أحبط الطفايلة محاولات إخضاعهم لعلميات الاستغفال ،واختبارات وضعهم رأس حربة لطعن الأمن الوطني ،واثبتوا أنهم على درجة عالية من اليقظة والوعي إزاء الثرثرة الإعلامية والمخططات المعادية للتحريض على البدء بإشعال نار الفتنة عبر إقناعهم بفكرة شيطانية مفادها استهدافهم بممارسات ممنهجة تجريها الدولة لتهميشهم وتعريضهم للفقر ،وإضفاء صفة البطولة على الجرائم المسيئة لمسيرة الإصلاح التي ارتكبها بعض أصحاب السوابق والمجرمين الجنائيين لتغيير خط سير الإصلاح ،وجعل الطفيلة مركزا لزلزال الفوضى والتأسيس لعنف شامل طفيلي المنشأ.
يكذب من يقول أن الطفيلة هي المحافظة الأكثر فقرا .وهذه حقيقة أكدها آخر التقارير عن حالة الفقر في الأردن استنادا لبيانات مسح نفقات ودخل الأسرة لعام 2008 الصادر عن دائرة الإحصاءات العامة قبل عامين .كما أنها ليست بالمرتبة الأولى من حيث نسبة الفقر وتدني مستوى دخل الأسرة حسب نفس الدراسة المنشورة على الانترنت .ما يثبت أن المحافظة ليست مهمشة كما يردد البعض ،ونسبة البطالة تماثل غيرها من نسب البطالة في المملكة ،لا بل ان نصيبها من فرص العمل متوفر بصورة أفضل .فمعظم العاملين بشركة الفوسفات في المنطقة هم من أبناء المحافظة ،إضافة لشركة الاسمنت والمنشات السياحية والجامعة التقنية والدوائر الحكومية والأجهزة الأمنية والعسكرية .ناهيك عن توفر مجالات العمل في قطاعات الزراعة والتجارة والمهن الحرة الأخرى خاصة للقاطنين في عمان.
أراحنا مدير الأمن العام عندما أعلن أن مثيري الشغب هم مجرد مجرمين حاولوا خرق سفينة الاستقرار، وحسم الجدل حول حقيقة من اعتدي على المنشاءات العامة وعلى رجال الأمن العام ،ولا يضير الطفيلة كغيرها ولا يعيبها وجود قلة منحرفة تحاول تلويث نقاء حرية التعبير. ( فلكل حموله هموله )حسب المثل الأردني المعروف، وأخلاقيات الطفايلة تجلت بتسليم أولئك المعتدين لسلطات الأمن وإصدار البيانات التي تؤكد حرصهم على سلامة حركة التصحيح وتشجب تصرفات الشذوذ والانحراف .
واضح أن المؤتمر الصحفي الأخير لمدير الأمن العام كان يهدف لشرح ملابسات ما حدث في الطفيلة بالدرجة الأولى، لكنه لخص الواقع الأردني وأخلاقيات الثورة الناعمة التي تمر بها المملكة بعبارة جامعة مانعة حين قال (لو أراد الحراك أن يتحرك من السلمية إلى اللاسلمية لعمل ذلك قبل شهور عديدة ). فالقرار إذن للشعب.وهذا تحليل منطقي صادق يتوافق مع النتائج التي نشهدها الآن بعد مضي أكثر من عام على بدء الحراك الشعبي ..وخلاصة آلاف الفعاليات الإصلاحية كانت كافية لظهور الخصوصية الأردنية الهادئة في إدارة التغيير.fayz.shbikat@yahoo.com
رئيس الشبكة الأردنية للأمن الاجتماعي