قد يكون الخلاف الحاصل بين النواب والأعيان على اقتسام الغنائم قبل الرحيل والخروج بأكبر قدر من المكاسب، ذو نتائج ايجابية على الصعيدين الاقتصادي والسياسي، فعلى الصعيد الاقتصادي قد تنجو الخزينة من التزامات مالية شهرية تتمثل بالرواتب التقاعدية للسادة النواب والأعيان السابقين والحاليين والقادمين، والتي لاشك إنها تعتبر ثقل مالي إضافي على الخزينة، في ظل ظروف اقتصادية خانقة تعصف بالبلاد ولا يمكن معها إقرار مثل هذا المشروع، فيما لو نظر السادة النواب والأعيان إلى اقتصادنا بعين الرحمة والشعور بأدنى حدود المسؤولية المطلوبة منهم.
أما على الصعيد السياسي، فقد تنتصر نزعة الغضب عند السادة النواب إلى تعديل دستوري يقضي بأن يكون مجلس الأعيان مجلس منتخب من الشعب، وهذا إلى جانب كونه مطلب نيابي لغايات لوي ذراع مجلس الأعيان الحالي لإجباره على رد القانون المؤقت للتقاعد، الذي حرمهم من امتياز الراتب التقاعدي إلا انه مطلب شعبي بامتياز.
وقد تكون هذه المناكفة بين المجلسين صحية من المنظور العام، ولكن المخاوف من أن يكون السبيل لإنهاء الخصومة بين الطرفين تحميل الخزينة أعباء إضافية ثمن إرضائهما، لاسيما وان الحكومة الآن بحاجة ماسة لكسب عطف مجلس النواب لتمرير قانون الانتخاب، الذي يُخشى أن يولد معاق أو به عاهة، فالعشائرية تبحث عن التمثيل العشائري، والأحزاب تبحث عن السلطة، والحراكات الشعبية تبحث عن الفساد، وتلاحق المفسدين بأصواتها بعد أن أخذت الحكومة على نفسها عهدا بتكميم الأفواه، وقطع الطريق وعرقلة المساعي التي ستؤدي بالمفسدين إلى السجون بالأدوات التقليدية والسلطة التي تملكها.
فكانت الأمنيات أن تكون دواعي الخلاف بين المجلسين نابعة من الإحساس الوطني والحرص على المصلحة الوطنية، لا أن يكون الخلاف لغايات الضغط باتجاه تحقيق المصالح الشخصية والضفر بأكبر مغنم من الكرسي قبل النزول عنه، فمن غير المعقول أن الشعب في ظل انتخابات نزيهة وشفافة سيعيد النواب الحاليين إلى تلك القبة، التي تشتكي من عقوق سكانها لوطنهم، فالشعب الذي يوقعوا ويكتبوا خطاباتهم باسمه سلبهم الشرعية، ولم يعد يعترف بتمثيل النواب للشعب غير الحكومة التي تملي على السادة النواب إرادتها ورغباتها وحتى أحلامها في القرارات الحساسة وتترك لهم استعراض العضلات في القضايا الهامشية وغير ذات الأهمية.
السادة النواب لا يزال ملف انجازاتكم مفتوح ولا تزال الأقلام تكتب هذه الانجازات التي سيسجل لكم التاريخ أنكم أبطال مهازله فكبواتكم تتوالى وأثبتم أنكم لستم خيول سبق بل نعم المقصر فإذا لم تنادوا للوطن برفعة فلا تسلبوه امتيازات ستكون وقود يحرق ركام كرامة ما تبقى من بطولاتكم الخيالية التي لا يراها غيركم والتي تثبتون من خلالها كل يوم أنكم عبء على هذا الوطن ومصدر تأزيم للمواقف ونعم من يخيب الأمل وقبل خروجكم بجواز احمر اعلموا أنكم خرجتم بسواد الوجه.
kayedrkibat@gmail.com
أما على الصعيد السياسي، فقد تنتصر نزعة الغضب عند السادة النواب إلى تعديل دستوري يقضي بأن يكون مجلس الأعيان مجلس منتخب من الشعب، وهذا إلى جانب كونه مطلب نيابي لغايات لوي ذراع مجلس الأعيان الحالي لإجباره على رد القانون المؤقت للتقاعد، الذي حرمهم من امتياز الراتب التقاعدي إلا انه مطلب شعبي بامتياز.
وقد تكون هذه المناكفة بين المجلسين صحية من المنظور العام، ولكن المخاوف من أن يكون السبيل لإنهاء الخصومة بين الطرفين تحميل الخزينة أعباء إضافية ثمن إرضائهما، لاسيما وان الحكومة الآن بحاجة ماسة لكسب عطف مجلس النواب لتمرير قانون الانتخاب، الذي يُخشى أن يولد معاق أو به عاهة، فالعشائرية تبحث عن التمثيل العشائري، والأحزاب تبحث عن السلطة، والحراكات الشعبية تبحث عن الفساد، وتلاحق المفسدين بأصواتها بعد أن أخذت الحكومة على نفسها عهدا بتكميم الأفواه، وقطع الطريق وعرقلة المساعي التي ستؤدي بالمفسدين إلى السجون بالأدوات التقليدية والسلطة التي تملكها.
فكانت الأمنيات أن تكون دواعي الخلاف بين المجلسين نابعة من الإحساس الوطني والحرص على المصلحة الوطنية، لا أن يكون الخلاف لغايات الضغط باتجاه تحقيق المصالح الشخصية والضفر بأكبر مغنم من الكرسي قبل النزول عنه، فمن غير المعقول أن الشعب في ظل انتخابات نزيهة وشفافة سيعيد النواب الحاليين إلى تلك القبة، التي تشتكي من عقوق سكانها لوطنهم، فالشعب الذي يوقعوا ويكتبوا خطاباتهم باسمه سلبهم الشرعية، ولم يعد يعترف بتمثيل النواب للشعب غير الحكومة التي تملي على السادة النواب إرادتها ورغباتها وحتى أحلامها في القرارات الحساسة وتترك لهم استعراض العضلات في القضايا الهامشية وغير ذات الأهمية.
السادة النواب لا يزال ملف انجازاتكم مفتوح ولا تزال الأقلام تكتب هذه الانجازات التي سيسجل لكم التاريخ أنكم أبطال مهازله فكبواتكم تتوالى وأثبتم أنكم لستم خيول سبق بل نعم المقصر فإذا لم تنادوا للوطن برفعة فلا تسلبوه امتيازات ستكون وقود يحرق ركام كرامة ما تبقى من بطولاتكم الخيالية التي لا يراها غيركم والتي تثبتون من خلالها كل يوم أنكم عبء على هذا الوطن ومصدر تأزيم للمواقف ونعم من يخيب الأمل وقبل خروجكم بجواز احمر اعلموا أنكم خرجتم بسواد الوجه.
kayedrkibat@gmail.com