ان إعلان الولايات المتحدة عن استعدادها لإنشاء ميناء عسكري على شاطئ غزة بحجة إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة ظاهره خير وباطنه شر ويخفي داخله أهدافا خبيثة .
لانه لو كانت نوايا الولايات المتحدة الأمريكية خيرا وتسعى لمساعدة القطاع المنكوب الذي يعاني سكانه من مجاعة بسبب الحصار الذي تمارسه قوات الاحتلال الإسرائيلي فهناك اجراء أسهل وأسرع خاصة ونحن على أبواب شهر رمضان . يتمثل بالضغط لفتح معبر رفح وإدخال الشاحنات المكدسة التي يزيد عددها عن 2000 شاحنة .
فهي اي أمريكا تمتلك من أدوات الضغط الكفيلة بإدخال المساعدات الإنسانية المكدسة على المعاير بجرة قلم وبمجرد ان يرفع رئيسها جو بايدن سماعة هاتفه ويأمر ربيبته وشريكه في الابادة الجماعية نتن ياهو .
الا انه على ما يبدو هناك أهداف خبيثة وراء هذا الصمت الامريكي على العدوان الإسرائيلي ستتكشف حقيقتها بمجرد انتهاء الحرب مع الوقت الذي سيؤكد ما نرمي اليه.
وما يؤكد أن المشروع ليس هدفه مساعدة اهل غزة علينا ان نقرأ الموقف البريطاني الداعم والشريك في هذا انشاء الميناء .
حيث علمتنا الأحداث ان النوايا والأهداف الأمريكية تتبناها بريطانيا وتعبر عنها دائما. خاصة وان مشروع الميناء قد طرحته اليونان في وقت سابق من خلال إقامة ممر بحري وقد رفضته حركة حماس في حينها لأنها قرأت الأهداف والمساعي المتمثلة في التهحير .
فان هدف الميناء الامريكي البريطاني يتمثل في تخفيف الضغط عن الإدارة الأمريكية امام الرأي العام الامريكي الغاضب من موقف بايدن قبل اجراء الانتخابات التي يفصلنا عنها 7 شهور تقريبا لكسب الوقت اولا وإيصال رسالة بانها تعمل على إيصال المساعدات.
اما الهدف الابرز فهو التهجير وفتح باب الهجرة لأهالي غزة وإجبارهم على المغادرة خاصة سكان شماله المحاصر ويعاني مجاعة غير مسبوقة بسبب منع إدخال المساعدات وقيام دولة الاحتلال بقصف اي شاحنة تحاول الوصول وكذلك قصف المواطنين الذين كانوا ينتظرونها .
وها هي حادثة دوار نابلس ليست بعيدة واكبر شاهد على ذلك بعد ان راح ضحيتها اكثر من 112 شهيدا ومئات الجرحى في الوقت الذي لم تتوانى دولة الاحتلال الإسرائيلي عن تكرارها الاسبوع الماضي .
نعم ان مشروع الميناء يرمي إلى أهداف خطيرة وكارثية على غزة والفلسطينيين بهدف تهجيرهم وابعادهم عن أرضهم وتكرار مسلسلات ونكبات سابقة لكن هذه المرة بطرق أكثر بشاعة ومرارة وهي التجويع والقصف .
فهم يقولون لاطفال ونساء واهل غزة اما الموت جوعا او الخروج من ارضكم وترك الساحة لدولة الاحتلال الإسرائيلي إن تحقق اهدافها وإنشاء منطقة أمنية وتقليص مساحة غزة ، على غير ما يصرحون ويعلنون بأنهم ضد التهجير او تقليص مساحة غزة .
فبعد ان فشلت إسرائيل في تحقيق هدف التهجير بعد ان أجبرت اهل القطاع على النزوح إلى رفح لاجبارهم على الخروج بسبب الموقف المصري الرافض استطاعت اقناع أمريكا باللجوء إلى الخطة b لتحقيقه كشرط لانهاء الحرب وعدم مهاجمة رفح. هذا الهدف كان الأردن قد تنبه له وحذر منه في بداية الحرب وتمكن بالتنسيق مع مصر من افشاله لغاية الآن .
الا انه وعلى ما يبدو ان إسرائيل ماضية به دون تردد او رجوع في ظل الدعم الامريكي اللا محدود التي ترفض ايقاف الحرب بعد ان افشلت وعطلت قرارات لمجلس الأمن لثلاث مرات. لنتساءل الان عن الموقف الأردني الذي يعي تماما خطورة الامر وما سينطوي عليه من إجراءات مستقبلية ستطال الضفة الغربية التي تعيش اوضاعا صعبة جراء الإجراءات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة وما تقوم به من أعمال عدائية واعتقالات كبيرة وصلت لما يقارب 7 آلاف معتقل لغاية الآن بعدد تجاوز المعتقلين لديها قبل السابع من أكتوبر..