مع إعلان يوم الإثنين الصادم بإصابة الملك تشارلز بنوع من أنواع السرطان، كثرت الأسئلة حول مصير المملكة والعرش الملكي وعن السيناريوهات المحتملة التي قد يشهدها العالم عامة والمملكة المتحدة خاصة على ضوء هذا التشخيص.
ورغم أن القصر الملكي أوضح أن الملك تشارلز ليس لديه النية في تعيين أي من مستشاريه للقيام بواجباته أثناء تعافيه، وسيبقى على رأس أكبر عدد ممكن من مسؤولياته وسيظل مهتماً بشؤون الدولة، سيتوجب على الملك التقليل من ظهوراته وإطلالاته العامة.
الأكيد هو أن الخطوات التالية لا تزال غير واضحة، ومنوطة بالتطورات التي قد تطرأ على وضع الملك الصحي وعلاجه، وما يطلبه منه الأطباء.
هل ستقع أي من "واجبات الملك العامة" على عاتق الأمير ويليام؟
بحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، ومن الناحية النظرية، قد يُطلب من بعض كبار أفراد العائلة المالكة العاملين حضور الفعاليات بدلاً من الملك تشارلز وتولي واجبات أخرى أثناء تلقيه العلاج. ومن المتوقع أن تقوم الملكة كاميلا والأميرة آن وصوفي دوقة إدنبره ببعض هذه المهام.
لكن الأكيد هو أن القدر الأكبر من المسؤولية سيقع على عاتق أمير ويلز ووريث العرش، ويليام الذي كان قد قرر أنه سيأخذ استراحة من واجباته العامة على ضوء دخول زوجته الأميرة كيت المستشفى وخضوعها لعملية جراحية في البطن.
أحد السيناريوهات الأخرى المطروحة هو أن يتخذ الملك المريض قراراً بالتنحي والتركيز على صحته، ودخول المملكة حقبة جديدة مع تعيين ابنه الأكبر والأول في ترتيب ولاية العرش، الأمير ويليام، لتولي مهام الملك، وفقاً لقانون الوصاية على العرش (Regency Act).
قانون الوصاية لعام 1937
تقول مجلة "Town & Country" إنّ أكثر القوانين البريطانية فائدة التي وُضعت لمثل هذا السيناريو هو قانون الوصاية على العرش لعام 1937، خاصة أنّ الملك أو الملكة البريطانية الحاكمة، لا يسمح له أو لها بالتنازل عن العرش، ولا ينتقل العرش للوريث إلا بعد مفارقته أو مفارقتها الحياة.
وإذا أصبح الملك عاجزاً تماماً عن القيام بمهامه، ينص هذا القانون على أنه سيتم تعيين الشخص الذي يليه في ترتيب العرش كوصي، ما لم يكن عمرهم أقل من 18 عاماً، إذ في هذه الحالة يقع على عاتق أول فرد من العائلة المالكة في خط الخلافة.
كما ينص هذا القانون على أنه يجوز للملك تفويض بعض الواجبات الملكية إلى مستشاري الدولة (من بينهم الملكة كاميلا، والأمير ويليام، والأميرة بياتريس، والأميرة آن، والأمير إدوارد) إذا كان مريضاً جداً.
ماذا سيحدث للملكة كاميلا في حال وفاة الملك تشارلز؟
وفقاً للخبراء الملكيين، الجواب فيه بعض من التعقيد.
فإذا تنازل الملك الحالي عن عرشه، وهو أمر غير مرجح حدوثه، أو حتى في حال وفاته، ورغم أنّه سيكون قد أفصح عن رغباته الواضحة في هذا شأن زوجته، الملكة كاميلا، فإن الملك الحاكم، أي الملك ويليام، هو من سيتحكم في نهاية المطاف في حجم الدور الذي ستلعبه كاميلا في سنواتها الأخيرة.
أما بالنسبة للمكان الذي ستعيش فيه، فمن المرجح أن تعيش في مسكن من المساكن الملكية الموجودة، وأيهما قد يعتمد على رغبات زوجها، لكن في النهاية الملك الجديد هو من سيتخذ القرار، وفقاً لكارولين هاريس، المؤرخة في كلية الدراسات المستمرة بجامعة تورونتو.