في خضم احتفالات الاردن بذكرى معركة الكرامه الخالده والتي سطر فيها جنودنا البواسل من منتسبي الجيش العربي اروع صور التضحية والفداء في الدفاع عن ثرى الاردن الطهور والدفاع عن فلسطين بالفعل لا بالكلام والشعارات الفارغه والبطولات الوهمية بحيث اعتبرت هذه المعركة شاهدا حيا لبطولات جيشنا العربي حيث امتزجت الدماء الطاهرة الزكية لجنودنا البواسل بتراب الاردن الطهور دفاعا عن كرامة وسلامة الارض الاردنية ،في هذه الذكرى يخرج علينا شباب ما يسمى بحركة 24 اذار يوم السبت الماضي وهي الصورة المستنسخه عن حركات الشباب في بعض الدول العربية وخاصة مصر بتجمع حاشد في ميدان دوار الداخلية لاحياء الذكرى الاولى لمعركة دوار الداخلية الخالده طبعا في نظر هؤلاء فقط وكم تمنيت على هؤلاء الشباب ان نراهم يجتمعون في منطقة الاغوار بجانب صرح الجندي المجهول لاحياء ذكرى معركة الكرامه واستذكار بطولات جيشنا العربي ضد قوات العدو الاسرائيلي بدل من محاولة احياء ذكرى ما حدث على دوار الداخلية وجعله في حالة مشابهه الى ميدان التحرير في مصر بتخطيط وتدبير من تلك الجهة او ذلك الحزب وذلك من اجل لي ذراع الحكومه في ذلك الوقت ولكن ولحسن الحظ فشل ذلك المخطط فشلا ذريعا بالمقابل استطاعت معركة الكرامه كسر ذراع العدو الاسرائيلي لا بل قطعها نهائيا.
الفرق شاسع بين ذكرى معركة الكرامه وذكرى احداث دوار الداخلية ففي الاولى تنبع الذكرى من اهمية الحدث على المستوى الوطني والعربي فهذه المعركة اعادة للامة كرامتها وعزتها بعد الخسارة الكبيره في حرب 1967 وفقدان اجزاء من الارض العربية في سيناء والجولان والضفه الغربية فكانت الكرامه عنوان الصمود والتضحية والمثل الاعلى في حب الوطن الذي لا يكون ابدا بالصراخ والخطابات ورفع اليافطات واغلاق منطقة رئيسية في قلب العاصمه عمان وتعطيل الحياة العامه وبناء خيم الاعتصام للمطالبة بالاصلاحات السياسية ورفع سقوف الشعارات بحيث تجاوزت الخطوط الحمراء فشتان بين ذكرى الكرامه العطره وذكرى اعتصام دوار الداخلية الذي كانت اهدافه واضحه للعيان من بداية انطلاقه وهي بعيده كل البعد عن الاهداف الوطنية الاردنية والمطالبة بالاصلاحات السياسية كما يدعي شباب الحركة فهذا غطاء قد انكشف مبكرا ومنذ الساعه الاولى للاعتصام وهذا ما جعل المواطن العادي يخاف على امنه واستقراره ويبعد عنه مئات الاميال وقد ظهر ذلك جليا في اجتماع احياء ذكرى الاعتصام حيث لم يتجاوز الحضور العشرات واكثرهم من الصحفيين ورجال امن باللباس المدني .
المواطن الاردني مثقف وواعي ولا يمكن ان تنطلي عليه تلك الحراكات البهلوانية والشعارات الرنانه والخطب العصماء التي تهدف في ظاهرها الصالح العام ولكن ما خفي منه اعظم فلا تستطيع اي جهة او حزب او حركة مهما كانت تسميتها او قوتها او منطلقاتها السياسية ان تخدع المواطن الاردني بافكارها واهدافها فالوعي الثقافي والسياسي المبكر جدا هنا في الاردن قد منح المواطن القدرة العالية على التفرقه بين الغث والسمين ومن يهدف الى الصالح العام او لتحقيق اهدافه الضيغه الخاصه لذلك نرى ان الحراك الشعبي بدأ بريقه ورونقه بالهبوط لقناعة المواطن ان الاصلاحات تسير على قدم وساق وان امن واستقرار الوطن هو فوق كل اعتبار وله الاولوية في حياته كذلك لعدم قناعة المواطن بمن يترأس تلك الحراكات فالبعض له مصالح خاصة والبعض الاخر لم يشفع له ماضيه الاسود عندما كان يشغل اهم وارفع المناصب في الدوله وفجأه اصبح اصلاحيا من الطراز الاول فهذه الصحوة المتأخرة للاصلاح ومكافحة الفساد لم تشفع له ، لذلك علينا اعطاء المناسبات الوطنية تلك التي ساهمت في رفعت وحماية الوطن الاهمية القصوى ونترك الباقي خلفنا .