ترى دول كثيرة في أوروبا ودول غربيّة أخرى مثل الولايات المتحدة الأميركية وكندا في دولة الاحتلال الإسرائيلي أمراً واقعاً، وأنه أصبح حقيقة ماثلة وقائمة ينبغي الاعتراف بها والتسليم ببقائها، وقد يعزّز هذا الموقف أنّ معظم السكان الطارئين على فلسطين والمنتسبين لهذا الكيان المحتلّ يرجعون في أصولهم إلى تلك البلدان ممّا يجعل هذه البلدان تنحاز إليهم ظلماً وعدواناً، إضافة إلى الرواية الصهيونية عن الحقّ الديني لليهود في فلسطين، وهي رواية ذات انتشار واسع في الغرب وذات تغلغل واسع في أذهان الغربيين، ولذلك نجدهم ينظرون إلى?الكيان المحتلّ بوصفه دولة قائمة لها حقّ البقاء وسائر الحقوق الدولية، بل يزيدون على ذلك أنّهم يتعهّدون بالدفاع عنها في وجه أي تهديد، مع أنّهم يعترفون بالتوصيف لما جرى ويجري من أن شعباً طرد من أرضه، وهو الشعب الفلسطيني، وحلّ محلّه مجموعات يهوديّة جاءت من أوطان شتّى، لكنّ الشيء الذي لا يعترفون به هو تسمية هذا الأمر احتلالاً وأن الكيان الإسرائيلي هو كيان محتل لا حق له في ذرة تراب واحدة من أرض فلسطين.
وإذا كانت الدول الغربيّة المؤيّدة للاحتلال الصهيوني ترى في دولة الاحتلال أمراً واقعاً، فإنّه لا يجوز لأيّ عربي أو لأي دولة عربيّة أو إسلامية أو أي شخصٍ عاقل أو عادل أن يرى في الوجود الاحتلالي أمراً واقعاً أو يدعو إلى القبول به أو التعامل معه على أنّه أمرٌ واقع، بل يجب الإصرار على رفضه واعتباره كياناً محتلّاً طارئاً تجب مقاومته وطرده عن هذه الأرض التي استولى عليها بالكيد والخديعة وقوّة السلاح، بوصفه لا علاقة له من قريب أو بعيد بهذه الأرض أو أهلها أو ثقافتها، حيث نجد بما هو أوضح من شمس النهار أن زعماء هذا ال?حتلال غالبيتهم من دول أوروبا الغربية والشرقية ومن الولايات المتحدة الأمريكية ومن روسيا.
فهذا رئيس دولتهم إسحق هيرتزوغ إيرلندي الأصل، وهو ابن حاييم هيرتزوغ المولود في بلفاست بإيرلندا.
وهذا رئيس وزرائهم الحالي بنيامين نتنياهو بولندي الاصل وهو ابن بنصهيون نتنياهو المولود في وارسو.
وأمّا وزير ما يسمّى الدفاع يوآف غالانت فقد ولد سنة 1958 لأبوين بولنديين وهاجرا إلى فلسطين على متن سفينة أكسودس سنة 1948، واسم والدته البولندية فروما واسم والده مايكل.
أما هرتسي هاليفي رئيس هيئة الأركان الصهيوني فهو روسي الأصل وهو ابن حاييم شلومو هاليفي جاء من روسيا واستوطن فلسطين عام 1926.
أما بيني غانتس (أو بنيامين غانتس) رئيس الأركان الأسبق ونائب رئيس الوزراء فهو ابن نوحم غانتس المولود في رومانيا، وأمه مولودة في شرق المجر.
أما أفيغدور ليبرمان وزير الدفاع الصهيوني السابق فهو روسي الأصل، لغته الأمّ هي الروسيّة، وهو من مواليد كيشيناو في الاتحاد السوفييتي سنة 1958.
أما نفتالي بينيت رئيس الوزراء السابق فهو أميركي الأصل، وقد ولد والداه في كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية، وهاجرا إلى فلسطين سنة 1967.
أما إيهود أولمرت فهو روسي الأصل، ولد أبوه في بوغوروسلان في روسيا سنة 1908.
وأما وزير المالية بتسلئيل سموتريتش المشهور بدعواته للقضاء على الفلسطينيين فهو من أصول أوكرانية ويعود لقبه لبلدة سموتريتش الأوكرانية التي عاش فيها أسلافه قبل أن يهاجر جدّه إلى فلسطين في أيام الانتداب البريطاني.
وأما رئيس الموساد الحالي دافيد برنياع فهو ألماني الأصل هرب والده مع عائلته من ألمانيا وهاجر إلى فلسطين وهو في سنّ الثالثة.
هؤلاء عشرة من الزعماء الصهاينة الذين يحتلّون أرض فلسطين ويمارسون أبشع أنواع الفظائع والجرائم ضدّ الشعب الفلسطيني، وليس لأيّ منهم أي جذور في هذه الأرض، وإنما هم عصابات تعيش على السرقة والقتل والنهب، ولا يجوز بأيّ حال ولا لأي إنسانٍ أن ينظر إلى وجودهم على أرض فلسطين واستيلائهم على مقدّراتها على أنّه أمرٌ واقع، فهو في الحقيقة أمرٌ عارض طارئ مؤقت لا بدّ من التخلّص منه عاجلاً أو آجلاً، ولا بدّ لهؤلاء الغرباء الأشرار أن يعود كلّ منهم إلى موطنه الأصلي الذي جاء منه.