقادة الجدد الذين يرغبون بان يصطادوا من وراءها عدة عصافير لكن يبدو أن الظرف العربي الحالي يجعل أهدافهم غير واقعية فليس هناك من يهتم بقمة لن يحضرها إلا الحد الأدنى من الزعماء وفي إطار المجاملة لا أكثر وفي غياب قسري لوجوه تقليدية بسبب الربيع العربي ويتضح أيضا أن الهاجس الأمني يشغل بال الضيوف والمضيفين على حد سواء فالضيوف يخافون على أمنهم والمضيف يحاول عبثا أن يثبت أمنه لكن القاعدة وما يلصق بها دائما تقلق بال الجميع فأمن المنطقة الخضراء يختلف عن أمن بغداد وامن العاصمة يختلف عن باقي العراق ويبدو أيضا أن الود بين حكام بغداد وأكثر العرب مفقود حيث لم تستطع عمليا أن تبعد عن نفسها تهمة النفس الطائفي تمثل ذلك بتوقيت اعدام الرئيس الراحل صدام حسين واليوم أحيته بنزاعها مع طارق الهاشمي نائب الرئيس السني وتمثل بغداد منذ حوالي عقد من الزمن واسطة العقد في ما يسمى الهلال الشيعي ويبدو أن لها أيضا وجهة نظر تختلف عن معظم العرب خاصة الخليجين في الملف السوري وتتماشى مع وجهة النظر الإيرانية على الرغم من التزامها بعدم دعوة النظام للقمة ويحلو للكثيرين أن يصنفوا هذا الخلاف على انه مذهبي مع انه في وقت سابق كثيرا ما اتهمت حكومة بغداد النظام السوري بأنه يعبث بأمن العراق.
بأي حال ستكون هناك ما يسمى بقمة عربية تضاف إلى القائمة السابقة للقمم وسيصدر عنها بيانا مكتوبا بلغة معهودة لن تضيف شيئا ولن تقل بشيء عن سابقاتها لكنها فرصة للقاء بين زعماء جاءت بهم العاصفة وآخرين لا يركنون كما في السابق إلى مقاعدهم الوثيرة وهنا يجد ر أن نتذكر تصرفات و كلمات العقيد القذافي في قمة سابقة عندما تحدث عن الدور الذي سيطال الجميع وطاله بنفسه مبكرا ولم تهدأ العاصفة بعد.
وأخيرا عزاءنا لآهل بغداد الذين حولت القمة حياتهم إلى نقمة بسبب التضييق عليهم كي تتثبت حكومتهم أنها قادرة على إقامة مهرجان آمن وكل العزاء لكل العراقيين الذين صرفت حكومتهم ما يقترب من مليار وبعملة الاحتلال أي بالدولار كي تدعي أنها أهل لاستضافة قمة لا فائدة منها للعراقيين أو للعرب أجمعين.
منصور محمد هزا يمه الدوحة - قطر
في البلد المضيف اليوم وهو العراق تعتبر هذه القمة الثالثة ففي قمة عام 78 وبرئاسة الرئيس احمد حسن البكر احتشد في بغداد اكبر عدد من الزعماء العرب وأظهرت حشدا عربيا لافتا خرجت القمة وقتها بإجماع عربي كبير على انقسام عربي خطير عندما دعت إلى مقاطعة ملزمة لمصر ويبدو أن ذلك كان تحت التهديد وبعد سنتين تندلع الحرب العراقية الإيرانية وكان دعاة مقاطعة مصر هم أول من يعود إليها تحت تأثير حرب الثماني سنوات القاتلة.
في سنة 90 عقدت القمة الثانية في بغداد أي عادت إليها بعد غياب طويل استمر 12 عاما وكانت هذه المرة برئاسة الرئيس العراقي صدام حسين الذي بدا منتشيا بما رآه وحده انتصارا على إيران أدار جلساتها بأسلوب كبير الأسرة وكانت ابرز ما أكدت عليه هو التعاون والعمل العربي المشترك وبعد اقل من 3 شهور تحتل العراق الكويت لتعصف بالعمل المشترك ويحدث الانقسام هذه المرة على مستوى الشعوب لتزيد فرقة الأمة لنصل إلى زلزال عام 2003 وتحتل العراق ويسقط نظام البعث شر سقوط فيأتي حكام العراق الجدد والحاليين في ظل وحماية حراب الاحتلال الأمريكي.
يبدو اليوم أن القمة في بغداد هي مطلب هام ورئيسي للقادة الجدد الذين يرغبون بان يصطادوا من وراءها عدة عصافير لكن يبدو أن الظرف العربي الحالي يجعل أهدافهم غير واقعية فليس هناك من يهتم بقمة لن يحضرها إلا الحد الأدنى من الزعماء وفي إطار المجاملة لا أكثر وفي غياب قسري لوجوه تقليدية بسبب الربيع العربي ويتضح أيضا أن الهاجس الأمني يشغل بال الضيوف والمضيفين على حد سواء فالضيوف يخافون على أمنهم والمضيف يحاول عبثا أن يثبت أمنه لكن القاعدة وما يلصق بها دائما تقلق بال الجميع فأمن المنطقة الخضراء يختلف عن أمن بغداد وامن العاصمة يختلف عن باقي العراق ويبدو أيضا أن الود بين حكام بغداد وأكثر العرب مفقود حيث لم تستطع عمليا أن تبعد عن نفسها تهمة النفس الطائفي تمثل ذلك بتوقيت اعدام الرئيس الراحل صدام حسين واليوم أحيته بنزاعها مع طارق الهاشمي نائب الرئيس السني وتمثل بغداد منذ حوالي عقد من الزمن واسطة العقد في ما يسمى الهلال الشيعي ويبدو أن لها أيضا وجهة نظر تختلف عن معظم العرب خاصة الخليجين في الملف السوري وتتماشى مع وجهة النظر الإيرانية على الرغم من التزامها بعدم دعوة النظام للقمة ويحلو للكثيرين أن يصنفوا هذا الخلاف على انه مذهبي مع انه في وقت سابق كثيرا ما اتهمت حكومة بغداد النظام السوري بأنه يعبث بأمن العراق.
بأي حال ستكون هناك ما يسمى بقمة عربية تضاف إلى القائمة السابقة للقمم وسيصدر عنها بيانا مكتوبا بلغة معهودة لن تضيف شيئا ولن تقل بشيء عن سابقاتها لكنها فرصة للقاء بين زعماء جاءت بهم العاصفة وآخرين لا يركنون كما في السابق إلى مقاعدهم الوثيرة وهنا يجد ر أن نتذكر تصرفات و كلمات العقيد القذافي في قمة سابقة عندما تحدث عن الدور الذي سيطال الجميع وطاله بنفسه مبكرا ولم تهدأ العاصفة بعد.
وأخيرا عزاءنا لآهل بغداد الذين حولت القمة حياتهم إلى نقمة بسبب التضييق عليهم كي تتثبت حكومتهم أنها قادرة على إقامة مهرجان آمن وكل العزاء لكل العراقيين الذين صرفت حكومتهم ما يقترب من مليار وبعملة الاحتلال أي بالدولار كي تدعي أنها أهل لاستضافة قمة لا فائدة منها للعراقيين أو للعرب أجمعين.
منصور محمد هزا يمه الدوحة - قطر