فيما تبقَّى عدة أشهر للبت بقرار تسجيل "أم الجمال" الأردنية على قائمة التراث العالمي، يؤكد سياحيون أن ضمها إلى هذه القائمة سيعود بأثر إيجابي على المدينة وأعداد السياح، شرط تطوير البنى التحتية والتسويق للمنطقة.
وتنتظر دائرة الآثار العامة ممثلة بوزارة السياحة والآثار ردا من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) حول ضم "أم الجمال" إلى قائمة التراث بعد أن سلّمتها الملف بداية العام الماضي، على أن تقوم الأخيرة باتخاذ القرار صيف العام الحالي.
وقال عضو مجلس جمعية وكلاء السياحة والسفر محمود الخصاونة "يجب استثمار منطقة أم الجمال - في حال قررت اليونسكو ضمها لقائمة التراث العالمي- من خلال شراكة حقيقية مع القطاع الخاص لتكثيف حملات التسويق والترويج لهذه المدينة الأثرية وتجهيزها عبر تحسين البنى التحتية وتوفير الخدمات السياحية التي يحتاجها الزائر، واستقطاب الاستثمارات إليها لتكون منطقة مستعدة لاستقبال روادها بأي وقت، إضافة إلى فتح باب التوظيف لأبناء المجتمع المحلي وتوفير فرص عمل لهم".
وبين الخصاونة أن إدراج أم الجمال على قائمة التراث العالمي يزيد من أعداد المواقع الأثرية والسياحية المدرجة وهذا يوثق ويبين أهمية هذه المواقع الموجودة في الأردن والتي استقبلت العديد من الحضارات عبر آلاف السنين، إضافة إلى تأكيد أن المملكة متحف أثري وسياحي طبيعية
إضافة إلى وضع برامج سياحية لمنطقة أم الجمال لتكون حاضرة سياحية".
وطالب ملو العين بالعمل على تطوير البنية التحتية في أم الجمال وتوفير الخدمات التي يحتاجها الزائر إضافة إلى جذب الاستثمارات السياحية مثل المطاعم والفنادق إضافة إلى المقاهي لتكون مدينة أثرية تقدم خدمات عالمية وفرصة لتوفير وظائف لأبناء المجتمع المحلي.
ومن جهته، أكد مدير عام هيئة تنشيط السياحة د.عبد الرزاق عربيات أن إدراج أم الجمال على قائمة التراث العالمي سيعزز مكانة الأردن على خريطة السياحة العالمية. وأكد عربيات أن هذا الإدراج سيعزز مكانة موقع أم الجمال ويلفت الانتباه إليها سياحيا لتكون مقصدا سياحيا تراثيا مدرجا على قائمة التراث العالمي.
وأضاف أن الهيئة ستقوم بتنسيق مع وزارة السياحة ودائرة الآثار العامة للتسويق والترويج لأم الجمال ضمن الخطط التسويقية التي تسعى الهيئة لها خلال السنوات المقبلة.
وبين عربيات أن هذا الإدراج سيتيح الفرص أمام أم الجمال لاستقطاب الاستثمارات السياحية وتوفير فرص عمل لأبناء المجتمعات المحلية وهو ما تقوم عليه الهيئة حاليا من خلال كادرها المعني بالتواصل مع أبناء المجتمعات المحلية وبتنسيق مع وزارة السياحة ودائرة الآثار العامة لإيجاد تجارب سياحية مميزة في أم الجمال.
ويشار إلى أن الأردن يضم ستة مواقع مدرجة على قائمة التراث العالمي، وهي البترا، قصر عمرة أو "قصير عمرة"، موقع أم الرصاص، وادي رم، والمغطس والسلط وهي آخر المواقع الأردنية التي تم إدراجها العام 2021.
وتبعد "أم الجمال" قرابة 85 كم من العاصمة عمان، وبمساحة إجمالية تصل الى نحو 5 كم مربع.
وتتسم المدينة التاريخية بأحجارها البازلتية السوداء، التي يعود تاريخها إلى العصر النبطي الروماني البيزنطي، حيث تعد من أقدم المواقع التاريخية بالأردن والتي تعاقبت عليها حضارات ممتدة لآلاف السنين.
وتُعرف مدينة "أم الجمال" بلقب "الواحة السوداء"؛ نسبة إلى لون صخورها البركانية، كما تتسم بكثرة تواجد الإبل فيها وتعد أيضا موقعا نشطا للبحوث الأثرية والتراث الثقافي.
ويعود تاريخ الأبنية في المدينة الأثرية إلى أكثر من 2000 عام، حيث استوطنها الأنباط والرومان والبيزنطيون والأمويون والعباسيون.
واشتهرت المدينة تاريخيا بأنها ملتقى للطرق التي ربطت فلسطين والأردن بسورية والعراق، حيث تعد محطة في منتصف طريق "تراجان" الواصل بين عمان والبصرة أو دمشق والبصرة.
وهنالك في أم الجمال نقوش نبطية ويونانية ولاتينية وعربية، وتتوسط مدينة "أم الجمال" ثلاثة وديان تمتد من المنحدرات الجنوبية إلى جبل العرب، وتضم معبدا و17 كنيسة و3 مساجد و33 بركة وخزانا لتجميع المياه.
وتشير دراسات تاريخية إلى تعرض "أم الجمال" لزلزال مدمر عام 749 للميلاد، ما أدى إلى تهدم معظم أبنيتها، لكن الأمويين أعادوا بناء أجزاء واسعة منها، ولا تزال أعمال الترميم مستمرة، عبر مشاريع حكومية بخبراء أردنيين وأجانب.
وتضم المملكة نحو 100 ألف موقع أثري وسياحي وفق إحصاءات رسمية منتشرة في مختلف محافظاتها.