لدى السيد شاكر النابلسي هوس شديد في ذمّ الأردنيين وقدح الهاشميين كلما حانت له فرصة التّصيّد في وحل الافتراءات ومستنقع أحقاد دفينة تلوح في كلّ سطر وكلمة يكتبها عن الأردن ونظام الحكم الهاشميّ فيه. وكأني به قد شيّد مجتمعات فاضلة ولم يبق عليه سوى الأردن شعبا ونظام حكم متخلّفا عن الرّكب. وليس قدحا ولا ذمّا إن ذُكِرَ أنّ هذا الكاتب يعدّ من العِلْمانيين، وما يعرف بالليبراليين الجدد؛ فهو دائم السخرية من الدين الإسلامي، عقيدة ومنهج حياة؛ فالقرآن بنظره( أهم مصدر تاريخيّ وعظيّ) وهذا بعينه رأي أعداء الدّين الإسلامي من مستشرقين ومن تقبّع بقبعاتهم، الذين لا يعترفون بأنّ هذا القرآن كتاب سماوي يهدي إلى الرّشد، من ربّ غفور إلى نبيّ كريم بوساطة وحي أمين. وجميع كتابات السيد شاكر هذا ترفع من شأن العم سام والغرب بأفكارهم ونظرياتهم، وتحطّ من شأن العروبة والإسلام. وهو من الذين طرحوا ستر الإسلام عن أجسامهم، وتزيّنوا بزِّي ما يدعو إليه من تحرّر، هو إلى الانفلات من الأخلاق أقرب وأدنى.
يقول السيد شاكر النابلسي في مقاله المعنون بـ( لاحياة لمن تنادي، الذي نشر في موقع إيلاف) ( صبرنا كثيرا على حكم الهاشميين ....). وكأردنيّ مسلم عربيّ أقول لك أنّ ضمير الجمع الذي استخدمته في مقولتك كبير جدّا عليك. لذا، عليك استخدام ضميرك فقط، فهو الذي لك الحقّ فيه كخصوصية لا ينازعك فيها أحد. فنحن الأردنيين فقط لنا الحقّ في إبداء رأينا بمن يولّى علينا لا غيرنا. وعلاقتنا ببني هاشم ليست بحاجة إلى تبرير أو تسويغ؛ فلقد عشنا معهم وعاشوا معنا مرّ الأيام وحلوها. لم نر منهم يوما تجبّرا ولا غلظة، بل سماحة، وسعة صدر، وعفوا عن مقدرة. وأما الفساد الذي ذكرته- محقّا- فقد جلبه زملاؤك من فرسان الليبريالية وما يدعى بالحداثة والديجيتال. والأيام يا عزيزي بيننا وبينهم؛ فسيتقاطرون مفسدهم تلو فاسدهم. ولن ندعيّ الفضيلة والعفاف والنّزاهة؛ هناك فساد مختلف الصنوف والأنواع والحجوم، ولكن لا يعني هذا تصويب سهامك نحو الأردن شعبا ونظاما. وننصحك أيها الشّاكر بعدم الصّبر؛ فالصبّر الكثير على حكم لا ترتضيه قد يولّد عندك كآبة أو عصابا ذهنيّا. لذا، بلّط البحر ياعزيزي بأفكارك وأحقادك لعلّ في التبليط شفاء.
يقول السيد شاكر النابلسيّ أيضا( الشارع الأردنيّ تربّى على تأييد العمليات الإرهابية في العراق) وبأن( الشارع الأردنيّ قال نعم لتنظيم القاعدة وللأعمال الإرهابية) وبأنّ( الإعلام الأردنيّ إعلام ظلاميّ مؤيد للإرهاب) وقد حصر الفترة هذه بين 2002-2005. ولا أعرف من أين حصل على هذه المعلومات التي تصف الأردنيين بالإرهاب؛ فهو عندما يقول الشارع يعني بالضرورة الشعب الأردنيّ كلّه، وكأن هناك ثأرا دفينا في نفسه تجاه الأردنيين كافة. إن الشعب الأردنيّ أيّد ويؤيّد وسيؤيّد كل عمل ضد أيّ احتلال لأيّ أرض عربية أو إسلاميّة. ولم ولن يؤيّد أيّ عملية قتل تطال المدنيين في أيّ بقعة عربية طاهرة. فدم العراقيّ رعاف أردنيّ، ودم الفلسطيني نزف أردنيّ، وجرح أيّ شقيق عربيّ هو جرحنا. إنّ المنطق يجيز لك أن تصف؛ جماعة، مجموعة، تنظيما بالإرهاب، ولكنه لا يُجيز لك أبدا وصف شعب بأكمله بهذه الخلّة البغيضة. ولا تنسى أنّ الأردن أول من اكتوى بمغامرات الإرهابيين ومن لفّ لفيفهم. ولا يغرّنّك-عزيزي- الحراك الذي أوقف وسيوقف المارقين والفاسدين عن غلوّهم وتماديهم حاضرا ومستقبلا؛ إنّه حراك سلميّ مبارك في معظمه، يحارب من أساء إلى النّظام، ولا يهاجم النظام الهاشمي. وكذلك، لا يغرنّك وغيرك بعض المطايا والأبواق مرتفعة الصوت؛ فالطّبول الجوفاء تصدح في القيعان والوديان.
إن لسان حال الشعب الأردني أو الشارع الأردني تحديدا الذي وصفته بالإرهاب يقول:
وإذا أتتك مذمتي من شاكر فهي الشهادة لي بأني كامل