هل تبادر لذهنك يوماً أن يكون نجل الرئيس الأميركي جو بايدن فناناً وتباع لوحاته بالملايين، إذا لم يخطر لك هذا الأمر من قبل فإليك المفاجأة.
تم بيع الأعمال الفنية الأصلية لهانتر بايدن إلى 10 مشترين دفعوا ما مجموعه 1.5 مليون دولار مقابل الحصول على تلك اللوحات.
فقد جمع نجل الرئيس 900 ألف دولار، فيما جنى صاحب المعرض 600 ألف دولار مقابل دوره في المعاملات.
قلق الجمهوريون
ونتج عن الاتفاقية ترتيبات أثارت القلق، وجلبت الآن تدقيقًا متزايدًا من قبل الجمهوريين في مجلس النواب.
إذ كشفت فحوى مقابلة مغلقة أجرتها لجنة بمجلس النواب مع بيرجيس، هذا الأسبوع، الصورة الأكثر وضوحاً حتى الآن حول أعمال هانتر الفنية، بما في ذلك متى تم بيع لوحاته وسعر بيعها.
فقد تبين في المجمل، أن 10 مشترين دفعوا مبلغًا قدره 1.5 مليون دولار مقابل تلك اللوحات. وبموجب اتفاق سابق بينهما، حصل صاحب المعرض على 40% من المبيعات بينما نال بايدن 60%.
وتم التعرف على ثلاثة من المشترين، بينما ظل السبعة الآخرون مجهولين، وذهبت الحصة الأكبر (11 لوحة) بإجمالي 875 ألف دولار – إلى كيفن موريس، الذي أصبح أحد أقرب أصدقاء بايدن بينما كان يعمل أيضًا كمحامٍ ومتبرع مالي.
وقال موريس، في نص منفصل صدر يوم أمس الثلاثاء، حيث سألته اللجنة مرارًا وتكرارًا عن القروض التي قدمها لهانتر: "أنا حقًا أحب فن هانتر"، ما عرضه للسخرية.
7 مشترين مجهولين
إلى ذلك، اشترت المتبرعة الديمقراطية إليزابيث نفتالي قطعتين من بايدن، واحدة بمبلغ 52 ألف دولار والأخرى بمبلغ 42 ألف دولار. وعينها الرئيس بايدن في عام 2022 في اللجنة الأميركية للحفاظ على التراث الأميركي في الخارج.
بينما حصّل ويليام جاك، وهو جامع أعمال فنية وصفه بيرجيس بأنه "صديق جيد حقًا" ومالك جزئي لمعرضه، أربع لوحات بمبلغ إجمالي قدره 122.500 دولار.
وهناك سبعة مشترين آخرين، لكنهم ظلوا مجهولين، بحسب بيرجيس، الذي أشار إلى أن هؤلاء المشترين كانوا من هواة الجمع والعملاء منذ فترة طويلة.
كسب ود البيت الأبيض؟!
في حين تساءل بعض الجمهوريين والخبراء عما إذا كان شراء لوحات هانتر يمكن أن يكون وسيلة مشكوك فيها لكسب ود البيت الأبيض، بالنظر إلى أن الأعمال الفنية من الصعب تقييمها وأن نجل الرئيس ليس فنانًا معروفًا، الأمر الذي نفته دائرة بايدن بشدة، قائلة إن اللوحات مميزة وأن لا أحد من المشترين يريد أي شيء من البيت الأبيض.
كما أشاروا أيضًا إلى أن معظم المشترين ظلوا مجهولين، ما يجعل من المستحيل عليهم طلب خدمات مقابل مشترياتهم.
دخل بيرجيس في ترتيباته مع هانتر بايدن في أوائل ديسمبر 2020، بعد فترة وجيزة من انتخاب جو بايدن رئيسًا ولكن قبل أداء اليمين، حيث اشترى جاك لوحة بمبلغ 40 ألف دولار في ذلك الشهر، واشترى أحد المشترين المجهولين لوحة أيضًا
وفي فبراير 2021، اشترى جاك لوحتين أخريين مقابل 25000 دولار لكل منهما، بينما اشترى نفتالي لوحة بعنوان "الأم والبنت" في ذلك الشهر مقابل 42 ألف دولار.
امتناع عن التعليق
ولم يستجب جاك ونفتالي لطلبات التعليق أمس. وعندما تم الكشف عن اسمها كمشترية في العام الماضي واستجوبها الجمهوريون في مجلس النواب، دافع محامي نفتالي عن المشتريات.
وكتب المحامي جيسون أبيل في رسالة إلى النائب جيمس كومر (الجمهوري عن ولاية كنتاكي): "إن أي تلميح إلى أن شراءها للأعمال الفنية كان غير عادي أو غير لائق إلى حد ما هو أمر غير مدعوم على الإطلاق". "لكي نكون واضحين، اشترت السيدة نفتالي العمل الفني فقط لأنها أحبت الفن، وكانت الأسعار معقولة".
وقال أيضًا إنها لم تسعَ للحصول على منصب في لجنة الحفاظ على التراث الأميركي في الخارج، وأن ذلك جاء بتحريض ليس من البيت الأبيض ولكن من رئيسة مجلس النواب آنذاك نانسي بيلوسي (ديمقراطية من كاليفورنيا). وكتب أبيل: "إن أي محاولة لربط مشتريات السيدة نفتالي الفنية بتعيينها في اللجنة لا أساس لها من الصحة أيضا".
يذكر أن لجنتي القضاء والرقابة بمجلس النواب كانت أجرت مقابلة مع بيرجيس في 9 يناير الحالي خلال جلسة مغلقة. ومن المقرر أن تجري تلك اللجان، التي تقود أيضا تحقيقًا لعزل الرئيس بايدن رغم أنه لم يسفر إلا عن القليل من الأدلة العامة على ارتكاب مخالفات، مقابلة مع هانتر في 28 فبراير المقبل بعد جدل طويل حول الشروط.