مهرجان «برلين»... خمسة إبداع وخمسة سياسة!

مهرجان «برلين»... خمسة إبداع وخمسة سياسة!
طارق الشناوي
أخبار البلد -  
في هذه الدورة من مهرجان «برلين»، التي تحمل رقم 74، مساحة معتبرة في العديد من التظاهرات للسينما العربية، وهناك مشاركات سعودية وحضور مؤثر عن طريق «هيئة الأفلام»، ودعم إنتاجي من صندوق «مهرجان البحر الأحمر» أسفر عن أفلام مهمة، بينها الفيلمان العربيان المشاركان في المسابقة الرسمية من تونس «ملء العين» للمخرجة مريم جبور، و«شاي أسود» للمخرج عبد الرحمن سيساكو (موريتانيا).

وأيضاً الفيلم اللبناني «مثل قصص الحب» في قسم «البانوراما» من إخراج مريام الحاج وغيرها.

يحرص المهرجان على توجيه الدعوة لقطاع من الصحافيين الذين لهم باع في الحضور عبر سنوات متعددة، ولا يزالون حريصين على الوجود، يتحمل المهرجان نفقات الإقامة لمدة خمسة أيام والضيف يتحمل خمسة.

«الغاوي ينقط بطاقيته»، كما قالت صباح في الأغنية الشهيرة، عشاق «الفن السابع» من النقاد والصحافيين و«الميديا» عموماً، يتحملون درجة الحرارة الثلجية والأمطار والصقيع في سبيل مشاهدة الأفلام التي يتميز بها هذا المهرجان العريق.

فهو يتمتع بخصوصية ارتبطت به منذ انطلاقه عام 1951، كل المهرجانات السينمائية والموسيقية والمسرحية لا تخلو فعاليتها من سياسة، دائماً هناك هامش تتفاوت مساحته، بينما في «برلين» يبدو أن السياسة صوتها أعلى.

تستطيع أن تقرأ تلك التوجهات، في اختيارات الأفلام بمختلف أطيافها، المهرجان يناصر الحرية، ولهذا لا يخلو أي عام في العقود الثلاثة الأخيرة، من أفلام إيرانية تدعو لاختراق الممنوعات التي تفرضها الدولة، وترسم ملامحها بكل التفاصيل وتحصد بعدها أيضاً، العديد من الجوائز، نالها مؤخراً عدد من المخرجين الإيرانيين مثل جعفر بناهي ومحمد رسولوف وأصغر فرهدي، وغيرهم، وهذا العام مرشح بقوة للحصول على جائزة «الدب الذهبي» الفيلم الإيراني «كعكتي المفضلة» إخراج مريم مقدم وبهتاش صنايحة، والمخرجان ممنوعان من السفر، بعد أن سحبت السلطات هناك جوازات السفر، الفيلم يخترق الممنوعات الرقابية، وأنتظر حصوله السبت المقبل عند إعلان الجوائز على جوائز الإخراج، وأيضاً التمثيل لبطلة الفيلم ليلى فرها دبور.

أتذكر قبل ثمان سنوات حصل المخرج جعفر بناهي على «الدب الذهبي» عن فيلمه «تاكسي»، وكان ممنوعاً أيضاً من السفر، وهو أحد أكثر المخرجين الإيرانيين - دفاعاً عن الحرية، وهو أيضاً كان ممنوعاً بالقانون من ممارسة الإخراج، ورغم ذلك تمكن من تصوير فيلمه وإرساله لمهرجان «برلين»، وفي إحدى دورات المهرجان تم اختياره عضواً بلجنة التحكيم، بينما هو ممنوع من السفر، وتوجهت الكاميرات في حفل الافتتاح إلى مقعده الخالي، حتى تصل الرسالة إلى العالم.المهرجان يتخلص من كل التقاليد المتعارف عليها، ومن بينها ارتداء ملابس سهرة محدد بكل تفاصيله للنساء والرجال، «برلين» لا يفرض زياً، ويعدُّ ذلك معادياً لفكرة الحرية، برغم أن لكل مقام مقالاً، وأيضاً لكل حفل «بروتوكوله»، فإن تلك هي فلسفة إدارة مهرجان تفتح الباب حتى لمن يرتدي «الكاجوال».

الجمهور الألماني هو صاحب قوة الدفع الكبرى، يمنح مهرجان البلد المضيف خصوصية، وبالأرقام هو الأكثر شغفاً بالحضور، قطاع كبير من الألمان يضبطون جدول حياتهم على «برلين»، ويأتون كل عام في الميعاد نفسه لمشاهدة هذا العرس العالمي.

المهرجانات الكبرى لا تمنح جوائزها إلا لمن يستحقها، بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى، حتى التوجه السياسي لا يفرض نفسه، ربما يلعب بنسبة مقننة دوراً في اختيار الأفلام التي تتسابق على الجوائز في مختلف التظاهرات، في الوقت نفسه، لا تخضع لجان الاختيار لهذا الانتقاء السياسي، كما أن لجان التحكيم تملك تماماً حريتها.

ننتظر جميعاً ليلة السبت المقبل وماذا تقول الفنانة الرائعة لوبيال نيونجو الكينية الأصل السوداء اللون، صاحبة الحضور الطاغي؟ قطعاً لم يتم اختيارها لرئاسة لجنة التحكيم بسبب لون بشرتها، ولكن لأنها تمتلك موهبة استثنائية.

هل لا تلعب السياسة أي دور في توجيه الجوائز؟ قد ينطبق هنا توصيف خمسة عليك خمسة عليهم، لتصبح المعادلة هذه المرة، خمسة إبداع وخمسة سياسة!


شريط الأخبار عمّان تسجل أعلى درجة حرارة منذ حزيران 2024 إقرار 15 قانونًا خلال الدورة العادية الأولى لمجلس النواب العشرين قيمة حركات "إي فواتيركم" ترتفع 25.5% بالثلث الأول من العام الحالي أكثر من 30 قرار وضعها "إعلان بغداد" أمام العالم بلدية الحسا تطالب بمجمع حكومي تدهور شاحنة على دوار اقرأ بالجبيهة .. تفاصيل إقرار 15 قانونًا خلال الدورة العادية لمجلس النواب العشرين الصفدي: أي حزب لا يملك رؤية متكاملة سيقع أمام معضلة يخسر معها ثقة المواطنين كتاب سري يحرج عادل البلبيسي بالمركز الوطني للاوبئة.. والأخير يبرر ويرد - وثيقة “القسام” تشتبك بالأسلحة الرشاشة مع قوة صهيونية تحصنت في الشجاعية سوريا تستبدل عملتها الجديدة وتزيل صورة الأسد من الليرة هل يستطيع المستثمر التركي انقاذ الصناعات البتروكيماوية ؟! تجارة الأردن تؤكد أهمية تفعيل مجلس الأعمال الأردني القبرصي مدير عام ميدغلف للتأمين: مؤتمر العقبة العاشر ملتقى للخبرات وتوقيع الاتفاقيات واللجنة المنظمة أبدعت منيب باسم ظبيان ... شهادتان جامعيتان وتفوق من جامعة "George Mason" الأمريكية.. مبروك.. الوطن ينتظرك العراق يتبرع لإعادة اعمار غزة 20 مليون دولار حسان: سيبقى الأردن الجار السند والداعم لسوريا الحاج حمدي الطباع .. شجرة مثمرة جذورها في الأرض ورأسها يٌسبّح في سماء البلد إطلاق مؤتمر الميثاق الاقتصادي الأول تحت شعار: "رؤية اقتصادية، مستقبلية، مستدامة" مجدداً... عباس يطالب حماس