أكذوبة الحرب على سبع جبهات

أكذوبة الحرب على سبع جبهات
د. صلاح جرار
أخبار البلد -  

في محاولة لتسويغ جرائمهم الوحشية التي يرتكبونها في غزّة وسواها يزعم الإسرائيليون أنّهم يواجهون حرباً تمتدّ على سبع جبهات، وهم إلى جانب ذلك يحاولون التغطية على ما يتكبّدونه من خسائر في جنودهم وآلياتهم واقتصادهم ويسعون إلى استجداء مزيد من الدعم المالي والعسكري من الدول التي تؤيدهم، كما يحاولون بذلك إيجاد الذرائع للتمادي في ارتكاب الإبادة ضدّ أهالي غزة، لكنّهم بهذا الزعم أيضاً يهيئون مجتمعهم وحلفاءهم من دول العالم الغربي لتقبّل الهزيمة التي هي على وشك أن تلحق بهم بسبب صمود المقاومة.

إنّ هذا الزعم الذي لا يفتأ قادة الصهاينة يردّدونه كلّ يوم وفي كلّ مناسبة هو زعمٌ كاذبٌ يقوم على المبالغة والتهويل اللذين يستخدمهما الصهاينة منذ نشوء كيانهم ومنذ عدوانهم على غزّة بعد السابع من تشرين الأول الماضي، وهذا الكذب والمبالغة والتهويل هي كلّها مؤشرات على إحساس الصهاينة بالهزيمة لأنّ الذي يشعر بالانتصار ويمتلك شروطه وأسبابه لا يكون بحاجة إلى استخدام أدوات الكذب والتهويل.

والدليل الساطع على عدم صحّة ما يدّعيه هؤلاء الصهاينة من خوضهم الحرب على سبع جبهات أنّنا لو تأمّلنا هذه الجبهات المزعومة واحدة واحدة لما وجدنا أنّها في حالة مواجهة حقيقية مع الجيش الصهيوني، وأنّ أيّاً من هذه المواجهات لم تصل إلى درجة ما يسمى الحرب، لأنّ الحرب على أيّ جبهة تعني التحام جيشين متساويين أو متقاربين في التسليح وعدد القوّات، وعلى الرغم من تحقّق شرْط الالتحام جزئياً في غزّة من خلال تصدّي المقاومة للقوات الصهيونية الغازية بالقذائف والألغام، إلاّ أنّ ذلك لا يصل إلى درجة أن يطلق عليه اسم حرب بين الجيش الصهيوني وقوى المقاومة بسبب التفاوت الكبير بين الجانبين، فالذي يجري في غزّة هو عدوان غاشمٌ بأعتى الأسلحة الحديثة وأدوات القتل والإجرام على شعب أعزل وضدّ المدنيين الأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ، وأنّ المقاومة التي تتصدّى لهذا العدوان لا تملك من الأسلحة إلاّ القليل جداً ممّا لا يقارن بما يملكه جيش الاحتلال.

وأمّا ما يطلق عليه الزعماء الإسرائيليون جبهات اليمن والعراق فإنّها لا تملك أيّ صفة من صفات الجبهات بسبب التباعد المكاني بين الكيان الصهيوني وكلّ من اليمن والعراق، وبسبب عدم وجود فرص للمواجهة المباشرة والالتحام بين جيش الاحتلال وجيش الحوثيين أو الفصائل العراقية، وكلّ ما يجري بين الكيان الصهيوني من جهة والحوثيين والعراقيين من جهة أخرى هو تقاذف متباعد الأزمنة والأمكنة بين الطرفين لا يرقى إلى مسمّى حرب أو جبهة حرب.

وأمّا ما يصفه الإسرائيليون بالجبهة السوريّة فهي لا تعدو أن تكون حالة من العدوان الصهيوني المتكرّر على الأراضي السوريّة لتنفيذ اغتيالات ضدّ شخصيات محدّدة سوريّة أو لبنانية أو فلسطينية أو إيرانية دون أن تجري على الحدود الفاصلة بين الأراضي السورية ومستوطنات الاحتلال أي مواجهات أو تبادل لإطلاق النار أو التحام بين الجيشين، ولهذا فإنّ من غير الممكن أن يطلق على هذه الحالة صفة جبهة حرب.

ومن غير المنطقي في قاموس الحروب أن يطلق على الضفّة الغربيّة المحتلّة صفة جبهة، فهي مناطق تحت الاحتلال،ولا يملك سكّانها الفلسطينيون من الأسلحة غير السكاكين والحجارة وبعض البنادق بينما يهاجمها جيش الاحتلال بالطائرات والصواريخ ويقوم باعتقال شبابها وقتلهم وهدم بيوتها وتدمير البنى التحتية فيها، فأيّ حربٍ هذه التي يدّعي نتنياهو ووزراؤه أنهم يخوضونها في الضفّة الغربيّة؟!

ومن أبعد الأمور عن المنطق ما يردّده المسؤولون الصهاينة من كون إيران واحدة من أهم جبهات الحرب التي يخوضونها، فبين الكيان الصهيوني وإيران مسافات شاسعة فضلاً عن استحالة نشوب مواجهة مباشرة بين الجيش الصهيوني والجيش الإيراني، وكلُّ ما جرى بين البلدين هو عدوان إسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق وقامت إيران بعد ذلك بردٍّ محدودٍ ومدروس على هذا العدوان، ولم تقع أي مواجهة مباشرة بين الطرفين منذ ذلك الحين، ولذلك فإنّه لا يوجد سبب واحد لادّعاء الإسرائيليين أنّهم يخوضون حرباً على جبهة إيران!

وأمّا المكان الذي يوشك أن يكون جبهة حرب، ولم يبلغ درجة الحرب بعد، فهو ما يجري على الحدود اللبنانية الجنوبية بين الجيش الصهيوني ومقاتلي حزب الله، وهو ما يطلق عليه قادة حزب الله جبهة إسناد، فهذه الحدود هي أكثر النقاط سخونة وتوتّراً حيث يقوم حزب الله بإطلاق صواريخ ومسيّرات تجاه المواقع العسكرية الإسرائيلية بينما تقوم المدفعية والطائرات الإسرائيلية بقصف البلدات اللبنانية ومواقع حزب الله وتقوم باغتيال مسؤولين من حزب الله، لكنّ هذا التبادل للقصف والإغارة لم يصل إلى درجة الحرب، لعدم وجود التحامات أو اقتحامات ولالتزام الطرفين بما يعرف بقواعد اشتباك محدّدة.

إنّ مفهوم الحرب بمعنى قيام نزاع مسلح بين دولتين أو بين جيشين نظاميين لا ينطبق على أي نزاع من النزاعات التي يدّعي الإسرائيليون أنهم يخوضونها، فالحروب التي يزعم الإسرائيليون خوضها هي ليست مع دول ولا مع جيوش نظاميّة، وإنّما مع جماعات مسلّحة أو قليلة التسلّح أو عديمة التسلّح، مع عجز الجيش الإسرائيلي عن مواجهة المسلّحين وإنما يستقوي على المدنيين والبنى التحتيةويصبُّ جام غضبه عليهم. ولو أنّ الجيش الصهيوني خاض حرباً حقيقية مع سبعة جيوش نظامية والتحم معها لما وجدناه يتجرّأ كلّ هذه الجراءة على المدنيين العزّل والبنى التحتية.

وفي محاولته لإثبات قدرته على تحقيق النصر على الجبهات السبع يقوم جيش الاحتلال في كلّ حادث احتكاك مع أي من هذه الجبهات، بارتكاب مجزرة وحشية جديدة أو أكثر في قطاع غزّة وكأنّه يقول لأعدائه في هذه الجبهات إنّه لا جدوى لما تقومون به من إسناد أهل غزّة ومقاومتها.

وعلى ذلك فإنّ ما تورّطت فيه دولة الاحتلال من مشكلات لا يمكن وصفه بالحرب ولا بالمحاربة على سبع جبهات كما يدّعي المسؤولون الإسرائيليون، وأنّ دولة الاحتلال لا تنخرط في حرب حقيقية مع أيّ دولة عربيّة أو إسلاميّة، بل هي متورّطة باعتداءات حمقاء هنا وهناك في محاولة لإخافة الدول والشعوب العربية لتحقيق حلم الأمن لمجتمع الاحتلال، وهو حلم غير قابل للتحقيق مهما بلغت قوة الاحتلال وسطوته وكثرة داعميه الغربيين.

شريط الأخبار اجواء خريفية اليوم الجمعة.. حالة الطقس الأردن يتفق مع صندوق النقد بشأن المراجعة الثانية "أخبار البلد" ترصد لحظة خروج لاعبي منتخبنا من الملعب بعد الخسارة وغضب الجماهير منهم - فيديو وزارة الخارجية: تصريحات سموتريتش "لا تنال من الأردن ولا تلغي حق الفلسطينيين" مندوبا عن الملك.. وزير الثقافة يفتتح معرض عمان الدولي للكتاب بدورته الـ23 ارتفاع عدد ضحايا استهداف بيروت إلى 25... شخصيات ثقيلة من حزب الله هي الهدف... وحزب الله يقصف إسرائيل منح دراسية للطلبة الأردنيين في رومانيا رئيس هيئة الأركان يتابع مجريات التمرين التعبوي (وثبة الأسد) نتائج الطلبة المرشحين للقبول لمرحلة التجسير للعام الجامعي 2024-2025 (رابط) 3 وفيات بحادث سير مروع في اربد مفاجأة صادمة.. فتاة تعثر على شيء غريب داخل كيس شيبس في الرصيفة وزير الاتصال الحكومي: نجهد لتحصين الوطن سياسيا واقتصاديا رغم التحديات الإقليمية إسرائيل تصادر أراض للأونروا بالقدس لبناء وحدات سكنية التأمين العربية - الأردن تدعو لإجتماعين عموميين نهاية الشهر وزير الشباب يواصل زياراته الميدانية. الجغبير: لقاء إيجابي مع رئيس الوزراء يرسم خارطة طريق لدعم الصناعة الوطنية وتعزيز الصادرات الامن يرد على صاحب قيود ادّعى تعرّضه لانتهاكات في مراكز الإصلاح التربية تحدد موعد التسجيل للامتحان التكميلي .. إليكم التعليمات والشروط بورصة عمان تغلق تداولاتها لجلسة نهاية الأسبوع بنسبة إرتفاع 0.26% أبو ناصر يرد بقوة على بيان "جمعية وكلاء السيارات" ويفند ما ورد به