نعم مسكين أيها الشعب لما حل بك من قهر وظيم على أيدي الحكومات المتعاقبة، ومن تصرفات عصابات المرتزقة الذين باعوا مقدرات الوطن ومؤسساته واحدة تلو الأخرى، والذين أصبحوا عبارة عن منظومة فساد ضمن حلقات أقواها الماسونية التي فرضت لها وجود داخل الأردن، ويوجد من يدعمها ويتحدث بالنيابة عنها بل ويدافع عنها، ومنهم من يعلم ممن تقلدوا مناصب ونواب واعيان، ومنهم من لا يعلم انه يدور في فلك الماسونية الصهيونية، وليس كل من تقلد منصب أو كان نائب هو من ضمن هذه المنظومة، بل يوجد منهم الشريف والوطني والنظيف، ولكنهم للأسف قلة قليل، ولم يكونوا أصحاب قرار، بل ولم يجدوا من يستمع إليهم رغم وجودهم بالمناصب. والدليل نكسة الشعب الأردني بقضية الفوسفات وكيف تم وقفها من قبل أصحاب المصالح والأجندات الخاصة، وكنا نتوقع بأنها قضية أم القضايا والمصائب التي حلت بالشعب الأردني، في حين انه يوجد قضية فساد لا تقل أهمية وضخامة ألا وهي شركة الكهرباء الأردنية، بحيث تم تشكيل لجنة لها من قبل مجلس النواب، ولأن اللجنة كانت من شرفاء أعضاء المجلس فقد توصلت إلى حقائق مذهلة تجعل الشعب يهلوس ويحاكي نفسه، بحيث ثبت بالأرقام بيع شركة الكهرباء بمبلغ 120 مليون دولار، والموجودات تقدر بأكثر من 2 مليار دولار +الوقود على حساب الدولة الأردنية. وكذلك بيع شركة كهرباء اربد بمبلغ 20 مليون دينار كاملة بمعنى الجمل بما حمل علما أنه يوجد بالصندوق أكثر من 20 مليون تأمينات. وحينما استطاعت اللجنة الوصول إلى تلك الحقائق المرعبة والخطيرة وكشف الفاسدين الذين قاموا بهذه العملية الإجرامية بحق الوطن والشعب، تم إيقاف اللجنة وإرسال الملف إلى مكافحة الفساد، علما أن التقرير يوجد به أصحاب دولة ومعالي، وحسب القانون الظالم يجب أن يبقى هذا الملف بين يدي مجلس النواب ولكن تم إرساله إلى مكافحة الفساد ليتم دفنه، وهنا علامة استفهام كبيرة لوقف رئيس مجلس النواب، وهذا كله على سمع وعين الحكومة ومجلس النواب. وفوق هذا كله تريد الحكومة رفع أسعار الكهرباء على المواطنين لكي يتمتع الفاسدين والحرامية من جيوب الشعب المقهور الذي يئن من شدة الفقر والجوع، لكي ينعم بائعي الأوطان بالملايين المنهوبة من قوت الشعب. وهنا لا بد من الإشارة بأن القسم الأكبر من الشعب لا يزال نائم وفي سبات عميق وشبه فاقد للوعي، وحينما يصحو ويستفيق هذا الشعب ويقف على أرجله، فعلى من تقلدوا المناصب وباعوا مقدراته أن يتهيئوا للمحاسبة والعقاب، ولن يفلت منهم احد.
الشعب المقهور والمظلوم
أخبار البلد -